عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-29-2011, 07:03 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

و قال :

(( لقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضا

و ذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها ،

حتى رأيت فيها عمروا بن لحي يجر أقصابه أي أمعاءه في النار

و رأيت صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها

و لم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ،

قال : ثم جيء بالجنة و ذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ،

و لقد مددت يدي فأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه

ثم بدا لي أن لا أفعل )).

أيّها المسلمون ، لا شكَّ أنَّ الشمسَ و القمر من أعظمِ آيات الله عزّ و جلّ

الدالّةِ على عظيم قدرته الباهرة و الباعثةِ على الخوف الحقيقيّ منه سبحانه دونَ أحدٍ سواه ،

و هذه الآياتُ العظيمة قد اعتاد عليها الناس ،

فربما غفَل بعضُ الخلق عن التفكُّر فيها، فيُحدِث الله عزّ و جلّ عليها من الطواري

و الحوادِث و التغيُّرات الكونية ما يبعثُ المسلمَ على التفكُّر و التذكّر ،

فلو اجتمع الإنسُ و الجنّ على أن يُغيِّروا من نظام هذا الكون شيئًا لم يستطيعوا ،

أو على أن يعيدوا للقمَر ضوءَه لم يفلِحوا .

فهذه آيةُ الله عزّ و جلّ الدّالةُ على قدرته سبحانه و تعالى :

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ

مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ *

قُلْ أَرَءيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ

مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ *

وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ

وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

[القصص:71-73].

و قد بيّن النبيّ صلى الله عليه و سلم في خطبتِه بعد أن فزع فزعًا شديدًا

عندما رأى هذا الكسوفَ للشّمس ، و ذلك الفزعُ بسبب أنَّ الخسوفَ و الكسوف

من علامات الساعة و من علامات العذاب ،

لذلك سُمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه في سجوده :

(( يا ربّ ، ألم تعدني أن لا تعذِّبهم و أنا فيهم ؟! )) ،

فكان يبتهل إلى الله عز و جلّ أن لا يُنزل العذابَ بأمته رحمةً منه صلى الله عليه و سلم .

وذكر عليه الصلاة و السلام في خطبتِه بعضَ أحوالِ الآخرة ممّا رآه في صلاته

تنبيهًا و تذكيرًا للمؤمنين ، فمِن ذلك عذابُ القبر أجارنا الله و إياكم منه ،

و بيّن النبيّ علسه أفضل الصلاة و أزكى السلام أنه لا ينجو منه إلاّ من كان مؤمنًا موقنًا،

عندها يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت .

جعلنا الله و إيّاكم من الثابتين في الحياة الدنيا و في الآخرة .

كما أخبر النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّ الله عز و جل يغضب و يغار

عندما تُنتهَك حرماته عزّ و جلّ ،

و فيه تنبيه على أنّ الخسوفَ و الكسوف علامة على الغضَب و العذاب ،

عافانا الله و إياكم .

و من هذه المحارم التي نبّه عليها النبي صلى الله عليه و سلم ( الزنا ) ،

فهو موجِبٌ لغضَب الله عزّ و جلّ و أليم عقابه .

فالله عز و جل يغار و يغضب من انتهاك هذه الحرمات أو ما أحاط بها من حرمات ،

فقد قال سبحانه :

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ }

[الإسراء:32]

بأيِّ حالٍ من الأحوال ، سواء كان الوقوع في الزنا أو قربان الزنا

أو أيّ شيء يوصل إلى هذه الفاحشةِ الموجبة لغضب الله عزّ و جلّ و سخطه و أليم عقابه ،

سواء كانت هذه الأسباب الموصلة إليه الاختلاط أو السفور أو التبرّج

أو الدعوة إلى الرذيلة كما ينادي بذلك الذين يحبّون أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا ،

و الاستهزاء بما أحاط الله عزّ و جلّ هذه المحارم ،

أحاطها الله عزّ و جلّ بسياجٍ منيع من الحرمات ،

فالاستهزاء بذلك و انتهاكُ ذلك موجبٌ لعِقاب الله عزّ و جلّ ،

و كذلك نقصُ الأرزاق و الخوف و غير ذلك من العقوبات ، كلُّ هذا بسبب ذنوب العباد .

فهذه أسبابُ العقوبات قد انعقَدت ، و علامات العذاب قد ظهَرت ،

فعلى المسلمين جميعًا أن يتوبوا إلى الله عزّ و جلّ ، و أن يخلِصوا له التوبةَ النصوح ،

و أن يستغفروه و يتوبوا إليه ، فإنّ الله عزّ و جلّ يبسُط يدَه بالليل ليتوب مسيء النّهار ،

و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، و رحمتُه سبحانه وسِعت كلَّ شيء ،

و هو يدعوكم إلى جنته ،

{ وَٱللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ }

[البقرة:221]،

{ وَٱللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلاَمِ }

[يونس:25]،

{ قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ

لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا }

[الزمر:53]،

{ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء}

[الأعراف:156].

رحمةُ الله تعالى واسعة ، فهو يناديكم ،

و هو أفرحُ بتوبة عبده من رجلٍ أضلَّ ناقتَه في الصحراء عليها متاعُه و زادُه ،

ثم فرح بها إذ لقيها ،

فالله عزّ و جلّ أفرح من هذا العبد الذي لقي ناقتَه بعد ضياعها .

فعليكم بالتوبة ياعباد الله ، إستغفرَوا ربكم و عودوا إليه ، و كبروه تكبيرا .

و قد يقول بعضُ المخذولين : إنّ هذه التغيّرات الكونيةَ لها أسبابٌ طبيعيّة معروفة ،

و ليست بسبب الذنوب ، فيجاب عن هؤلاء الغافلين عن آيات الله عزّ و جلّ

بأن كونَها معروفةً أو أنّ لها أسبابًا طبيعية لا يخرِجُها من كونها مقدَّرةً من عند الله عزّ و جل ،

فالله سبحانه هو خالق الأشياء و الحوادثِ و أسبابها و المسبّبات ،

فالله تعالى إذا أراد شيئًا بعث سببَه ، فيخلق سبحانه الأشياءَ و أسبابَها .

نسأل الله تعالى أن لا يؤاخذَنا بذنوبنا ، و أن لا يؤاخذنا بما فعل السّفهاء منا ،

و أن يغفر لنا و يرحمنا ، و يتقبّل منا و منكم صالحَ القول و العمل ، إنه قريب مجيب .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر

واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون }

[فصلت:37].


ثم صلّوا و سلّموا على رسولِ الله نبيِّكم المصطفى محمّدٍ رسول الله المُجتبى ،

فقد أمركم بذلك ربّكم جل و علا ، فقال عز من قائلا عليما سبحانه :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا و سيّدنا محمّدٍ ،

صاحبِ الوجه الأنوَر و الجبين الأزهر و الخلُق الأكمل ،

و على آل بيتِه الطيّبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمهاتنا أمّهات المؤمنين ،

و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين و الأئمّة المهديّين :

أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنّا معهم بعفوِك و جودك يا أكرم الأكرمين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ،

و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين

اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،

و أنصر عبادَك المؤمنين ...

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت

رد مع اقتباس