أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور:
( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك )
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره،
فأما قولـه صلى الله عليه وسلم:
( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة )
فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت
العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة"
أو نحو ذلك إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل
الجنة، وعلى هذا فيكون قوله:
جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة
درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها
للصدقة ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء،
والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في (الفتاوى) (ص 383 جـ6)
تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة
بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه
الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه اهـ
وقال ابن حجر في (فتح الباري) (ص215 جـ11) ط السلفية:
ليست العلة عند الشيخين (البخاري ومسلم)، تفرد الوليد فقط، بل
الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج أهـ ولما لم يصح
تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم
في ذلك أنواع وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب
الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم