الموضوع: إذا مر يوم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-20-2018, 04:27 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,882
افتراضي إذا مر يوم

من:الأخت الزميلة / جِنان الورد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إذا مر يوم


إذا مَرّ يوم ؛ اثنين ؛ ثلاثة ... في رمضان ثم بدأت تشعر بأن قواك تنفد ؛
وقلبك لم يعد يشعر بتلك السعادة التي شعرت بها أول ليلة في رمضان ؛
أصبحت مشتت الأفكار والتدبير كيف ستقضي بقية رمضان ..
وضاقت بك الأرض بما رحبت !


إذًا اعلم أنك دخلت رمضان *متحمسًا* ولست *متوكلًا* ؛
فكنت معتمدًا على نفسك ؛ فوكّلك الله لها ؛ فضعفت وانهارت وانتهت !

وماذا أفعل الآن ؟

ما لك إلا إعلان الإفتقار والعجز والحاجة الشديدة
للأول والآخر سبحانه وتعالى ..


فطاعتك لله في رمضان *ديْن* عليك ؛ قيام قلبك في صلاة الفريضة وقيام
الليل وصيامك وقيام قلبك فيه وزكاتك وقراءتك للقرآن كما يحب ربنا
ويرضى ؛ و .....كلها *ديون* عليك ..

وخدمة زوجك وبيتك وأولادك ووالديك وعلاقتك
بأرحامك وجيرانك وزملائك في العمل و .......
كلها *ديْن* عليك ..

فلا أحد يهيئ لك الأسباب لقضاء تلك الديون إلا *الأول* سبحانه ؛
يخلقها لك من العدم وييسرها لك ؛ وهو *الآخر*
سبحانه ينفعك بهذه الأسباب ؛

ولو شاء عطّل نفعها فلا تنتفع بها ؛
فيكون لديك كل أسباب الصوم والصلاة لكن قلبك غير منشرح
أو يأتيك أحد يعطلك أو .. ..... ....

وهو *الظاهر* سبحانه أمره نافذ إذا قضا أمرًا يقول له كن فيكون ؛
فاطمئن وأنت في حمايتك ومتوكلًا عليه ؛ فالكون كله مُسخّر
لك مادام قلبك معلق بالحي القيوم ؛ مفتقرًا إليه ؛

وهو *الباطن* أقرب إليك من كل شيئ ؛ فيسمع خواطر
قلبك ويعلم مدى صدق قلبك في الاعتماد عليه ؛

فإذا وجدت انشراحًا في الصدر وتوفيقًا في الأعمال القلبية والبدنية فاعلم
أن الباطن اطلع على قلبك فوجدك معتمدًا عليه فكفاك وأغناك عن سؤال
خلقه وأغناك بالإفتقار إليه فزاد توحيدك ؛

أما لو ادعيت بلسانك أنك متوكلًا عليه ثم رأيت أن قلبك غير موفق
في الأعمال القلبية ؛ وبدنك مرهق لم يعد مثل أول رمضان في النشاط
فراجع قلبك وعلمك عن الله ؛ فإن دعواك التي ادّعيتها تحتاج لمراجعة
لأن *الباطن* سبحانه يعلم دقائق دقائق القلوب .

فكيف تقول أنا متوكلًا على الله ؛ وأنت لا تعرفه بأسمائه وصفاته ؟!
*فهذا ضرب من الخيال أن تعتمد على أحد لا تعرف صفاته* .

رد مع اقتباس