عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2013, 03:00 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خـطبتى الجمعة 187 بعنوان : و أقبل الشهر الفضيل

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله ، ما تعاقب الجديدان و تكررت المواسم ،
أحمده سبحانه و أشكره شكر التقي الصائم ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عامل بها و عالم ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله حميد الشِّيم و عظيم المكارم ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه كانوا على نهج الهدى معالم ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأوصيكم و نفسي أيها الناس
بتقوى الله ، فالعز و الشرف في التقوى ، و السعادة و العلا عند أهل التقوى .
التقوى ـ أيها السلمون ـ كنز عظيم ، و جوهر عزيز .
خير الدنيا و الآخرة مجموع فيها :
{ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ }
[ البقرة : 197 ] .
القبول معلق بها :
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ }
[ المائدة : 27 ] .
و الغفران و الثواب موعود عليها
{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}
[ الطلاق : 5 ] .
أهلها هم الأعلون في الآخرة و الأولى :
{ تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلاْخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
[ القصص : 83 ].
أيّها المسلمون
و نحن على عتبة شهرِ رمَضان المبارَك نهنِّئ أنفسَنا و المسلمين
ببلوغِ هذا الشّهرِ العظيم ، جعَلَه الله مبَاركًا على أمّةِ الإسلام
و عمومِ المسلمين في مشارِقِ الأرضِ و مغَاربها ،
و أهلَّه الله علينا بالأمنِ و الإيمان و السلامَةِ و الإسلام و العِزّ و النّصر و التمكين للمسلمين ،
و جعل هلاله هلال خير و رشد لأمة الإسلام .
أيّها المؤمنون
تستقبِل الأمّة هذا الزائرَ المحبوب بفرحٍ غامِر و سرورٍ ظاهرٍ و بهجةٍ بك يا رَمَضان ،
إنّ يومَ إقبالك لهوَ يومٌ تفتّحت له قلوبُنا و صدورُنا ،
فاستقبَلناك بملءِ النّفس غبطةً و استبشارًا و أمَلاً ،
استبشرنا بعودةِ فضائِك الطاهر الذي تسبَح به أرواحُنا بعد جفافِها و ركودِها ،
و استبشَرنا بساعةِ صلحٍ مع الطاعاتِ بعدَ طول إعراضِنا و إباقنا ،
أعاننا الله على بِرِّك و رفدِك ، فكم تاقت لك الأرواحُ و هفَت لشذوِ أذانِك الآذانُ
و همَت سحائبُك الندِيّة هتّانةً بالرّحمة و الغفران .
في رحابِكَ تورِق الأيادي و النّفوس فتفيضُ بالبِرِّ و الإحسان .
اللهمَّ كما بلَّغتَنا رمضانَ فنسألك التّمامَ و القَبول .
عبادَ الله
مَن مِنَ المسلمين لا يعرِف فضلَ هذا الشهرِ و قدرَه ،
فهو سيِّد الشهور و خيرُها ،
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
[ البقرة : 185 ] ،
من صامه و قامه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبِه ، فيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر ،
و قد ثبت في الصحيحَين عن النبي صلى الله عليه و سلم
( أن مَن صام رمَضان إيمانًا و احتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه ،
و أنّ من قام رمضان إيمانًا و إحتسابًا غفِر له ما تقدم من ذنبه ،
و أنّ من قام ليلةَ القدر إيمانًا و إحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه )
هذا هو رمضانُ ، أعظم القرُبات فيه الصومُ الذي افترضه الله تعالى تحقيقًا للتّقوى ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ البقرة : 183 ] .
فهو شهرُ تزكيةِ النفوس و تربيتِها ،
و التّقوى حساسيّةٌ في الضمير و صَفاء في الشعورِ
و شفافيّة في النفس و مراقبةٌ لله تعالى ،
فالصّوم ينمِّي الشعورَ بالمراقبة و يزكِّي النفس بالطاعة .
أمَّا ثواب الصائمين فذاك أمرٌ مردُّه إلى الكريم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال :
( قال الله عزّ و جلّ :
كلُّ عمَلِ ابنِ آدم له إلاَّ الصّوم ، فإنه لي و أنا أجزِي به ،
و الصيام جنة ، فإذا كان يوم صومِ أحدكم فلا يرفث و لا يسخَب ،
فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقُل : إني امرُؤ صائم .
و الذي نفس محمّد بيده ،
لخلوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند الله يومَ القيامة من ريح المسك ،
و للصائم فرحتان يفرحهما :
إذا أفطر فرِح بفطره ، و إذا لقيَ ربَّه فرح بصومه )
رواه البخاري و مسلم ، و في رواية عنهما يرحمهما الله:
( يدع طعامَه و شرابه و شهوتَه من أجلي ) ،
و في صحيح مسلم أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلم قال :
( و رمضانُ إلى رمضان مكفِّرات لما بينهنّ إذا اجتُنِبت الكبائر ) .
فيا من أوجَعته الذنوبُ و أزرَى بهِ العِصيان ،
بادِر برفعِ يدٍ في ظلامِ الليل و لا تقنَط من رحمةِ الله الكريم الذي يقول بين آيات الصيام :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
[ البقرة : 186 ] ،
و رغِم أنفُ من أدرَكَه رمضانُ فلم يغفَر له ؛
و ذلك لما فيه مِنَ النفحاتِ و الرحمات التي لا يحرَمُها إلاَّ من حرَم نفسَه ،
ففي الصحيحَين أنّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال :
( إذا جاء رمضانُ فتِّحَت أبواب الجنة و غلِّقَت أبواب النار
و صفِّدَت الشياطين ) .
شهرُ رمضان شهرُ القيام و التراويحِ و الذّكر و التسابيح،
فاعمُروا لياليَه بالصلاةِ و الدّعاء و قراءةِ القرآن ،
و رُبَّ دعوةٍ صادقةٍ بجَوف ليلٍ تسري حتى تجاوِزَ السماءَ ،
فيكتب الله بها لَك سعادةَ الدّارين .
و رمضانُ شهر القرآنِ حيث كان جبريل عليه السلام
يلقى النبيَّ صلى الله عليه و سلم فيه في كلِّ ليلة فيدارِسُه القرآن ،
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[ البقرة:185 ] .

رد مع اقتباس