عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-29-2017, 09:06 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي زوجة الأب كما يجب أن تكون

من:الأخ / رضا ريحان

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

زوجة الأب كما يجب أن تكون

أميمة الجابر

تختلف المرأة الأرملة عن الرجل الذي رحلت عنه زوجته , فالكثير

من النساء بعد وفاة أزواجهن يكرسن حياتهن لأولادهن و يرفضن دخول

رجل آخر علي أبنائهن .

وقد يلاقين من صعوبة الحياة و تحمل المسؤولية وحدهن , ماالله به عليم

, لكنهن يلجأن لله تعالي فهو كافيهن و معينهن علي ما هن فيه .

علي عكس الرجل , فغالبا هو لا يستطيع - بعد وفاة زوجته - أن يعيش

وحده كثيرا , فقد اعتاد الاستقرار, خاصة في وجود الأبناء فالمسؤولية

كبيرة ، و لن يتمكن من حملها بمفرده , فيقبل على الزواج .

لكن البعض من الأزواج يسيء الاختيار لشريكة حياته الجديدة , فيأتي

لأبنائه بزوجة أب تنغص حياتهم بدل أن تضمد جراحهم بعد فراق أمهم !

ونحاول معا ههنا أن نخطو خطوة لمحاولة للارتقاء

بمفهوم زوجة الأب الذى يصفه الناس عادة بصورة لا تليق به ..

ابتداء ، علي الزوج الذي يريد الزواج بعد وفاة زوجته أن يحسن اختيار

الزوجة الجديدة , يختار فيها الدين و الخلق قبل أي شىء , لأن المهمة

التي جاءت من أجلها تحتاج لصاحبة الايمان والأخلاق ..

يختارها من أصل طيب لأنها التي ستكمل رسالة تربية أولاده , ولأنها

قد تتعرض لمواقف صعبه لا يصبر عليها إلا أصحاب الأصل الطيب .

زوجة الأب يجب أن تكون أهلا لثقة زوجها الذى اختارها ليكمل معها

مسيرته التي بدأها ومشواره الذي يرتجي أن ينهيه بنجاح وفلاح ،

لا أن تكون معكرة لتلك المسيرة ومعوقة لذلك الطريق .

تكون أمينة علي بيته و أولاده , تتقي الله تعالي فيهم , لأنه سبحانه رقيب

عليها ، خصوصا وقت إن غاب الزوج عن البيت ,

فهو سبحانه البصير السميع , العليم , الحي القيوم .

تحتسب لله أنها ستربي هؤلاء الأبناء الذين فقدوا أمهم ،

وأحب الناس إليهم فانكسرت قلوبهم .

يجب أن تتعلم الرفق والرقة , والابتسام والمجاملة وحسن الحديث ,

وتتذكر حديث النبي صلي الله عليه و سلم

(دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها

ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ).


وتتحلي بالصبر في رعاية هؤلاء الأيتام , فتربية الأولاد عموما تحتاج

للصبر , فما بال إذا لم يكونوا ابناءها ؟! فالمهمة صعبة ,

و التيسير سيكون من عند الله تعالي إن أخلصت النية ..

لتتجنب الصراخ في وجوههم و إياها و الضرب ,

أو التجريح بالكلمات اللاذعة .

فلتناديهم بأحسن الأسماء ولا تظهر عيوبهم

أمام الآخرين من الأصحاب أو الأقارب .

عليها أن تعامل الأبناء كأولادها لا تفرقهم عنهم ,

فهم نبت صغير بين أيديها ستسأل عنهم يوم لقاء ربها .

تمدهم بالحنان و الدفء النفسى و العاطفي , تمسح دموعهم ,

و تعيد بسماتهم , تكون لهم بمثابة الأم و الصديقة .

ولتعد تربيتهم ذخرا لها في مستقبل حياتها ، فربما هؤلاء الذين ينفعونها

عند كبرها فلا تجد غيرهم يساندها و لا تنس قول الله تعالي

{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }

ولتحذر أن

تكيد للأولاد المكائد , فتشتكي للأب من الأولاد علي الصغيرة و الكبيرة ,

فتتسبب في غضب الأب علي أبنائه , فيعود عليهم بالسب و الضرب ,

هذا للاسف ما تفعله الكثيرات من زوجات الآباء , و هذا الأمر

من أهم الأمور التى تزرع الكره و البغض بين الجميع

يجب عليها

ألا تحمل الأبناء أكثر من طاقتهم في أعمال البيت ، خاصة الفتيات ,

و إن أرادت أن تشرك الفتاة معها في عمل البيت بغرض تعليمها أمور

البيت ألا تختار أوقات المذاكرة والامتحانات بل تختار وقت العطلة

الدراسية و يكون طلبها بلباقة دون أوامر .

يجب أن

تكون ذكية في احتوائها للأبناء و عليها أن تعلم أنها ستصل إلي قلب

زوجها عندما يجد أبناءه سعداء متقدمين في دراستهم , أحوالهم مستقرة

خلقيا و دينيا , في هذه اللحظة سيعرف أن الله تعالي أبدله من زوجته

الأولي بهدية , و لا يندم أبدا علي الارتباط بها , و هنا ستفوز في الدنيا

بحب زوجها و احترام الناس , و في الآخرة بالجائزة الكبرى .

إن دور زوجة الأب يمكن أن يصير سخطا وألما ، وشقاء وشرا مع الابناء

، وندما وحسرة عند الاب ، وسوء سيرة عند الناس ،

أعاذ الله من ذلك كل الطيبين ..

كما يمكن أن يكون روحا وريحانا في بيتها الجديد ، ودواء وشفاء لصدور

الأبناء المكسورة قلوبهم ، ومودة ورحمة مع زوجها الجديد ،

وذكرا حسنا وسيرة كريمة عند الناس أجمعين ..

رد مع اقتباس