صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2014, 12:50 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي هل الإنسان مخير أم مسير

الأخت / بنت الحرمين الشريفين
هل الإنسان مخير أم مسير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بيان أن الإنسان مسير ومخير جميعا
س: مستمع يسأل ، ويقول : أرجو أن تتفضلوا بإجابتي
عن السؤال التالي : هل الإنسان في هذه الحياة مسير أو مخير ؟
مع اصطحاب جميع الأدلة ؟ وجزاكم الله خيرا
ج_الإنسان مسير ومخير جميعا ،
له الوصفان فهو مخير ؛ لأن الله أعطاه عقلا وأعطاه مشيئة ، وأعطاه
إرادة يتصرف بها ، فيختار النافع ويدعو الله ، يختار الخير ويدع الشر ،
يختار ما ينفعه ، ويدع ما يضره ،
كما قال تعالى :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
وقال عز وجل :
{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }
فالناس لهم إرادة ولهم مشيئة ، ولهم أعمال ،
قال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فلهم أعمال ولهم إرادات ، ولهم مشيئة هم مخيرون فإذا فعلوا الخير
استحقوا الجزاء من الله فضلا منه سبحانه وتعالى ، وإذا فعلوا الشر
استحقوا العقاب ، فهم إذا فعلوا الطاعات فعلوها باختيارهم ، ولهم أجر
عليها وإذا فعلوا المعاصي ، فعلوها باختيارهم وعليهم وزرها وإثمها
والقدر ماض فيهم ، هم أيضا مسيرون بقدر سابق ،
قال جل وعلا :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس )
وقال سبحانه :
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا }
وقال جل وعلا :
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
ولما سأل جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال :
( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وتؤمن
بالقدر خيره وشره )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فالله قدر الأشياء سابقا ، وعلم أهل الجنة وأهل النار ، وقدر الخير والشر
والطاعات ، والمعاصي كل إنسان يسير فيما قدر الله له ، وكل مسير
لما خلق له ،
جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لأصحابه ذات يوم :
( ما منكم من أحد إلا ويرى مقعده من الجنة ومقعده من النار
قالوا : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ يعني ما دامت مقاعدنا معروفة
من الجنة والنار ، ففيم العمل ، قال عليه الصلاة والسلام : اعملوا
فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل السعادة فييسروا لعمل السعادة ،
وأما أهل الشقاوة فييسروا لعمل الشقاوة )
ثم تلا قوله سبحانه :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
فأنت يا عبد الله عليك أن تعمل ، ولن تخرج عن قدر الله سبحانه وتعالى ،
عليك أن تعمل وتجتهد بطاعة الله ، وتسأل ربك التوفيق ، وعليك أن تحذر
ما يضرك ، وأسأل ربك الإعانة على ذلك ، وأنت ميسر لما خلقت له ،
كل ميسر لما خلق له ، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س: يسأل السائل ويقول : حدث نقاش بيني وبين صديق لي حول مسألة ،
هل الإنسان مخير أو مسير ؟ أفيدونا عن هذا القول ، جزاكم الله خيرا .
ج_الإنسان مخير ؛ لأن الله أعطاه مشيئة ، وأعطاه إرادة فهو يعلم ويعمل
، وله اختيار ، وله مشيئة ، وله إرادة يأتي الخير عن بصيرة وعن علم
وعن إرادة ، وهكذا الشر ،
كما قال تعالى :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
قال سبحانه :
{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }
فجعل لهم إرادة ، جعل لهم مشيئة ،
قال سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
{ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
فجعل لهم عملا ، وجعل لهم صنعا ، وجعل لهم فعلا ، هم يفعلون الشر
والخير ، ولهم اختيار ، يختار المعصية ويفعلها ويختار الطاعة فيفعلها
له إرادة ، وله اختيار ، كذلك يختار هذا الطعام ليأكل منه ، وهذا الطعام
لا يريده يريد هذه السلعة أن يشتريها والأخرى لا يريدها ، يستأجر هذه
الدار ، والأخرى لا يستأجرها ، ولا يريدها يزور فلانا والآخر لا يزوره ، بمشيئته
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
واختياره ، ولكن هذه المشيئة وهذا الاختيار وهذه الإرادة وهذه الأعمال
كلها بقدر ، فمسير من هذه الحيثية ، وأنه بمشيئته واختياره ، وأعماله
لا يخرج عن قدر الله ، بل هو تحت قدر الله كل شيء بقدر حتى العجز
والكيس ، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ،
ويقول الله عز وجل :
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
فالإنسان في تصرفاته مخير له مشيئة وله اختيار وله إرادة ، ولهذا
يستحق العقاب على المعصية ، ويستحق الثواب على الطاعة ؛ لأنه فعل
ذلك عن مشيئة وعن إرادة وعن قدرة ، ويستحق الثناء على الطاعة
والعقاب على المعصية ، ولكنه بهذا لا يخرج عن قدر الله ، هو ميسر
من هذه الحيثية ،
كما قال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
وقال جل وعلا :
{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا }
وقال سبحانه :
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
وقال سبحانه :
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }


التعديل الأخير تم بواسطة adnan ; 01-07-2014 الساعة 12:58 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-07-2014, 12:51 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

فكل شيء لا يقع من العبد إلا بقدر الله . الماضي الذي سبق به علمه ،
وثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة ، وعرشه على الماء )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس )
رواه مسلم في الصحيح
كله بقدر ، فأنت مخير ومسير جميعا ، مخير لأنه لك إرادة ومشيئة
وعمل باختيارك ، تفعل هذا وهذا ، تفعل الطاعة باختيار ، تصلي باختيار
وتصوم باختيار ، تقع المعصية منك باختيار من الغيبة ، أو النميمة ،
أو الزنى ، أو شرب المسكر ، كله باختيار منك وفعل وإرادة ، تبر والديك
باختيار ، وتعقهما كذلك ، فأنت مأجور على البر ومستحق للعقاب على
العقوق ، وهكذا تثاب على الطاعات ، وتستحق العقاب على المعاصي ،
وهكذا تأكل وتشرب ، وتذهب وتجيء ، وتسافر وتقيم ، كله باختيار ،
فهذا معنى كونك مخيرا ، ومسير يعني : أنك لا تخرج عن قدر الله ،
هو الذي يسيرك سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فكل شيء
لا يخرج عن قدر الله ، والله ولي التوفيق .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س: لا أدري هل يجوز أن أسأل مثل هذا السؤال أم لا ؟
هل الإنسان مخير أو مسير في هذه الحياة ؟ وجزاكم الله خيرا .
ج_الإنسان مخير ومسير جميعا ؛ مخير له الأعمال وله عقل وتصرف وله
سمع وبصر يختار الخير ويبتعد عن الشر يأكل ويشرب باختياره ، يجتنب
ما يضره باختياره يأتي ما ينفعه باختياره ، وإنه مسير بأنه لا يتعدى قدر
الله يقول سبحانه :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
قال تعالى :
{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ }
فله مشيئة وله اختياره :
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
{ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ }
له فعل وله اختيار ، وله إرادة ،
يقول سبحانه :
{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }
ويقول جل وعلا :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
فمشيئة الله نافذة وقدره نافذ ، فهو من هذه الحيثية مسير لا يخرج
عن قدر الله ، وهو مع ذلك مخير له فعل وله مشيئة وله إرادة ، يأتي
الخير بإرادته ويدع الشر بإرادته ، يأكل بإرادته ، ويمسك بإرادته ،
يسافر بإرادته ، ويقيم بإرادته ، يخرج إلى السيارة وغيرها بإرادته ،
يجلس بإرادته ، ولهذا يستحق العقاب على المعاصي ، ويستحق الثواب
على الطاعات ، له اختيار وله فعل مثاب على صلاته وعلى صومه
وصدقاته وطاعاته لله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ومثاب على
هذا إذا فعله لله يستحق العقاب على معاصيه ؛ من الزنى ، من التهاون
بالصلاة ، ومن أكل الربا والغيبة والنميمة إلى غير هذا ، وله فعل وله
اختيار ، ولكن بفعله واختياره لا يسبق مشيئة الله ولا يخرج عن قدر الله .
س: هل الإنسان مسير أم مخير ؟
ج_هو مخير ومسير ، هو مخير
كما قال الله تعالى :
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
، وقال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
فهو مسير من جهة أن قدر الله نافذ فيه ، وأن الله قد سبق فيه علمه ،
كل ما يفعله العباد قد قدر الأمور وقضاها وكتبها عنده ، ولكن أعطى العبد
عقلا وسمعا وبصرا واختيارا وفعلا ، فهو يعمل ويكدح بمشيئته وإرادته
، ولكنه بذلك لا يخرج عن مشيئة الله ، ولا عن قدر الله السابق
، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم الاختيار واستدل
بقوله تعالى :
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
، واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول : بأنه يكتب
على كل إنسان وهو في بطن أمه عمله شقي أم سعيد
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س_وقرأت في بعض الكتب بأن الإنسان مخير في أعماله بدليل
قول الله تعالى : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فأنا الآن في حيرة
فما هو القول الصحيح ؟
ج: أهل السنة والجماعة على أن العبد مخير ومسير ، لا يخرج عن قدر
الله ، والله أعطاه سبحانه العقل يتصرف يأكل ويشرب ، ويعمل ويأمر
وينهى ، يسافر ويقيم له أعمال ،
كما قال تعالى :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
فجعل لهم مشيئة ، فقال :
{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ }
وقال :
{ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
فالعباد لهم أفعال ، يأمرون وينهون ، ويسافرون ويقيمون ، ويصلون
وينامون ، ويعادون ويحبون ، لهم أعمال لكنهم لا يخرجون عن قدر الله ،
الله قدر الأشياء في سابق علمه سبحانه وتعالى ، لا يخرجون عن قدر الله
، لكن ليسوا مجبورين ، بل هم مختارون ، لهم اختيار ولهم عمل ،
لهذا خاطبهم الله وأمرهم ونهاهم ، وأخبر عن أعمالهم :

التعديل الأخير تم بواسطة adnan ; 01-07-2014 الساعة 12:57 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-07-2014, 12:54 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، لأهل بدر إلى غير ذلك .فالواجب على
المؤمن أن يعرف هذا ، فأهل السنة والجماعة يقولون : العبد مختار ،
له فعل وله اختيار ، وله إرادة وله عمل ، لكنه لا يخرج عن قدر الله ،
ثبت في الحديث الصحيح ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن الله قدر مقادير الخلائق ، قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء )
وكذا قدر أعمال العبد في بطن أمه بعد مضي الشهر الرابع ، يكتب رزقه
وأجله وعمله ، وشقي أو سعيد ، ما يخرج عن قدر الله ، لكن له أعمال
وله تصرفات ، لا يخرج بها عن قدر الله ، فهو يسافر ، يصلي ، يصوم ،
يزني ، يسرق ، يعق ، يقطع الرحم ، يطيع ، يسافر ، يصل فلانا ، يقطع
فلانا ، يرحم فلانا ويؤذي فلانا ، يحسن إلى فلان ويسيء إلى فلان ،
له أعمال طيبة وخبيثة فهو مأجور على الطيبة ، ومأزور على الخبيثة ،
والله يجازيه على أعماله الطيبة والخبيثة ، على الطبية بالجزاء الحسن ،
وعلى أعماله الرديئة ، بما يستحق وقد يعفو إذا كان موحدا ،
فهو سبحانهالعفو العظيم جل وعلا ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
فالعبد مسير بقدر الله ، لكن له اختيار وله مشيئة ، وله عمل ، يجازى
على عمله الطيب ، ويستحق العقاب على عمله الرديء ، إلا أن يعفو الله
كما أخبر سبحانه بقوله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
قد يغفر عن بعض المعاصي لمن يشاء سبحانه وتعالى ، إذا مات على
التوحيد ، وهكذا في الدنيا قد يعفو ويصفح عن بعض عباده فضلا منه
وإحسانا سبحانه وتعالى ، وقد يعاقب على السيئات في الدنيا قبل الآخرة .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س: هل الإنسان مسير أم مخير ، في أعماله الصالحة
وغير الصالحة ، وجهونا في ضوء هذا السؤال ؟
: الإنسان مسير ومخير ، مسير لا يخرج عن قدر الله ، مهما فعل فهو
تحت قدر الله ، ومخير لأن له عقلا وفعلا واختيارا ، أعطاه الله عقلا
وأعطاه الله فعلا واختيارا ، فهو يفعل باختياره ويدع باختياره ، ولهذا
تعلقت به التكاليف ، واستحق الجزاء على أعماله الطيبة بالجزاء الحسن
والرديء بالجزاء السوء :
{ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ }
{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا }
{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا
وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }
ويقول جل وعلا :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
ويقول جل وعلا :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
والنبي سئل لما قال لصحابته :
( ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ، ومقعده من النار
وفي اللفظ الآخر : قد كتب مقعده من الجنة ، ومقعده من النار )
قالوا : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ ما دامت مقاعدنا معلومة ،
ما دمنا مكتوبين ففيم العمل ؟ قال :
( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل السعادة ، فييسرون لعمل
السعادة ، وأما أهل الشقاوة ، فييسرون لعمل أهل الشقاوة )
ثم قرأ قوله سبحانه :
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
وقال تعالى :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ }
وقال تعالى :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
، وقال تعالى :
{ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }
، فدل على أن الأسباب يترتب عليها مسبباتها ، فمن يتقي الله يسر الله
أموره ، ويفرج كرباته ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن عصى الله
وخالف أوامره ، فقد تعرض لغضب الله وسخطه ، وتعسير أموره ،
نسأل الله العافية .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س: هناك قسم من الناس ، يقولون : إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان
، هي من إرادة الله ، رجاء أن توضحوا هذه المسألة ،
هل الإنسان مخير أو مسير ؟
هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس ، والإنسان مخير ومسير
مخير لأن الله أعطاه إرادة اختيارية ، وأعطاه مشيئة يتصرف بها
في أمور دينه ودنياه ، فليس مجبرا ومقهورا ، فله اختيار وله مشيئة
، وله إرادة
كما قال عز وجل :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
وقال سبحانه :
{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }
وقال سبحانه :
{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
وقال تعالى :
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ }
فالعبد له اختيار ، وله إرادة وله مشيئة لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة
لا تقع إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى ، فهو جل وعلا المصرف لعباده
والمدبر لشئونهم ، فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئا ، أو يريدوا شيئا
إلا بعد مشيئة الله لهم وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى ،
فما يقع في العباد وما يقع منهم ، كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق
فالأعمال والأرزاق والآجال والحروب ، وانتزاع الملك وقيام الملك ،
وسقوط دولة وقيام دولة ، كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى
كما قال عز وجل :
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فالمقصود أنه جل وعلا له إرادة في عباده ، وله مشيئة لا يتخطاها العباد
، ويقال لها الإرادة الكونية ، والمشيئة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،
ومن هذا قوله سبحانه :
{ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ }
وقال تعالى :
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
فالعبد له اختيار ، وله إرادة ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله
وإرادته سبحانه وتعالى ، فالطاعات بقدر الله ، والعبد مشكور عليها
مأجور ، والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ، ومأزور والحجة قائمة ،
والحجة لله وحده سبحانه وتعالى :
{ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }
سبحانه وتعالى :
{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
فهو سبحانه لو شاء لهداهم جميعا ، ولكن له الحكمة البالغة حيث جعلهم
قسمين : كافرا ومسلما ، وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته
فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيدا ، وأن يكون على بينة في دينه ، فهو
مختار له إرادة وله مشيئة يستطيع أن يأكل ويشرب ، ويضارب ويتكلم
ويطيع ويعصي ويسافر ويقيم ويعطي فلانا ويحرم فلانا إلى غير هذا
هو له مشيئة في هذا ، وله قدرة وليس مقهورا ولا ممنوعا ، ولكن
هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبقها من الله بعد أن تسبق
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إرادة الله ومشيئته لهذا العمل :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
وهو سبحانه المسير لعباده
كما قال عز وجل :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
هو المسير لعباده وبيده نجاتهم وسعادتهم ، وضلالهم وهلاكهم ،
هو المصرف لعباده ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى
يعطي من يشاء ، ويحرم من يشاء ، ويسعد من يشاء ، ويشقي من يشاء
، لا أحد يعترض عليه سبحانه وتعالى ، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون
على بصيرة في هذا الأمر ، وأن تتدبر كتاب ربك وسنة نبيك عليه الصلاة
والسلام ، حتى تعلم هذا واضحا في الآيات والأحاديث ، فالعبد مختار وله
مشيئة ، وله إرادة ، وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه ، بل هو
مملوك لله عز وجل ، مقدور لله سبحانه وتعالى ، يدبره كيف يشاء
سبحانه وتعالى ، مشيئة الله نافذة ، وقدره السابق ماض فيه ولا حجة
له في القدر السابق ، فالله يعلم أحوالهم ، ولا تخفى عليه خافية
سبحانه وتعالى ، وهو المدبر لعباده والمصرف لشؤونهم جل وعلا ،
وقد أعطاهم مشيئة وإرادة واختيارا يتصرفون بذلك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات