عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2013, 02:52 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ( 01- 02 )

الأخ / مصطفى آل حمد

غزوة بدر العظمى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان (1)

لابن كثير رحمه الله

قال الله تعالى‏:‏ ‏
{ ‏وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ‏}‏
‏[‏آل عمران‏:‏ 123‏]‏‏.‏
وقال الله تعالى‏:‏ ‏
{ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّك مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ
يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ
وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ
وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ
لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون َ‏}
‏[‏الأنفال‏:‏ 5-8‏]‏
وما بعدها إلى تمام القصة من سورة الأنفال وقد تكلمنا عليها هنالك
وسنورد هاهنا في كل موضع ما يناسبه‏.‏
قال ابن إسحاق - رحمه الله - بعد ذكره سرية عبد الله بن جحش‏:
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بأبي سفيان صخر بن حرب
مقبلاً من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال وتجارة،
وفيها ثلاثون رجلاً - أو أربعون منهم‏:‏ مخرمة بن نوفل، وعمرو بن العاص‏.‏
قال موسى بن عقبة‏:‏
عن الزهري‏:‏ كان ذلك بعد مقتل ابن الحضرمي بشهرين،
قال‏:‏ وكان في العير ألف بعير تحمل أموال قريش بأسرها
إلا حويطب بن عبد العزى فلهذا تخلف عن بدر‏.
قال ابن إسحاق‏:
‏ فحدثني محمد بن مسلم بن شهاب، وعاصم بن عمر بن قتادة،
وعبد الله بن أبي بكر، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير وغيرهم
من علمائنا، عن ابن عباس، كل قد حدثني بعض الحديث
فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر‏.‏
قالوا‏:‏ لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأبي سفيان مقبلاً من الشام ندب المسلمين إليهم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ‏
(‏‏ ‏هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها‏ ‏‏)‏
فانتدب الناس فخفف بعضهم وثقل بعض، وذلك أنهم لم يظنوا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حرباً، وكان أبو سفيان
حين دنا من الحجاز يتجسس من لقي من الركبان تخوفاً على أموال
الناس حتى أصاب خبراً من بعض الركبان أن محمداً قد استنفر أصحابه
لك ولعيرك فحذر عند ذلك‏.‏ ‏
(‏ج/ص‏:‏ 3/314‏)‏
فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشاً
فيستنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمداً قد عرض لها في أصحابه،
فخرج ضمضم بن عمرو سريعاً إلى مكة‏.‏
قال ابن إسحاق‏:
‏ فحدثني من لا أتهم عن عكرمة، عن ابن عباس، ويزيد بن رومان
، عن عروة بن الزبير‏.‏
قالا‏:‏
وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم إلى مكة بثلاث ليال
رؤيا أفزعتها، فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب
فقالت له‏:
‏ يا أخي والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني وتخوفت أن يدخل على قومك
منها شر ومصيبة فاكتم عليّ ما أحدثك،
قال لها‏:‏
وما رأيت‏؟‏
قالت‏:‏
رأيت راكباً أقبل على بعير له، حتى وقف بالأبطح،
ثم صرخ بأعلا صوته‏:‏ ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث،
فأرى الناس اجتمعوا إليه‏.‏
ثم دخل المسجد والناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على
ظهر الكعبة،
ثم صرخ بمثلها‏:
‏ إلا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث‏.‏
ثم مثل به بعيره على رأس أبي قبيس فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرة
فأرسلها فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت
من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقة‏.‏
قال العباس‏:
‏ والله إن هذه لرؤيا، وأنت فاكتميها لا تذكريها لأحد،
ثم خرج العباس
فلقي الوليد بن عتبة - وكان له صديقاً - فذكرها له واستكتمه
إياها فذكرها الوليد لابنه عتبة ففشا الحديث حتى تحدثت به قريش في أنديتها‏.‏
قال العباس‏:‏
فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل ابن هشام في رهط من قريش قعود
يتحدثون برؤيا عاتكة، فلما رآني أبو جهل قال‏:‏ يا أبا الفضل إذا فرغت
من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت حتى جلست معهم
فقال أبو جهل‏:
‏ يا بني عبد المطلب، متى حدثت فيكم هذه النبية‏؟‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ وما ذاك‏؟‏
قال‏:‏ تلك الرؤيا التي رأت عاتكة‏.‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ وما رأت‏؟‏
قال‏:‏
يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم‏
‏ قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه
قال‏:‏ انفروا في ثلاث، فسنتربص بكم هذه الثلاث فإن يك حقاً ما تقول
فسيكون، وإن تمض ثلاث ولم يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتاباً
أنكم أكذب أهل بيت في العرب‏.‏
قال العباس‏:‏
فوالله ما كان مني إليه كبير شيء إلا أني جحدت ذلك وأنكرت
أن تكون رأت شيئاً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /315‏)‏
قال‏:‏
ثم تفرقنا فلما أمسيت لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إلا أتتني،
فقالت‏:‏
أقررتم لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثم قد تناول النساء
وأنت تسمع، ثم لم يكن عندك غيرة لشيء مما سمعت ‏؟‏
قال‏:‏
قلت‏:‏ قد والله فعلت ما كان مني إليه من كبير،
وأيم الله لأتعرضن له، فإذا عاد لأكفيكنه‏.‏
قال‏:‏
فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أني قد
فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه‏.‏
قال‏:
‏ فدخلت المسجد فرأيته فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض
ما قال فأقع به، وكان رجلاً خفيفاً حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر،
قال‏:
‏ إذ خرج نحو باب المسجد يشتد،
قال‏:
قلت في نفسي‏:‏ ماله - لعنه الله - أكل هذا فرق مني أن أشاتمه ‏؟‏‏!‏

رد مع اقتباس