[هيفولا]

مشاعر تختلط بدموع






وأنا أودع الكعبة في طواف الوداع .!
أتذكر صورا رأيتها وتسري تلك القشعريرة الباردة ..
اقول في نفسي ربما كانوا والله أسبق إلى الجنة منّا ..



** شرطي وزملاؤه يحيطون حاجّاً يحمل رضيعا في طواف الإفاضة
يخافون من شدة الزحام والاختناق أن لا ينتبه الطائفون للرضيع!






**رجلٌ عند النفرة من عرفات يحمل عجوزاً مسنّا .
.. والناس يقولون له بارك الله لك في برّك بأبيك

..فيلتفت إليهم باكياً يقول ليته كان أبي

..إنما هو عجوز لا يجد من يحمله فحملته !!


**ذلك الشرطي الذي يكون محروما دائما من أن يحسّ بالتفرغ للعبادة

..واقف على منطقة الحجر الأسود لينظم الطائفين الراغبين في تقبيله
..وبعد عناء ساعات طويلة ..يسرق ثوان معدودة لحظة تكبيرة الإحرام

عندما ينفضّ الناس للصلاة ..وهو يضع خده على جدار الكعبة .
.والصورة أبلغ من دموعي !!


** يحمل والدته على ظهره .
.وكلما مرّ به جماعة تبسّم لهم وقال حملتني تسعة أشهر
..فلماذا لا أحملها خمسة أيام !!


** عاجزٌ يحمل عكّازين ..لم يجد من يعتمد عليه
..غير شرطيّ تنظيم الناس عند الجمرات ..فأسند اليه ذراعه
..ومع قوة رمي الجمرات فقد التوازن ويسنده الشرطي مرة أخرى
.. يالروعة هذا الدين !!


**وآخر تطوع فقط أن يرُشّ الماء على الحجيج ليصارع حر الشمس
..فتنتصر لحظات الأخوة الحانية وترتفع الأكف بالدعاء له ..!!




** في المطاف تشاهد مجموعة من الشباب تطوّعوا أن يحملوا مراوح
ورقية أو قطع كرتونيّة يحركون الهواء الراكد ويستحثّون النسيم

أمام نساء كبيرات السنّ..أو مجموعة منتقبات .
. وحين سألت أحدهم لم لا يستريحوا حتى يخفّ الزحام .
.قال يا أخي دعنا نكسب أجر نعطيهم هواء ..
يكفي أنّهنّ التزمنّ بهذا الحجاب ولم يخلعنه مع هذا الحر الشديد!!




**عجوزتان كبيرتان احدهما بعكّاز ..والأخرى بظهر محني .. والصورة أبلغ !!
.. إنه جمال دين الإسلام ..الذي يجعل عينيك تدمع خجلا
..وتتمتم في صمت ..ربما كانوا جميعاً أسبق مني إلى الجنّة !.


.............
(محمدالصاوي)


هيفولا