( الإيمان بوجود الله )
2/ دلالة العقل على وجود الله تعالى .
فلأن الهذه المخلوقات سابقها و لاحقها لا بد لها من خالق أوجدها ،
إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ، لأن الشيء لا يخلق نفسه ،
و لأنه قبل وجوده معدوم ، فكيف يكون خالقا ؟ ! .
و لا يمكن أن توجد صدفة ، لأن كل حادث لا بد له من محدث ،
و لأن وجودها على هذا النظام البديع المحكم ، و التناسق المتآلف ،
و الارتباط الملتحم بين الأسباب و مسبباتها ،
و بين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة ،
إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده ،
فكيف يكون منتظماً حال بقائه ؟ ! .
و إذا لم يكن أن تــُــوجِــد هذه المخلوقات نفسَها بنفسها ،
ولا أن تــُــوجِــد صدفة، تعين أن يكون لها موجِدُ
و هو الله رب العالمين .
و قد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي و البرهان القطعي
في سورة الطور في اللآية رقم ( 35 ) ، حيث قال :
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ )
و قد فهم هذا الدليل العقلي أعرابي يعيش في البادية و عبَّر عنها بأسلوبه ،
فلما سُئِل : بم عرفت ربك ؟ ، فقال :
( البعرة تدل على البعير، و الأثر يدل على المسير،
فسماء ذات أبراج ، و أرض ذات فجاج ، و بحار ذات أمواج ،
ألا تدل على السميع البصير ؟ ! ! ) .