الموضوع: درس اليوم 4822
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-05-2020, 03:35 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,869
افتراضي درس اليوم 4822

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله الرَّزاق (08)

7- كثرةُ الرِّزْقِ فِي الدُّنيا لا تدلُّ على محبَّةِ اللهِ تعالى، ولكنَّ الكفارَ لجهلهم
ظنُّوا ذلك، قال تعالى عنهم:

{ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ *
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ *
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }
[سبأ: 35 - 37].

فظنَّ الكُفَّارُ والمُترَفونَ أَنَّ كثرةَ الأموالِ والأولادِ دليلٌ على محبَّةِ اللهِ لهم
واعتنائِهِ بهم، وأَنَّه ما كان ليُعطيَهُمْ هذا فِي الدُّنيا ثم يعذّبَهُم فِي الآخرة،
وقد رَدَّ اللهُ هذا بقوله:

{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ *
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ }
[المؤمنون: 55، 56]،

ثم قال تعالى:
{ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى }،
أي: ليسَتْ كثرةُ الأموالِ والأولادِ، هي التي تقرِّبُ مِنَ اللهِ أو تُبعِدُ
{ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا }، أي: إنما يُقرِّبُ من اللِه الإيمانُ به،
وعملُ البِرِّ والصالحاتِ.

وهذا كقولِه صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الَله لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَامِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"،
وفِي رواية: "وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ".

وَبَيَّنَ تعالى أنهم يَرْضَوْنَ بالحياةِ الدُّنيا وأرزاقِها، ويطمئِنُّون إليها، ويَفرحون
بها؛ لأنهم لا يَرْجُون بعثًا ولا حسابًا، غافلون عن الآخرِة وأهوالِهَا.
قال سُبْحَانَهُ:

{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[يونس: 7، 8].

وقال سبحانه:

{ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ }
[الرعد: 26].

ولمْ يعلموا أَنَّ الدُّنيا عندَ اللهِ لا تَزِنُ شيئًا، كما جاء فِي حديثِ سَهْلِ بن سعدٍ
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ
مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"[30].

ولذلك فإنَّ اللهَ يُعطيها لمن يُحِبُّ، ولَمِنْ لا يحبُّ؛ فليس كثرةُ الرِّزقِ دليلًا على
الكرامَةِ، ولا قِلَّتُه دليلًا على الإهانةِ

{ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }
[الفجر: 15، 16].

وقوله سُبْحَانَهُ فِي آخرِ آيةِ الرَّعدِ السَّابقةِ:

{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ } [الرعد: 26]،

دليلٌ على قِصَرِ عُمر الدُّنيا، وقلّةِ خَطَرِها بالنسبةِ للآخرة
كما قال صلى الله عليه وسلم:
"وَمَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ
فِي اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ".


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس