عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2013, 11:43 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي فضل ليلة القدر - في بيان ما يُشرع في ختام الشهر ( 25 ) - ( 26 )

الأخ / أسامة أو إم آيه

فضل ليلة القدر والحث على الاجتهاد فيها

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله فضّل شهر رمضان على غيره من الشهور، وخصه بليلة القدر،
التي هي خير من ألف شهر، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال الله تعالى:
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }
[ الدخان 3، 4 ]
وقال تعالى :
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
[ القدر 1ـ5 ].
وهي في شهر رمضان المبارك لقوله تعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[ البقرة 185 ]
وترجى في العشر الأواخر منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )
فينبغي الاجتهاد في كل ليالي العشر طلبا لهذه الليلة،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه )
وأخبر تعالى أنها خير من ألف شهر وسميت ليلة القدر
لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة لقوله تعالى:
{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }
وهو التقدير السنوي، وهو التقدير الخاص،
أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة، كما صحت بذلك الأحاديث،
وقيل سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها
ومعنى قوله تعالى:
{ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها،
وطلبها في أوتار العشر آكد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(اطلبوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ :
في تسعٍ يَبْقَيْنَ ، و سبعٍ يَبْقَيْنَ ، و خمسٍ يَبْقَيْنَ ، و ثلاثٍ يَبْقَيْنَ )
وليلة سبع وعشرين أرجاها لقول كثير من الصحابة :
إنها ليلة سبع وعشرين، منهم ابن عباس وأبي بن كعب وغيرهما،
وحكمة إخفائها ليجتهد المسلمون في العبادة في جميع ليالي العشر،
كما أخفيت ساعة الجمعة من يوم الجمعة ليجتهد المسلم في جميع اليوم،
ويستحب للمسلم أن أن يكثر فيها من الدعاء، لأن الدعاء فيها مستجاب،
ويدعو بما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت:
( يا رسول الله، إن وافقتها فبم أدعو؟
قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
فيا أيها المسلمون:
اجتهدوا في هذه الليلة المباركة بالصلاة والدعاء والاستغفار
والأعمال الصالحة فإنها فرصة العمر، والفرص لا تدوم فإن الله سبحانه
أخبر أنها خير من ألف شهر، وألف شهر تزيد على ثمانين عاما،
وهي عمر طويل لو قضاه الإنسان كله في طاعة الله،
فليلة واحدة وهي ليلة القدر خير منه، وهذا فضل عظيم،
وهذه الليلة في رمضان قطعا وفي العشر الأخير منه آكد،
وإذا اجتهد المسلم في كل ليالي رمضان فقد صادف ليلة القدر قطعا
ورُجي له الحصول على خيرها.
فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله، فاحرصوا رحمكم الله
على طلب هذه الليلة، واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها،
فإن المحروم من حُرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى
محملا بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم.
أيها العاصي تب إلى ربك واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة،
ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تُضاعف فيها الحسنات
وتُمحى فيها السيئات فخُذ لنفسك بأسباب النجاة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حديث اليوم
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضى الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْل )
قطوف
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :
[ ولو فرغ العبد المحل (أي القلب) وهيأه وأصلحه لرأى العجائب،
فإن فضل الله لا يرده إلا المانع الذي في العبد،
فلو زال المانع لسارع إليه الفضل من كل صـــوب ]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ذكرى
جاء رسول الناصر مرة إلى منذر بن سعيد يدعوه للاستسقاء فقال للرسول :
ها أنا سائر ، فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا ؟
فقال : ما رأيته قط أخشع منه في يومه هذا ، إنه منفرد بنفسه ،
لا بس أخشن الثياب ، مفترش التراب ، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه ،
يقول : رب هذه ناصيتي بيدك ، أتراك تعذب الرعية ،
وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم ، أن يفوتك مني شيء .
فتهلل منذر بن سعيد وقال :
يا غلام احمل الممطرة معك ، إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء .


التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 08-04-2013 الساعة 11:48 PM
رد مع اقتباس