عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-13-2011, 12:23 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الصلاة الخاشعة هي الراحة الدائمة للنفوس المطمئنة الواثقة بوعد ربها المؤمنة بلقائه .


أين هذا من نفوس استحوذ عليها الهوى و الشيطان ؟!


فلا ترى من صلاتها إلا أجساداً تهوي إلى الأرض خفضاً و رفعاً .


أما قلوبها فخاوية ، و أرواحها فبالدنيا متعلقة ،


و نفوسها بالأموال و الأهلين مشغولة .


لما سمع بعض السلف قوله تعالى :


{ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ }


[النساء:43] .


قال : كم من مصل لم يشرب خمراً.. هو في صلاته لا يعلم ما يقول ،


و قد أسكرته الدنيا بهمومها .


أيها الإخوة ، و هناك نوع من الخشوع حذر منه السلف ،


و أنذروا و سموه : خشوع النفاق .


فقالوا : أستعيذوا بالله من خشوع النفاق .


قالوا : و ما خشوع النفاق ؟


قالوا : أن ترى الجسد خاشعاً ، و القلب ليس بخاشع .


و لقد نظر عمر رضي الله عنه إلى شاب قد نكس رأسه فقال له :


يا هذا ، أرفع رأسك ، فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب ،


فمن أظهر خشوعاً على ما في قلبه فإنما هو نفاق على نفاق .


و قال الحسن:


إن أقواماً جعلوا التواضع في لباسهم ، و الكبر في قلوبهم ،


و لبسوا مداعج الصوف ـ أي: الصوف الأسود ـ


و اللهِ لأَحدُهم أشدُّ كبراً بمدرعته من صاحب السرير بسريره ،


و صاحب الديباج في ديباجه .


فاتقوا الله يرحمكم الله- و أحفظوا صلاتكم ، و حافظوا عليها ،


و أستعيذوا بالله من قلب لا يخشع ،


فقد كان من دعاء نبيكم محمدنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:


(( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، و من قلب لا يخشع ،


و من نفس لا تشبع ، و من دعوة لا يستجاب لها )) .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:


{ وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَـٰشِعِينَ }


[البقرة:45، 46] .


فأتقوا الله ـ معاشر المسلمينـو تخلقوا بأخلاق رسول الله و أهتدوا بهديه تفلحوا ،


و يتحقق لكم ما وعدكم به من الاستظلال بظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .


بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ،


أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ،


فأستغفروه و توبوا إليه ؛ إنه كان توّابًا .




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



الحمد لله المتفرد بالعظمة و الجلال ، المتفضل على خلقه بجزيل النوال .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، و هو الكبير المتعال ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن محمداً عبده و رسوله، الداعي إلى الحق ، و المنقذ بإذن ربه من الضلال ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحبٍ و آلٍ ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم المآل .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، يذكر أهل العلم وجوهاً عدة ، يتبين فيها حضور القلب ،


و يتحقق فيها حال الخشوع ، و حقيقة التعبد .


من هذه الوجوه : الإجتهاد في تفريغ القلب للعبادة ، و الإنصراف عما سواها ،


و يقوى ذلك و يضعف بحسب قوة الإيمان بالله و اليوم الآخر ، و الوعد و الوعيد .

و منها : التفهم و التدبر لما تشتمل عليه الصلاة من قراءة و ذكر و مناجاة ؛
لأن حضور القلب و التخشع و السكون من غير فهم للمعاني لا يحقق المقصود .

و منها : الإجتهاد بدفع الخواطر النفسية ، و البعد عن الصوارف الشاغلة .


و هذه الصوارف و الشواغل عند أهل العلم نوعان :


صوارف ظاهرة و هي ما يشغل السمع و البصر ،


و هذه تعالَج باقتراب المصلي من سترته و قبلته و نظره إلى موضع سجوده ،


و الأبتعاد عن المواقع المزخرفة و المنقوشة ،


و النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةلما صلى في خميصة لها أعلام و خطوط نزعها و قال :


(( إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ))


متفق عليه من حديث عائشة .


و النوع الثاني : صوراف باطنة من تشعب الفكر في هموم الدنيا


و أنشغال الذهن بأودية الحياة ،


و معالجة ذلك بشدة و التفكر و التدبر لما يَقرأ و يَذكر و يُناجي .


و مما يعين على حضور القلب ، و صدق التخشع ؛ تعظيم المولى جل و علا في القلب ،


و هيبته في النفس ، و لا يكون ذلك إلا بالمعرفة الحقة بالله عزَّ شأنه ،


و معرفة حقارة النفس و قلة حيلتها ،


و حينئذٍ تتولد الاستكانة و الخشوع و الذل و الإنابة .


أمرٌ آخر أيها الإخوة يحسن التنبيه إليه ،


و هو دال على نوع من الإنصراف و التشاغل ، مع ما جاء من عظم الوعيد عليه ،


و خطر التهاون فيه ، ذلكم هو مسابقة الإمام في الصلاة ، فما جعل الإمام إلا ليؤتم به ،


فلا تتقدموا عليه ، و قد قال عليه الصلاة و السلام :


(( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار ))


متفق عليه من حديث أبي هريرة .


و في رواية : (( أو صورة كلب )) .


و أنظروا إلى حال الصحابة رضوان الله عليهم مع نبيهم و إمامهم


محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، يقول البراء بن عازب :


كان خلف النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفكان إذا انحط من قيامه للسجود ،


لا يحني أحد منا ظهره حتى يضع رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةجبهته على الأرض و يكبر ،


و كان يستوي قائماً و هم لا يزالون سجوداً بعد .


و رأى ابن مسعود رضي الله عنه رجلاً يسابق إمامه


فقال له : لا وحدك صليت ، و لا أنت بإمامك أقتديت .


فأتقوا الله يرحمكم الله – و أحسنوا صلاتكم ، و أتموا ركوعها و سجودها ،


و حافظوا على أذكارها، و حسن المناجاة فيها ،


رزقنا الله و إياكم الفقه في الدين و حسن العمل .


ألا و أكثِروا ـ يرحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله


كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ، فقال تعالى قولاً كريمًا :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب:56] ،


و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


(( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )) .


اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة خيرَ الجزاء و أوفاه ،


و أكمله و أسناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،


و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّدنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ،


و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .


اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولكنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أحبَّ إلينا


من أنفسنا و الدينا و الناس أجمعين .


اللهم أعزَّ الإسلام و المسلمين ... ثم باقى الدعاء


أنتهت

رد مع اقتباس