عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2012, 09:36 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي ( العفاف ) 92 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :

( العفاف )92 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :

ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
92 - خطبتى الجمعة بعنوان
( العفاف )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله وسع كل شيء برحمته، و عمّ كُلَّ حي بنعمته،
لا إله إلا هو خضعت الخلائق لعظمته،
سبحانه يسبّح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته،
أحمده سبحانه و أشكره على سوابغ آلائه و جلائل منته ،
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله خيرتُه من بريته ،
و مصطفاه لرسالته ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و عترته ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و سار على نهجه و طريقته .
أمّــا بــعــد :
فاتّقوا الله تعالى أيها المسلمون ، و اعلموا أنّكم إليه راجعون ، و بأعمالكم مجزِيّون ،
و عليها محاسَبون ، و أنّ المصيرَ حقٌّ إما إلى جنّةٍ أو إلى نار ،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
[الأحزاب:70، 71] ،
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ }
[الأحزاب:15، 16] .
عباد الله ، ما طعِمَ الطّاعِمون كالحلالِ الكفافِ ، و ما رِداءٌ خيرٌ من رِداء الحياءِ و العفاف .
العَفافُ و العِفَّة ـ أيّها المسلمون ـ سِيمَا الأنبياءِ و حِليةُ العلماء و تاجُ العُبَّاد و الصّلَحاء .
العفافُ سلطان من غيرِ تاجٍ و غِنًى من غير مالٍ و قوّة من غيرِ بَطش و خُلُق كريم و صِفة نبيلة .
هو عنوان الأسَرِ الكريمة و النفوسِ الزّكية الشريفةِ و دَليل التربية الصالحة القويّة .
هو موجِبٌ لظلِّ عرش الرحمنِ ذِي الجلال كما في حديثِ الذي دَعَته امرأةٌ ذات منصب و جمال
فقال : إني أخاف الله . و العِفّة و العَفاف سببُ إجابة الدعاءِ و تجاوز الأخطارِ
كما ورَد في حديثِ الثلاثة الذين انطبَقت عليهم صخرةُ الغار .
الحِرصُ عليه جِبِلّة في البشر و طبعٌ عند أصحابِ العقول و سليمِ الفِطَر .
العِفّة ـ أيّها المؤمنون ـ كفُّ النفس عمّا لا يحِلّ و لا يجمُل و ضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة
و قصرُها على الحلال مع القناعةِ و الرِّضا . إنّه خلُق زَكِيّ ، يَنبُت في روضِ الإيمان ،
و يُسقى بماءِ الحياء و التقوى . إنّه سُمُوّ النفس على الشّهواتِ الدنيئة و ترفُّع الهِمّة عما لا يليق ،
بل يفيض هذا الخلُق بكلِّ الخصال النبيلةِ ، فصاحبُه ليس بالهلوعِ و لا الجَزوع و لا المنوع ،
كما في سورة المعارج :
{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ }
[المعارج:29] ،
ثم قال :
{ أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ }
[المعارج:35] .
إنها جنّةٌ و كرامة ؛ لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله حيث أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا ،
فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ و أحسَنِ العطايا ، و استحقَّ ميراثَ الجِنان ؛
لأنَّ الميراثَ للطاهرين كما في سورة المؤمنون :
{ أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
[المؤمنون:10، 11] .
و في صحيح مسلم لما ذكَر النبيّ صلى الله عليه و سلم أهلَ الجنة
فقال :
( منهم عفيفٌ متعفِّف ) .
و حين تُعرَض القصَصُ فإنّ أحسَنَها قصّةُ يوسفَ الكريم ابن يعقوبَ ابن خليلِ الله إبراهيم
حين يكون العفافُ سيّدَ الموقِف في ظرفٍ تتهاوَى فيه عزائمُ الرّجال الأشدّاء ،
فضلاً عن فتًى غريبٍ نائي الأهلِ و الديار ، حين راودته التي هو في بيتها عن نفسه ،
{ وَغَلَّقَتْ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }
[يوسف:23] .
[ مَعَاذَ اللَّهِ ] ،
كلِمةٌ عظيمة في موقفٍ عصيب لا يقوَى عليه إلا صاحبُ الإيمان ،
فيصبِر عليه السلام رغمَ الوَعدِ و الوعيد و السّجنِ و التهديدِ ، و يتجاوَزُ المحنةَ ،
فآتاه الله الملكَ و علَّمه من تأويل الأحاديث ، و أعظم من ذلك أنّه من عبادِ الله المخلَصين .
و فيه من العِبَر أنّ العِفَّةَ عاقبتُها الغناءُ و الاستغناء و نورُ القلب و البصيرةُ
و الضياء و العِلمُ و الفراسة و التّوفيق ؛ ذلك أنَّ العِفّةَ في حقيقتها مراقبةُ الله تعالى و خوفُه ،
و مَن راقب الله في خواطِرِه عصَمَه في حركاتِ جوارحه و أسبغ عليه رضاه ،
{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }
[البينة:8] ،
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }
[الرحمن:46] ،
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }
[النازعات:40، 41] .
أيّها المسلمون ، و لإهتِمامِ الإسلام بهذا الجانِبِ العظيم و لإمتداحِ الله المؤمناتِ بقوله :
{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ }
[النساء:34]
فقد حمى الله تعالى أعراضَ المؤمنات ،
و صانَ سُمعَتَهن أشدَّ صيانةٍ لكرامتِهن عند الله و حرمةِ جنابِهنّ
فقال سبحانه :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ
لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ *
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ
أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }
[النور:23-26] .
بل إنّ مَن قدح في عِرض العفيفة فقد استوجَبَ الحدَّ و سقوطَ العدالة و استحقَّ صِفةَ الفِسق ،
{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ
فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ }
[النور:4] .
ثمّ تأمّلوا ـ رعاكم الله ـ كيف وصَف العفيفاتِ بالغافلات ،
و هو وصفٌ لطيفٌ محمود يصوِّر المجتَمَع البريء و البيتَ الطاهر الذي تشِبّ فيه فتياتُه
بعيداتٍ عن الدنايا و الآثام ، يصوِّرُهنّ غافلاتٍ عن لوثَاتِ الطِّباع السّافلة ،
غائباتٍ عن المعاني الرّديئة ، ثمّ تأمَّل كيف تتعاوَن الأقلام السّاقِطة و الأفلام الهابِطة
لتمزِّقَ حجابَ الغفلةِ هذا ، و يتسابقون و يتنافَسون في هَتكِ الأستار و فتحِ عيونِ الصّغار
على ما يستحِي منه الكبار ،
و صدق الله العظيم إذ يقول :
{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا }
[النساء:27] .
أيها الأحبة في الله : إنَّ العالَم المنفَتِح على الجنسِ المتحلِّلَ منَ الفضيلةِ يئِنّ اليومَ
تحت وطأةِ الأمراضِ الوبائية و يجأرُ من التشتُّت الاجتماعيّ و التفكُّك الأسريّ و التحلّل الأخلاقيّ ،
كما تشكو نساؤه و أطفالُه آلافَ الحالات من الاغتصابِ و تجارةِ الرذيلة ،
و التي نافَسَت تِجارةَ الأسلحة و المخدِّرات ،
و يسمّونها تجارةَ الرقيقِ الأبيض ، فأين الحرّيّة و الأمان ؟!
و أين الطّمأنينةُ و الاستقرار في هذه الفوضَى العارِمة في اختلالِ الأخلاق و القيَم ؟!
إنَّ الحريّةَ الحقيقيّة التي بناهَا الإسلام هي عندَما يحِسّ أفرادُ المجتمع بالأمنِ في حياتهم و أعراضِهم ، فيتحرَّكون بحرّيّةٍ و أمن ، و تنتشِر الثِّقة و الطمأنينة و حُسنُ الظنّ ، و يتفرَّغ الناس لمعاشِهِم
و ما يصلِح دينَهم و دنياهم ، و ذلك حين يتربَّى المجتمعُ رجالاً و نساء و ينشؤونَ
على مظاهِرِ العِفّة و الحِشمة و الورَع و لزومِ أمر الله تعالى ، فلا شكَّ و لا رِيبةَ ،
و لا خيانةَ و لا خَوف ، إنه الأمنُ و الطمأنينةُ و الحريّة ، و لذلك في صدرِ الإسلامِ الأوَّل
لم يمنَع ذلك صلاةَ المرأة في المسجِد و مشاركتَها الجيشَ في المعركة و طلَبَها للعِلم
و مداواةَ الجَرحى و طلَبَ الرِّزق ، و لم يكُن في أحكامِ الشَّرع ما يمنعُها مصلحةً لها أو لغَيرها ،
بل كلُّه حِفظٌ وصيانة كما قال تعالى :
{ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ }
[الأحزاب:59] .
و إذا تحرَّكتِ المرأة الطاهرةُ و الرجلُ الطاهر في البِيئة الطاهرة وفقَ ما رسمَه الله من أحكامٍ
بعيدًا عن الشّبُهات و الملوِّثات فلا سبيلَ لجرثومةٍ أن تنفذَ .
أيّها المسلمون ، و حيثَّ إن أعظمَ أبوابِ الشّرّ و أوّلَ مدخلٍ للشيطان هو إطلاقُ البَصَر
و الاختلاط لذا صارت أحكامُ الحجابِ و القَرار في البيوت و الأمر بغَضِّ البصر للرجال و النساء ،
قال الحقّ سبحانه :
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }
[النور:30، 31] ،
بل حتى في الحديثِ العابِر بين الرّجل و المرأة الأجنبيّة عنه :

رد مع اقتباس