عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-17-2013, 08:57 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

إخوة الإسلام :


وينسلِكُ في قضيَّة تعظيم النُّصوص: قضيَّةُ غرسِ عظمة الله وصِفاتِه،

وقُدرتِه وآياتِه في نفوسِ المُسلمين لاسيَّما من الأجيال؛

كي تُبوِّئَهم تلك القداساتُ الربَّانيَّة، والمعانِي الكوثريَّة علاءات الرَّشاد والصلاح،

ومعارِج الحياة الطيبة والفلاح.


وما سِيقَ هذا التأكيدُ والتنبيهُ إلا لما تَنامَى في هذا العصرِ من بوادِرِ الإلحاد،

وطُفيليَّات الجُحود والعِناد، وموجَات التشكيكِ في دينِ الله - عز وجل -،

والنَّيْل من ذاتِه العليَّة، ورسالاته السماويَّة،

وسُوء الأدبِ في الحديثِ عن جلالِ الله - عز وجل -،

ومقامات الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -،

والتطاوُل على مكانَة خاتَمهم وأفضلِهم وسيِّدهم - عليه الصلاة والسلام .


وما تُذكِيه وسائلُ الإعلام، وتعُجُّ به أجهزةُ التواصُل الاجتماعيِّ.

كلُّ ذلك من عدم تعظيمِ الله - جل جلاله - وقدرِه حقَّ قدرِه،


( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )

[ نوح: 13 ]

ولخُطورة الأمرِ وفداحَته على عقيدة الأمة وقِيَمها؛

فإن الواجبَ المُسارعةُ في الوقوفِ ضدَّ تنامِي هذه الظاهِرة المَقِيتة

وسنِّ القرارات الدولية الرادِعة لها،

حتى لا يتجرَّأ المُتهوِّرون على انتِقاص الأُصول والثوابِت، والاستِخفافِ بالمبادِئ والقِيَم.


ولا شكَّ أن مسؤوليَّة الحُكومات والعلماء ووسائل الإعلام عظيمةٌ

في صدِّ وسائل استِنباتِه، والوقوف أمام ذرائِعِه وملكيَّاته، حمايةً للدين والمُقدَّسات،

وحفاظًا على أمن واستِقرار المُجتمعات.


الله أكبر كبيرًا، والحمدُ لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً.


إخوة الإيمان :


وفي هذا الأوان الذي شاعَت فيه أقوالٌ خاطِئاتٌ، وتصوُّراتٌ عن الصواب جانِحات،

وصفَت الإسلام بنَقيضِ حقائِقِه، ورنَّقَت لدَى أقوامٍ صفوَ رائِقِه، ولتكم:

هي ظاهرةُ الخوف من الإسلام، أو ما يُسمَّى اليوم بـ "الإسلامفوبيا"،

وما ذلك إلا لخَدش الإسلام، والتشكيك في عدلِه ورحمتِه وعفوِه وسماحتِه ورأفتِه،

والحَيلُولَة دون سُطُوع كوكَبِه السَّارِي، ونهرِه المُبارَك الجارِي،

الذي يحمِلُ للبشريَّة صلاحَها وفلاحَها، ورُشدَها ونجاحَها.


هـو الـبـلـسـمُ الـشـافِـي لـكـل عـويـصَـةٍ أعـيَــت مـخـاطِـرُهــا عـقــولَ أُسـاتِــهــا

اللهُ قـد فـطَـرَ الـنـفــوسَ عـلــى الـهُــدَى وأنــــــارَ بـــالإســــلام دربَ هُـــداتِـــهـــا


ولا يخفَى ما للإعلام المُؤدلَج المُتحيِّز الذي لا ينتصِفُ للمِصداقيَّة

ولا يُميِّز من امتِطاءِ صَهَوات التهويل والمُبالَغة والتضخيم، والتشهير والتعميم،

واستِغلال بعضِ الأخطاء والوقائِع المُعاصِرة النادَّة الشاذَّة التي لا تُمثِّلُ بهاءَ الإسلام

ولا جمالَه شرْوَ نَقير، بوصْمِ الإسلام والمُسلمين بالقَسوة والإرهاب والعُنجُهيَّة أجمعين.


وهنا، كلا ولا، وحاشاهُما على الوِلا؛

فالإسلامُ هو المِلَّة التي لا تقومُ الدنيا إلا على ضِيائِها، ولن ترشُدَ إلا بهديِها وسنائِها،

وتلك هي معارِجُ صناعة الوعيِ الحضاريِّ الرَّاشِد الذي لا تتمُّ إلا في مِهاد الأمل

المُدرِك للتحضُّر والرُّقيِّ والإبداع، والتميُّز الأنيق النفَّاع.


الوعي الحضاريّ الذي يحمِلُ نفَحَات الحقِّ في التغيير،

ونسائمَ الهُدى في التطوير بين الأصالة والمُعاصَرة،

ويمتشِقُ مشاعِلَ التُّقَى والإصلاح الفيَّاح، سعيًا لفهم الدينيِّ والحضاريِّ

في شتَّى المجالات الذي يترقَّى بالأمة المُصعِدَة المُسعِدَة في درجات الأولويات،

وفقهِ المُوازنات، واعتِبار المآلات، وتفتيقِ الأذهان،

وتشقيقِ التصوُّرات في اعتِزازٍ بالأصالة الدينية، والثوابت الشرعية،

والاعتِدال والوسطية، وفقهِ التيسير ورفع الحرَج؛

لئلا يقعَ الناسُ في العنَت والمشقَّة الأبديَّة.


أمة الإسلام :


لقد جاء هذا الدينُ الإسلاميُّ العظيمُ بأعظم القِيَم الإنسانية المُنِيفة،

والأخلاق الوَرِيفة، مُرِشدًا العالمَ إلى القِيَم المُزهِرة، والمكارِم المُبهِرة،

ومنها: حفظُ الحقوق، وصَونُ الكرامات، ورعايةُ الحريات،

وعصمةُ النفوس والأموال والمُمتلكات، والعنايةُ بالعُهود والمَواثيق،

ورعايةُ حقوق الإنسان، وحقنُ الدماء المعصومة، والمُساواةُ بين الأجناس،

والتراحُمُ بين الناس، وإغاثةُ المَلهُوفين، ونُصرةُ المَنكوبِين،

والبَذلُ والعطاءُ للمَحرومين، والقضاءُ على آفَة الفقرِ والخَصَاصَة والبَطَالَة،

وإقامةُ فُسطاطِ العدلِ بين الرَّعايا والشُّعوب.


العدلُ ذلك المَعينُ الرَّقراقُ الذي يُسعِدُ العباد، ويُخصِبُ البلاد،


{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }

[ النحل: 90 ].


أما دفعُ الظُّلم واجتِثاثُ أصوله، ودَحرُ جلاوِزَته وأُسطولِه فقيمةٌ أصَّلَتها الأديانُ،

وعزَّزَها الإسلامُ ونصرَها، وتوعَّدَ من خالَفَها وغمرَها،


{ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا }

[ طه: 111 ]


{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }

[ إبراهيم: 42 ].


ولن يرسُوَ العالمُ المنكوبُ في مرافِئ العدل والسلام إلا بدَحر الظُّلم والعُدوان،

وإن شذَّ من شذَّ ومانَ دون حاجةٍ أو بُرهان،

وأن يكون الانتِصارُ للقِيَم طيَّ الأفكار والأرواح، لا الأدراج ومهبِّ الرِّياح،

إلا يكُن فعلى الدنيا العفَاء، وسطِّروا على أطلالِ الهَيئات والمُنظَّمات عبارات الفَناء.


لـيـس الـسـلامُ تـرنُّـمًـا يـحـلُـو لـمـن عـشِـقَ الـسـلامَ لـجَـرسِـه يـتـسـمَّـعُ

إن الـســلامَ مـواقــفٌ تُـبـنَــى عـلــى أُسـس الـعـدالَـة لا تُـخــانُ وتُـقـطــعُ


فيا إخوة الإسلام :


يا مَن بُوِّئتُم المسؤوليات الجِسام ! تجافَوا بعزائِمكم عن المعرَّات والإهمال،

واسمُوا بصِدقكم وإخلاصِكم عن التقاعُس والمِطال،

واستمجِدوا بهِمَمكم عظيمَ المقاصِد والطُّموحات الغَوَال.


أيها الأحبة الأكارِم :


ومما يتَّصِلُ بالقِيَم السنيَّة: حِرصُ الإسلام في مُعاملاتِه على الشفافيَة والنَّزاهَة

التي جمعَت من الخير أكملَه، ومن العفاف أجملَه،

ولاسيَّما في عالمٍ يمُوجُ بألوان الرِّشوة والفساد،

ويُعانِي العَوَزَ والبَطالَةَ والأمراضَ والكساد.


أمة الإسلام :


وهذا الواقعُ الأليمُ المُثخَنُ بالمثالِبِ والمزالِّ ليستصرِخُ المُجتمعات

جمعاء لتعزيز قِيَم الشفافية والمُراقَبَة، والنَّزاهَة والمُحاسَبة،

وتحصين الأمة بوازِع الدين، وقوة اليقين.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


أمة الاصطِفاء والخيريَّة :


لقد خصَّ الله - سبحانه - أمتَنا المُبارَكة بشعيرةٍ جليلةٍ، ذات منافِع جَزيلَة،

هي الطُّنُبُ الأعظمُ لهذا الدين، ومهمةُ الأنبياء والمُرسَلين،

إنها شعيرةُ

" الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر"

سفينةُ النجاة، ومِشعلُ الهداية في كل الأوقات،


{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }

[ آل عمران: 110 ]

والمُسلمُ المُبارَك كالغيثِ أينما وقع أفادَ ونفع.

رد مع اقتباس