صفحة بيت عطاء الخير
بطاقات عطاء الخير
تويتر عطاء الخير الرسمي
مجموعة بيت عطاء الخير الرسمية
بحث في موقع الدرر السنية
 

بحث عن:

ابحث بالموقع
تاريخ اليوم:

  المستشار نبيل جلهوم  
المهندس عبدالدائم الكحيل الدكتور عبدالله بن مراد العطرجى بطاقات عطاء الخير
دروس اليوم أحاديث اليوم بطاقات لفلي سمايل


مجموعات Google
اشترك فى مجموعة بيت عطاء الخير
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

تسجيل دخول اداري فقط

الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير لنشر و إعادة الأخلاق الإسلامية الحقيقية للأسرة

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-26-2013, 09:37 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي المرعى أخضر ولكن العنز مريضة

الأخ / عباده


المرعى أخضر ولكن العنز مريضة

د. عائض القرني



أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي

إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد

بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين .

ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ،

يقول تعالى:


{ لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ }


وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس

وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ،

وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ،

التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ،

أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ،

وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ،

ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة

الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا

عن الشرع المطهر.


نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم

وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء

إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته

على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته

وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ،

من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء

حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك

تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع

طلابه ، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة

لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ،

وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم

الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.


المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة

والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا .

في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ،

من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة

، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة

والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ،


وكلما قلت: ما السبب ؟


قالوا :


الحضارة ترقق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا

فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت

جالس في سيارتك ، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد

المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى

فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ،

احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.


بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ،

أين منهج القرآن:


{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }


{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً }


{ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }


{ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا

إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ

إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }


وفي الحديث:


( الراحمون يرحمهم الرحمن )


و ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )


و ( لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا )


عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ،


يقول عالم هندي:


" المرعى أخضر ولكن العنز مريضة "


الشرق الأوسط الخميس 06 صفر 1429


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



ديزاين فور يو لحلول تقنية المعلومات