وبعد ذلك بسنوات عديدة بما يقارب 20 عاماً
بدأ في المهنة أكثر من شخص
أغلبهم كانوا يعملون معنا عمّالاً في التنظيف والطبخ ،
ولكنهم تمرّسوا علي المهنة وقاموا بفتح محلات خاصة بهم
وعملوا لحسابهم الخاص ، وكانوا يقومون ببيع المقادم لا اشتغالها ،
وأشهرهم :المعلم / إبراهيم الألماس ؛ وهو أحد مساعدينا سابقا ،
وقد فتح محله في حي المسفلة ، وكذلك المعلم حسن الزيدي ؛
وفتح محله في العقدين الأخيرين بحي المعابدة ..
وهم جميعاً من الجنسية اليمنية الماهرة التي كانت لنا خير سند ،
وكنا نعتمد عليهم في أغلب أعمال المحل ،
وقد أصبحوا الآن معلمين يشهد لهم السوق ،
وقاموا بتوريث المهنة لأبنائهم وإخوانهم .
كيف كانت عادات أهل مكة في تناول هذه الأكلة ؟
في الصباح أم المساء ؟ بالعيش ؟ أم شوربة .. وهكذا .
عادة أهل مكة سابقا في أكل المقادم أنها تؤكل في الإفطار ،
لكن تغيرت العادة لعدة أسباب وأصبحت تؤكل في العَشاء ؛
من بعد صلاة المغرب ؛ ليسهل هضمها ،
ولكننا - في مطعم البراشي – حاولنا إعادة العادة القديمة
ونبيع المقادم صباحاً كما كانت في مكة قديماً وإن لم نجد إقبالاً في ذلك ،
لكن إصرارنا على إحياء العادات القديمة مهما كانت بسيطة يسعدنا كثيراً .
وقد كانت المقادم تؤكل كما هو معروف حاليا بالفتة ،
والشوربة ، والقطفة والتي هي عبارة عن :
طبقة السمن التي تخرج من عظام المقادم أثناء الطهو ،
ويكون بها رائحة وطعم المقادم بشكل ظاهر جداً ،
وخلاف ذلك يكون السمن الذي يضعه أصحاب بعض محلات المقادم ؛
ومن الممكن أن يشمل طبق المقادم إضافات أخرى كالطحينة البلدي ، والحُمَر
وقد أضفنا - في مطعم البراشي - تنويعاً وطرقاً جديدة في تقديم المقادم ؛
حيث ابتكرنا ستة أصناف جديدة هي :
1-(إيدام المقادم ) بطريقة تختلف عن الموجودة ؛
2- (مقلقل المقادم ) بدون عظام ، علي الصاج مع الخضروات .
3-( طاجن مقادم كزبرية ) بالكزبرة الخضراء .
في اكتشاف وتكوين أصناف جديدة إن شاء الله تعالى ؛
خاصة وقد لاقت الأصناف الجديدة جذب واستغراب العديد من الزبائن ؛
لعدم تعودهم عليها ، ولكن عند التجربة تختلف تماما النظرة ويتغيّر الذوق ،
ويصبح الزبون دوما طالباً للجديد .
هل شاركتم في مهرجان الجنادرية بهذه المهنة ؟ وفي أي عام كان ؟
المشاركة في مهرجان الجنادرية لم تكن في مهنة المقادم ،
وإنما كانت في مهنة " بيع البليلة "
وهي أيضاً أكلة تحتاج إلى فن في إعدادها وتقديمها ،
( تضاف إلى مهنة طهو المقادم لدى العم فهد براشي )
حاولت فيها الدمج بين المهنتين ،
ولم يسبق لنا المشاركة تحت ظل "بيع المقادم" ،
هو إظهار هذه الأكلة التي هي جزء مهم من التراث المكاوي
يُضاف لتراث الأطعمة في بقية مناطق المملكة ، ولتعريف الناس بها .
كلمة توجهها لموقع قبلة الدنيا مكة المكرمة :
وفي النهاية نشكر موقع قبلة الدنيا :
ونخص الشكر للحسنين مكاوي وشعيب وأسامة بامعلم ؛
لمحاولتهم التنقيب على التراث
واهتمامهم بالحياة السابقة التي كانت تملؤها البركة والمحبة ،
وبالكاد كنا نجد ما يعكر صفو الحياة ومنغصاتها ..
وأشكركم أيضا : علي نشركم للتراث من خلال إقامتكم
وتغطيتكم للعديد من الفعاليات التراثية التي نأمل أن يكون لنا فيها نصيب ؛
لننال فقط شرف المشاركة تحت ظل قبلة الدنيا وممثليها ..
هذا والله المـوفق لما يحبه ويرضاه ،
ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه .
ونحن بدورنا في موقع قبلة الدنيا
نشكر القائمين على مطعم البراشي للمقادم دعوتهم وضيافهم الكريمة لنا
وبخاصة العم فهد وابنه الأستاذ / هاني براشي
الذي كان سبّاقاً لدعوة الموقع منذ أكثر من 6 أشهر ،
ولكن كثرة انشغالات الأعضاء حالت دون الزيارة ؛
فلهم منا كل احترام وتقدير على ثقتهم ومواصلتهم لنا
حتى تمّ هذا اللقاء الجميل الثري بالتراث ..
مع اتصال الشكر للأستاذ / هاني براشي
على مساهمته في إعداد الحوار بالشكل المطلوب .
من إعداد وتصوير : حسن شعيب ، حسن مكاوي ، أسامة بامعلم .