عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-12-2011, 01:03 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه

الحمد لله و كَفى ، لم يزل بِنعوتِ الكمال و الجلال متَّصِفا ،

أحمده سبحانَه و أشكره أهل الحمد و الشُّكرِ و الوفَا ،

و أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له مقِرًّا بها إيمانا و تصديقا و معتَرِفا ،

و أشهد أنَّ سيِّدَنا و نبيَّنا محمّدًا عبد الله و رسوله

أزكى الأمَّة فضلا و أعلاها شرفا ،

صلّى الله و سلَّم و بارك عليه و على آلهِ و أصحابه الأطهار الحنفا ،

و التابعين و من تبِعهم بإحسان و سارَ على نهجهم و أقتفى .

أمّـــا بعـــد :

فإن مطالبَةَ صاحبِ الحق بحقِّه ـ رجلاً كان أو امرَأة ـ أمرٌ مشروع و مطلبٌ صحيح ،

و إجابَتُه حقّ ، و إعانتُه حقّ كذَلك ،

و لكن يجِب أن يكونَ بمعاييرَ صحيحةٍ و ضوابط دقيقة ، تعطِي كلَّ ذي حق حقَّه ،

و توصل الحقَّ إلى مستحقِّه في عدل و وسطيّة ،

فيتحقَّق التوازُنُ في المجتمع و الأسرة .

إنَّ مما يثير الريبةَ و التخوُّف ما يظهر من دعواتٍ في بعض وسائل إعلامِ المسلمين

و كتاباتِ بعضِ كُتَّابهم و كاتِباتهم مِن دعواتٍ إلى الزجِّ بالمرأة المسلمة

في كلِّ ميدان مِن غير احتياطٍ و لا تحفُّظ ، بل بما يُوحي أنَّه انجِراف و تجاوبٌ

مع ما يطالب به منحَرِفون ممَّن لا يقيم للشَّرع وزنا

و لا للحِشمة و العفَّة مقامًا و لا مكانا .

ينبغي لأهل الإسلام دُوَلاً و أُمَما و أسَرا أن تتَّخِذ من التدابيرِ الضابِطة

ما يرفَع الريبةَ و يبعث على الطمأنينةِ و يتيح فرَصَ العمل الآمن

و يحفظ التوازنَ الأسريّ داخلَ البيت و خارجه و داخل المجتمع المسلِم كلِّه .

و بــعـــد :

أيها المسلمون ، فمع ما يظهر من بعض صُورٍ قاتمة و ألوانٍ ذات غبَش

فإنَّ الجهدَ الذي يبذُلُه علماء الشرع و أهل العِلم و الفقهِ و الفتوى

و أصحابُ الفكر السويِّ جهودٌ مباركة ، تمكَّنت من توجيهِ المجتمع

و بيان المنهَج الوسطِ المعتدِل ، و هم بإذنِ الله خلَفٌ عدول يحمِلون مشاعِلَ الهدى ،

ينفون تحريفَ الغالين و إنتحالَ المبطلين و تأويلَ الجاهلين ،

نجَحوا في كَبحِ كثيرٍ مِنَ التوجُّهات غير الوسطيّة غُلوًّا و جفاء .

فليسيروا على بركة الله في منهجِهم العدل الخيار ،

و يَبذلوا مزيدًا من الجدِّ و الجهد في ردِّ الرأي العامّ إلى مصادِرِ الشرعِ

و أصولِه مِن الكتاب و السنّة و الإستنباطِ الرشيد السديد ،

و لينفوا عن المسيرِ الترخُّصَ المذموم و التحلُّلَ الممقوت و غلوَّ الغالين ،

و تضييقَ المضيقين ، يميلون مع الحقِّ ، و يتحرَّون الوسط ، و يُراعون مصالح العباد ،

رجالا و نساءً، و مجتمعا و أفرادًا ، وقايةً من الفساد ، و تأمِينَ مصادِر العيش الكريم .

و إنَّ ضبطَ ذلك كله يكون بالنظر في المستجدّات و عرضها

على ثوابتِ الشَّرع و ضبط العادات و التقاليدِ و الأعراف

و رَبطها برِباط الشرع و تحديد مكانها و حكمها ،

فالجديدُ ليس مَرفوضا بإطلاقٍ ، و التَّقاليد محكومَةٌ و ليسَت حاكِمَة .

ألا فاتَّقوا الله يرحمكم الله ،

ثم صلّوا و سلِّموا على نبيِّكم محمّدٍ المصطفى و رسولكم الخليلِ المجتبى ،

فقد أمَرَكم بذلك ربُّكم جلّ و علا ، فقال عزَّ من قائلا عليمًا سبحانه :

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[الأحزاب: 56] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،

و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،

و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...

أنتهت

رد مع اقتباس