عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-13-2011, 12:22 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 53 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الخشوع فى الصلاة

53 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الخشوع فى الصلاة
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================









نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه ، و نؤمن به و نتوكل عليه ،


يجبر الكسر ، و يغفر الذنب و يعفو عن السيئات ، و يقيل العاثر من العثرات ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إله الأولين و الآخرين ،


و أشهد أن محمداً عبد الله و رسوله ، عبد ربه حق عبادته ، و دعا إلى دينه ،


فكان أتباعه بالحق هم الظاهرين ، صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه ،


نجومٌ في الدجى زاهرة ، و كواكبٌ على الهدى سائرين ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمــا بعــد :


فأتقوا الله ـ عباد الله ـ و أعبدوه حق عبادته ، و أخلصوا له ، تقربوا إليه خوفاً و طمعاً .


أيها المسلمون ، العبادات و القربات تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب


من الإيمان و الإخلاص و المحبة و الخشية و الخشوع و الإنابة .


و العابد حقاً و المتقرب لربه صدقاً ، هو الذي تحقق في قلبه صدق الإمتثال للأوامر على وجهها ، و أبتعد عن المخالفات بجميع وجوهها ، يجمع بين الإخلاص و الحب و الخوف و حسن الطاعة .


و من أجل تبين هذا التفاضل و إدراك هذا التمايز ،


هذه وقفة مع أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين ؛ مع الصلاة عماد الدين .


صفات المؤمنين المفلحين مبدوءة بها ،


وأستحقاقية ميراث الفردوس مختتمة بالمحافظة عليها :


{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ *


وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـوٰةِ فَـٰعِلُونَ *


وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ *


إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ


فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لاِمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ *


وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ *


ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ }


[المؤمنون:1-11] .


و في إستعراض آخر من كتاب الله للمكرمين من أهل الجنة تأتي المداومة على الصلاة


في أول الصفات ، و تأتي المحافظة عليها في خاتمتها


{ إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً *


وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ ٱلْمُصَلّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ }


إلى قوله:


{ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَـئِكَ فِى جَنَّـٰتٍ مُّكْرَمُونَ* }


[المعارج:19-35].


أيها الإخوة ، إنه ثناء على هؤلاء المصلين ما بعده ثناء ، و إغراء ما بعده إغراء ،


لكن هذه الصلاة التي أقاموها صلاة خاصة ، ذات صفات خاصة ، صلاة تامة كاملة ،


صلاة خاشعة في هيئة دائمة ، و محافظة شاملة .


إنها صفات و عناصر إذا حصل خللٌ فيها أو نقصٌ ؛


فقد حصل في صلاة العبد نقصٌ بقدر ذلك القصور ، بل قد يتحول الوعد إلى وعيد ،


و ينقلب رجاء الثواب إلى عرضة للعقاب ، اقرءوا إن شئتم :


{ فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ }


[الماعون:4، 5] .


واقرءوا في صفات المنافقين:


{ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }


[النساء:142] .


{ ... وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ.. }


[التوبة:54] .



أيها الإخوة : إن روح الصلاة و لبها هو الخشوع و حضور القلب ،


حتى قال بعض أهل العلم :


صلاة بلا خشوع و لا حضور جثة هامدة بلا روح .


إن الخشوع ـ أيها الأحبة ـ حالة في القلب تنبع من أعماقه مهابةً لله و توقيراً ،


و تواضعاً في النفس و تذللاً . لينٌ في القلب ، و رقة تورث انكساراً و حرقة .


و إذا خشع القلب خشع السمع و البصر ، و الوجه و الجبين ،


و سائر الأعضاء و الحواس . إذا سكن القلب و خشع ، خشعت الجوارح و الحركات ،


حتى الصوت و الكلام :


{ وَخَشَعَتِ ٱلاصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً }


[طه:108] .


و قد كان من ذكر النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفي ركوعه :


(( خشع لك سمعي و بصري ، و مخي و عظمي و عصبي )) ،


و في رواية لأحمد :


(( و ما استقلَّت به قدمي لله رب العالمين )) .


و حينما رأى بعض السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة


قال : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه .


و يبين علي رضي الله عنه خشوع الصلاة فيقول :


هو خشوع القلب ، و لا تلتفت في صلاتك ، و تلين كنفك للمرء المسلم .


يعني : حتى و أنت تسوي الصفوف مع إخوانك ، ينبغي أن يعلوَك الخشوع .


و يصف الحسن رحمه الله حال السلف بقوله :


كان الخشوع في قلوبهم ، فغضوا له البصر في الصلاة .


عباد الله ، إن القلب إذا خشع ، سكنت خواطره ، و ترفعت عن الإرادات الدنيئة همته ،


و تجرد عن اتباع الهوى مسلكه ، ينكسر و يخضع لله ،


و يزول ما فيه من التعاظم و الترفع و التعالي و التكبر .


الخشوع سكون و إستكانة ، و عزوف عن التوجه إلى العصيان و المخالفة .


و الخاشعون و الخاشعات هم الذين ذللوا أنفسهم ، و كسروا حدتها ،


و عودوها أن تطمئنَّ إلى أمر الله و ذكره ، و تطلب حسن العاقبة ،


و وعد الآخرة ، و لا تغتر بما تزينه الشهوات الحاضرة ، و الملذات العابرة .


إذا خشع قلب المصلي أستشعر الوقوف بين يدي خالقه ، و عظمت عنده مناجاته ،


فمن قدَرَ الأمر حق قدره ، و أستقرَّ في جنانه عظمة الله و جلاله ،


و امتلأ بالخوف قلبه ، خشع في صلاته ، و أقبل عليها ، و لم يشتغل بسواها ،


و سكنت جوارحه فيها ، و أستحق المديح القرآني


{ قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ }


[المؤمنون:1،2] .


رُوي عن مجاهد رحمه الله في قوله تعالى:


{ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ }


[البقرة:238] .


قال : القنوت : الركون و الخشوع ، و غض البصر ، و خفض الجناح .


قال : و كان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن عزَّ و جلَّ عن أن يشد نظره ،


أو يلتفت أو يقلب الحصى ، أو يعبث بشيء ،


أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا ما دام في الصلاة .


بالخشوع الحق ، يكون المصلون مخبتين لربهم ،


منكسرين لعظمته خاضعين لكبريائه ، خاشعين لجلاله :


{ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ }


[الأنبياء:90] .


و لتعلموا ـ يرحمكم الله ـ أن الخشوع يتفاوت في القلوب بحسب تفاوت معرفتها


لمن خشعت له ، و بحسب مشاهدة القلوب للصفات المقتضية للخشوع .


و بمقدار هذا التفاوت يكون تفاضل الناس ، في القبول و الثواب ، و في رفع الدرجات ،


و حط السيئات . عن عبد الله الصنابحي رضي الله عنه


قال : أشهد أني سمعت رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يقول :


(( خمس صلوات افترضهن الله تعالى ،


من أحسن وضوءهن ، و صلاهن لوقتهن ، و أتم ركوعهن و خشوعهن ؛


كان له على الله عهدٌ أن يغفر له ، و من لم يفعل فليس له على الله عهد ؛


إن شاء غفر له ، و إن شاء عذبه )) .


و في خبر آخر عنه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأخرجه مسلم و غيره قال :


(( ما من امرئٍ مسلم تحضره صلاة مكتوبة


فأحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ،


ما لم يؤت كبيرة و ذلك الدهر كله )) .


و عن عثمان رضي الله عنه عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأنه قال :


((... من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه بشيء؛


غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

رد مع اقتباس