الأخ الدكتور / نـور المـعـداوي
من أهل بيتنــــا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبنتي الغالية
لو كنت مكانك ، لأفتخرتي بزوجك فهو كالنجم في السماء
فهو من تريده أمه و تحن له و تتدلل عليه
و تشعر أن الجميع بدون أي لا يعمل شيئ و لا فائدة منه
و أما إمتنانها لأولادها لأنهم غير قريبين منها
مثل زوجك فهي تريحهم بكلمات
و لكن قلبها مع أبر الناس بها
و مثل هذه العلاقة لا تباع بأموال الدنيا كلها
أصبري أختاه
و تحملي كل كلمة من أجل بر أم زوجك
هي تستنجد بكم و هي تريدكم
و أما رزقكم فهو على أرحم الراحمين
و بقدر بركم بالأم بقدر ما يسعدكم ربنا في دنياكم
و يبارك لكم في أولادكم
لا تتركوها و هي متعلقة بكم
لا تتخيلي أن الرزق في الخليج أو القصور و الذهب
بل الرزق و السعادة داخلك أنتِ و ليس خارجك
و هي الرضى و أختيار العمل الصالح
ثم تتسع عليكم الدنيا إن أراد الله لكم و كان في صالحكم
ربنا يهدي قلوبنا لما يحب و يرضى
أبنتي الغالية
مشاعرك قوية و جميلة و فياضة
و لكن من أهم مكونات الرجل هم أهله
و بره بأهله هو الرزق الوفير و المدد العظيم من رب العالمين
مما رأيت في حياتي قصص كثيرة واقعية
زوج كان يرسل راتبه و راتب زوجته لأخيه طوال سنتين كي يستثمره في مصر
و لما عاد وجد أخيه قد بنى به بيتاٍ في قريته له و لأسرته
و قال لكم غرفة فيه لو أحببتم تستريحوا في ريف مصر
الزوجة كادت تنفجر
قالت لها أمها الله يرحمها : أسمعيني لا تفقدي زوجك بسبب المال
أصبري و أفرحي بالبيت في القرية
و شاركيهم فرحتهم ببناء بيت جميل وسط المزارع
و هنئي زوجك ببيته و قولي له هذا أقل ما نقدمه لأهلك
الذين هم أهدوني أحن زوج و أكرمه
و في الأعوام التالية تعلموا يرسلوا الاموال لأخيها
و هو الذي بني لهم بيت في مدينة قريبة و أشترى لهم قطع أراض زراعية
الآن و يشهد ربي على ما أقول هم من الأثرياء
و لهم شقق في أرقى أحياء القاهرة و المدن الجديدة
و من الله عليهم ببركة لا نعلمها كيف
و ربوا أولادهم و أصبحوا من كرام التاس تلاوة لكتاب الله
و سعداء
قلت هذا من البر و الصبر على أخيه و أهله
هذة بينة و هذا هُدى و موعظة لنا جميعا
أولاً : درس هو حكمة أم الزوجة الله يرحمها و يحسن لها
بعمق الفهم و دقة التعليم
ثانياً : صبر الزوجة و أحترامها لزوجها
ثالثاً : إحساس الزوج بخطأ أخيه و تعامله بدقة فيما بعد
فهي أسرة ناجحة
و هي مثال و ربنا يبارك لهم
تقول لي الزوجة الغالية : هل أنا بارة بأولادي
لو تركت لكل ولد من أولادي أكثر من نصف مليون ؟؟
قلت لها هل تذكري لما تزوجتي لم يكن لكي جهاز أبداً
غير عفش قديم نجدده لكِ
و لما جاء لكِ سفر لم تملكي التذكرة
لكن فضل الله لا يتناهى
علمي أولادك البر بأهالي زوجاتهم و أزواجهم
فهذا هو الرزق الواسع و خير من الملايين
و الله يا أحبابي أعرف كل فرد في هذه الأسرة بالأسم و الفكر و العاطفة
ربنا يبارك لهم و يزيدهم حبا لله و للإسلام و التضحية في سبيل الله
و برا و حبا
أُصيبت الزوجة بمرض و عملية
و لا تتخيلوا كميات التليفونات من جميع أنحاء مصر و الدول العربية
بر و دعاء و حتى دموع و حنان
قلت لهما من يقدم الخير يحصد الخير
عفواً للاطالة
و العبرة لي واضحة جداً
و أخيراً و بأختصار : أحذروا أصدقاء و صديقات السوء
محبكم فى الله / د. نور