عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-05-2011, 12:25 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 50 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / حديث عن المُصطفى

50 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / حديث عن المُصطفى
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله مستحق الحمد بلا انقطاع ، و مستوجب الشكر بأقصى ما يستطاع ،


الوهاب المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ،


أحمده سبحانه و تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


فلا خير إلا و هو مصدره ، و لا فضل إلا منه أوله و آخره .


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


جميل العوائد ، و جزيل الفوائد ، هو أكرم مسؤول و أعظم مأمول ،


سبحانه علام الغيوب و مفرّج الكروب ، و مجيب دعوة المضطر المكروب ،


و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ، و حبيبه و خليله ،


الوافي في عهده ، و الصادق في وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ،


المؤيّد بالمعجزات الظاهرة ، و البراهين الباهرة .


صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه و تابعيه ،


صلاة تشرق إشراق البدور ، و تتردد مع أنفاس الصدور ،


و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .


أمّـــا بعـــد :


فإنَّ خيرَ ما تُفتَتح به الوصايا و تُختَتَم ، و يُستجلَب به الخير و يُستَتَمّ ،


الحثُّ على تقوى الإلهِ و خشيته في السرِّ و العلن ؛


فمن جعل التقوَى مرمَى بصرِه أفلح و نجَا ، و فازَ بما أمَّل و رجا،


و صدَر عن بهجةٍ و إنشراح روح ،


و نفسٍ راضية مرضية في رياضِ السّعادة تغدو و تَروح .


أيّها المؤمنون ، لسنا في نجوًى عن القول :


إنّ أمّتَنا الإسلاميّة العتيدة إنما شدَّت ركابها شطرَ المجد و العلياء


و تسنَّمت قِمَم السؤدَدِ و الإباء و ساقت الإنسانيّةَ إلى مرابِع الحضارة و المدنيّة ،


و أفياءِ الأمن و الرّخاء و العدل ، ساعةَ استعصَمَت بالوحيَين الشريفين ،


و أستمسَكت بالهديَين النيِّرين ، و كانت مِلءَ سمعها و بصرها ،


و مُفعَم روحِها و مُستَولَى مشاعرها ، سنّةُ نبيّها الغرّاء و سيرتُه و شمائِله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .


و يومَ أن انحرف بها المسار عن ذلك الهديِ المتلألئ ،


دخلت الأمّةُ في َبابِ التبعيّة و الذيليّة و الوهَن ،


و صارت مع التنافُر و التناثر في قَرَنٍ ، و الْتأمَتْ مع الأسَى و الهوان ،


و أصبح الإستمساك بالكتاب و السنة عندها قائم على دعاوًى منَ الحبِّ زائفة ،


يكاد عند التمحيص و التدقيق ، لا يبارِح الألسنة و الشِّفاه ،


و ذلك من مكامنِ دائها ، فَدَاءُ الأمّة فيها ،


و لو أنها أعتصَمَت بالكتاب و السنّة ما أستفحَل داؤها و لتحقَّق دواؤها .


إخوةَ الإيمان ، و لئن ازدَانَت الدنيا و ضَّاءةً خضراء منذ ما يربُو


على أربعةَ عشر قرنًا من الزّمان ببعثة سيِّد الأنبياء نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ،


و عطَّرت سيرته العبقةُ الأقطارَ بما تضمَّنته من حقائق المهابةِ و الجمال و الخشية ،


و مسدَّدِ الحِكمةِ في الأقوالِ و الفِعال ، فإنَّ تلكم السيرةَ المشرقة الجبين ،


المتلألِئة المُحَيَّا ، لا تزال تقف منادية و مناشدة :


إليَّ إليَّ ، نهلاً و فهمًا ، و إقتِباسًا و إعتصاماً .


معاشر المحبين ، إنَّ الحديثَ عن الحبيب المصطَفى ، و الرسول المجتبى ،


والخاتم المقتَفَى صلواتُ الله عليه و على آلِه و صحبه و سلّم لهو حديثٌ عَذبُ المذاق ،


مُجرٍ لدموع المآق ، بَلسَم لجفوة القلوب و لقَسوَتها تِرياق ،


كيف لا و هو رسول الملِك العلام ، و حامِل ألوية العدلِ و السّلام ،


و مُخرج البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الإنحطاطِ و الوثنية و الظلام


إلى أنوار التوحيدِ و الإيمان و الوئام ؟ !


صلوات الله و سلامه عليه ما لاحت الأنوار ، و حنَّت إليه قلوب الأبرار ،


نبيُّ المعجِزات ، و آخذُنا عن النار بالحُجُزات ، أمَنّ النّاس على كلِّ مسلم و مسلمة ،


و أحقُّهم نَقلاً و عقلاً بالمحَبّة الصادقة و الطاعة التامة ،


صاحِبُ المقامِ المحمود و اللِّواء المعقود و الحَوض المورود .


صلوات ربي و سلامه عليه ، لا يتمّ دينُ المرءِ إلاّ بإجلاله و الإنقيادِ له وحبِّه ،


و من أستكبر و أستنكف هدم دينَه و أُتُّهِم في لُبِّه ،


يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه الشيخان :


(( لا يؤمِن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه


و ولده و والدِه و الناس أجمعين )) .


تِلكم هي المحبّةُ الصادقة التي أفضَت إلى أصلِ الطّاعة و التسليم الذي دلَّ عليه


قول الحقّ تبارك و تعالى :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فَلاَوَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ


ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَوَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[النساء:65] .


أحبَّه مولاه و أجتبَاه ، و ميَّزه على سائر الخليقة و أصطفاه .


فكم حَبَاه ربُّه و فضّله و خصّه سبحانه و خوَّله ،


بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام .


أظهرُ الخليقَة بِشرًا و أُنسًا ، و أطيبُهم نَفَسًا و نفْسًا ، و أجملُهم وصفًا ،


و أظهرهم لُطفًا ، لا يطوي عَن بَشَرٍ بِشْرَهُ ، و حاشاه أن يشافِهَ أحدًا بما يكره ،


و البِشْرُ عنوان البشير ، صلّى الله عليه ما همَى رُكام و ما هَتن غَمام ،


كان ذا رأفةٍ عامّة و شفَقَة سابغة ، أجملُ الناسِ ودًّا ، و أحسنُهم وفاءً و عهدًا ،


تواضَعَ للناس و همُ الأتباع ، و خفض جناحه لهم و هو المتبوع المطَاع ،


كان شديدَ الخوف و العبادة ، وافرَ الطاعة و القنوت ، يبذُل الرّغائب ،


و يعين على الصروفِ و النوائب ، ما سئِل عن شيء فقال : لا ،


و ما أعرض عن مسلم و لا جفا .


فيا للهِ ، من ذا يستطيع أن يأتي بحديث منه ، يطفيء لوعة المحبين ،


و يشفي غليل السامعين ،


بل من ذا يستطيع أن يتفرَّد بوصفِ نبيٍّ نُزِّه عن النقائص و المثالب


و كُرِّم ببديع الشمائل و الخصائص ؟ !


نبيٌّ تقيّ ، و رسول نقيٌّ ، زكَّى الباري لسانه فقال :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[النجم:3] ،


و زكَّى بصره فقال :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مَا زَاغَ البَصَرُوَمَا طَغَى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[النجم:17] ،


و زكَّى صدره فقال :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[الشرح:1] ،


و زكَّى فؤادَه فقال :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[النجم:11] ، [النجم:5]،


و زكّاه كلَّه فجاءت الشهادة الكبرى التي شرُف بها الوجود و أنزَوَت لها كلُّ الحدود ،


إذ يقول البَرّ الودود :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[القلم:4] .


خُلُق عظيمٌ اشتُقَّ من عظمة هذه الرسالةِ العالمية الإنسانية ،


خُلُق ملؤه الرحمة و العدل ، و الفضيلة و القوّة ، و العزة و الرفق و الحكمة ،


شعاره و دثاره


(( إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق ))



إخوةَ الإيمان ، و لسيرةِ النبيِّ المختار نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مكانتها و مقامها فيِ النفوس


التي أحبَّته و أجلّته ، و الأفئدةِ المولعة بشمائله و خصالِه ،


و إرضاءً لذلك الحبّ الطهور ، هذه ومضاتٌ و إلماحات من سيرتِه المشربة


بالرحمة و الرأفة و الحنان .


فيومَ أن اشتدَّ أذى قومِه له ، فانطلَقَ و هو مهمومٌ على وجهه عليه الصلاة و السلام ،


فلم يستفِق إلاّ و هو بقرنِ الثعالب ، فناداه ملك الجبال


و قال : يا محمّد ، إن شِئتَ أن أطبقَ عليهم الأخشبين ،


فقال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة و هو الرؤوف الرحيم :


(( بل أرجو أن يخرِجَ الله من أصلابهم


من يعبدُه وحدَه لا يشرك به شيئًا ))


أخرجه الشيخان .


فسبحان الله عبادَ الله ، انظروا كيفَ قابلوه بالتَّهَجّم و النكران ،


فوهبهم العفوَ و الغفران ، و صدق الله العظيم إذ يقول :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[الأنبياء:107] ،


و قال عليه الصلاة و السلام :


(( إنَّما أنا رحمةٌ مهداة ))


أخرَّجه البخاري .



و في فتحِ مكّةَ حين اشتدَّ الفزعُ بمشركي قريش و ظنّوا كلَّ الظنّ أنّ شأفتَهم مستأصلة ،


وقف منهم الرسولُ الشاكر الرحيم ، المانّ الحليم


و قال :


(( ما تظنّون أنِّي فاعل بكم ؟ ))


قالوا : خيرًا ؛ أخٌ كريم و أبن أخٍ كريم ،


قال :


(( اللّهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، اذهَبوا فأنتم الطلقاء )) .


الله أكبر ، يا له من نبيٍّ ما أعظَمَه ، و مِن رسولٍ ما أكرمه .


إنّه المثل الأعلى للإنسانيّة ؛ أنتَصَر فرحِم و عفا ، و قدَر فصفَح و ما جفا .


و صفوةُ القول ياعباد الله :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[الأحزاب:21] ،


أسوةٌ في جميع ضروب الحياة و تصاريف الأمور و المعاملاتِ ،


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[الأنعام:124] ،


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُوَيَخْتَارُ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[القصص:68] .


إنَّها النفس التي عانَقَت السماء ، و عاشَت على الثَّرى دانيةً من الناس ،


مِلؤُها الإحسان المدِيد و العقلُ السديد و الرأي الرّشيد ،


في أقصى آمالِ الحِرص و الإخلاص و الصّدق و الأمانة .


رد مع اقتباس