عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2013, 03:09 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي في بيان أحكام صدقة الفطر - فيما يجب على المسلم ( 28 ) - ( 29 )

الأخ / أسامة أو إم آيه

في بيان أحكام صدقة الفطر


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،

والصلاة والسلام على نبينا محمد أول سابق إلى الخيرات،

وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين.

اعلموا أن صدقة الفطر قد جعلها الله ختام الصيام، ونحمد الله على التوفيق للتمام،

ونسأله القبول وأن يجعلنا من العتقاء من النار في الختام.

أيها المسلمون :

لقد شرع الله لكم في ختام هذا الشهر العظيم عبادات تزيدكم من الله قربا،

فشرع لكم صدقة الفطر طُهرة للصائمين من اللغو الإثم،

فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصغير والكبير والذكر والأنثى

والحر والعبد، هي زكاة للبدن وطُعمة للمسكين ومواساة للفقير،

يخرجها المسلم عن نفسه وعمن تلزمه مؤنته من زوجة وأولاد

وسائر من تلزمه نفقتهم، ويستحب إخراجها عن الحمل،

ومحل إخراجها البلد الذي يوافيه تمام الشهر وهو فيه

ولا يجوز نقلها إلى بلد آخر مادام في بلده مستحق لها،

فإن لم يكن في بلده مستحق نقلها إلى فقراء أقرب بلد إليه،

وفقراء البلد هم من كان مستوطنا فيه أو جاء إليه من بلد آخر

وإن كان من يلزمه أن يخرج عنهم في بلد آخر غير بلده الذي هو فيه أخرج

فطرتهم مع فطرته في ذلك البلد، ويجوز أن يعمدهم ليخرجوا عنه وعنهم

في بلدهم، ووقت إخراجها يبدأ بغروب الشمس ليلة العيد،

ويستمر إلى صلاة العيد، ويجوز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين.

وتأخير إخراجها إلى صباح العيد قبل صلاة العيد أفضل،

وإن أخر إخراجها عن صلاة العيد من غير عذر، أخرجها في بقية اليوم،

فإن لم يخرجها في يوم العيد لزمه إخراجها بعده قضاء،

فتبين بذلك أنه لا بد من إخراج صدقة الفطر في حق المستطيع،

وإن وقت الإخراج ينقسم إلى وقت جواز وهو ما قبل العيد بيوم أو يومين،

و وقت فضيلة وهو ما بين غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد.

ووقت إجزاء، وهو ما بعد صلاة العيد إلى آخر اليوم.

ووقت قضاء مع الإثم وهو ما بعد يوم العيد.

والمستحق لزكاة الفطر هو المستحق لزكاة المال من الفقراء

والمساكين ونحوهم، فيدفعها إلى المستحق في وقت الإخراج أو إلى وكيله،

ولا يكفي أن يودعها عند شخص ليس وكيلا للمستحق،

ومقدار صدقة الفطر: صاع من البر أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأقط،

أو ما يقوم مقام هذه الأشياء مما يقتات في البلد كالأرز والذرة والدخن

وكل ما يقتات في البلد، ومقدار الصاع بالكيلو: ثلاث كيلوات تقريبا.

ولا يجزئ دفع القيمة بدل الطعام لأنه خلاف المنصوص

ولا يجوز دفع دراهم ليشتري بها طعام في بلد آخر كما يفعل

بعض الناس اليوم، لأن هذا خلاف السنة، وقد صدرت فتوى

من هيئة كبار العلماء بمنع ذلك والحمد لله، وهذا ممنوع لأمور:

أولا أنه دفع للقيمة، ثانيا: أنه إخراج لصدقة الفطر عن البلد

الذي فيه الصائم، وثالثا: أنه سابق لوقت الإخراج لأنهم يدفعون النقود

في وقت مبكر من الشهر من أجل أن يتمكن من إرسالها ووصولها إلى البلد

الذي يقصدونه، وهذا ونحن لسنا ضد مساعدة الحتاجين في أي بلد

من بلاد المسلمين، ولكن يكون هذا في غير العبادات المحددة

في مكان خاص، ونوع خاص ووقت خاص فهذه يجب أن تؤدى

حسب هذه القيود .

والنقود كانت موجودة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فلو كانت تجزئ لبين لأمته ذلك، ومن أفتى بإخراج القيمة أفتى باجتهاد منه،

والاجتهاد يخطئ ويصيب، وإخراج القيمة خلاف السنة

ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه

إخراج القيمة في زكاة الفطر.

قال أحمد:

[ لا يعطي القيمة، قيل له قوم يقولون: عمر بن عبد العزيز

كان يأخذ بالقيمة، قال: يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ويقولون قال فلان،

وقد قال عمر: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً ]

انتهى

أيها المسلمون :

ومما شرعه الله لكم في ختام هذا الشهر التكبير من غروب الشمس

ليلة العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى :

{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

ومما شرعه الله لكم في ختام هذا الشهر صلاة العيد وهي من تمام ذكر الله

عز وجل، قال الله تعالى:

{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }

قال بعض السلف : المراد زكاة الفطر وصلاة العيد، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

حديث اليوم

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُعَاذًا، قَالَ:

بَعَثَنِى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ

( إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،

وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ

فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ،

فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ

فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ

وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ )

[ متفق عليه ]

قطوف

قال رجل للجنيد: بم أستعين على غض البصر؟

فقال: بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه .

ذكرى

جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه يقال له جندب فقال له: أوصني ،

فقال: أوصيك بتوحيد الله والعمل له، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة،

فإن كل خير آتيه أنت بعد ذلك منك مقبول،

وإلى الله مرفوع، يا جندب إنك لن تزدد من موتك إلا قربا، فصلِّ صلاة مودعٍ.

وأصبح في الدنيا كأنك غريب مسافر، فإنك من أهل القبور،

وابك على ذنبك وتب من خطيئتك، ولتكن الدنيا عليك أهون من شسع نعلك،

فكأن قد فارقتها وصرت إلى عدل الله، ولن تنتفع بما خلفت،

ولن ينفعك إلا عملك.

خاطرة

( وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ )

رمضان .. شهر الجود والإحسان ، وهو شهر القرآن :

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }

( التوبة:103 ) .

وهو شهر الحسنات ، والبيت المسلم ، بين حسنة ماضية ، وحسنة قادمة .

فرمضان شهر ترفع فيه الدرجات ، وتضاعف فيه المثوبات ،

وأين برهان البيوت المسلمة من هذه الطاعات ؟

سأنبيك عن نبيك صلى الله عليه وسلم :

( كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالَخْيرِ ، وَأَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ )

و

( كَانَ أَجْوَدَ بِالَخْيرِ مِنْ الرِّيْحِ المُرْسَلَةِ )

أَنْـتَ لِلْمَـالِ إِذَا أَمْسَـكْتَهُ وَإِذَا أَنْفَقْتَـهُ فَالمَـالُ لَـكَ

فأرعني عقلك أيها البيت المسلم :

الفقير محتاج ، والمسكين يتلهف لطارق يطرق بابه ، ومع هذه الحاجة ،

إلا أننا أحوج منهما ، بل وفي حاجة ماسة إلى ثواب الصدقة ،

وأجر البر والإحسان ؛ فحاجتهما دنيوية ، وحاجتنا دنيوية ، واخروية ؛

فاشتر نفسك من الله ، وأطعم الجائع ، وأعط الفقير ، وابدأ بمن تعول ؛

فالصدقة برهان ؛ لدلائل الإيمان .

كان الحسن البصري رحمه الله ، يكرم الفقراء الذين يعطيهم الأموال ؛

فلما سئل :

قال : هَؤُلاءِ حُمَّالُ زَادِنَا إِلَى الآخِرَةِ .

ثم الأسئلة ثلاثة : من أين لك ؟ وفيم أنفقته ؟ وماذا عملت فيه ؟

فهاهو مولاك ، للنفقة قد دعاك ، ثم أوصاك :

{ هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ

وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ

وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }

(محمد : 38)

فَاللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَاً خَلَفَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكَاً تَلَفَا

رد مع اقتباس