عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-21-2010, 01:46 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها :
كان رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيجتهِد في رمضان ما لا يجتهد في غيرِه ،
و كان يجتهِد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها .
و تسمُو الهمّة و يتجلّى التوجّه نحوَ التغيير حينما يجتهِد العبدُ ليفوزَ
بإدراك ليلة القدر ، فيعمَل و يتحرَّى ، فتسمو النّفس و تعلو الرغائِب للوصول
إلى أسمى المراتِب و أعلى المطالِب ؛ توبةٌ و إقلاع و عزمٌ على الإصلاحِ و الإحسان ،
و تأمّلوا هذا الحديثَ العظيم و ما فيه من الحثِّ و وقفاتِ المحاسبة :
(( رغِم أنفُ رجلٍ دخَل عليه رمضانُ ثم انسلَخَ فلم يُغفر له )) .
معاشرَ الأحبَّة ، أَروا الله من أنفسِكم خيرًا ؛ صيامُ نهارٍ و قيامُ ليلٍ و اعتكاف
و قراءةُ قرآن و ذِكرٌ و صدَقات و دُعاء و محاسبة و مراجعة و ندمٌ و توبَة
و عزمٌ على فعلِ الخيرات ،
(( يا باغيَ الخير أقبِل ، و يا باغيَ الشرّ أقصِر )) .
و بعد : أيّها الصائمون ، فلِحكمةٍ عظيمة جاءت آيةُ الدعاء في ثنايا آياتِ الصيام :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[البقرة:186]،
و لحكمةٍ عظيمة و سِرّ بليغ خُتِمت آيات الصّيام بهذه الآية الواعظة :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[البقرة:187].
بارَك الله لي و لَكم في القرآنِ العظيم ،
و نفعَنى وإيّاكم بما فيه من الآياتِ و الذكر الحكيم ، أقول قولي هذا ،
و أستغفِر الله تعالى لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب و خطيئةٍ ،
فاستغفروه و توبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله، أرشَدَ النفوس إلى هُداها، وحذَّرها من رداها،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةقَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الشمس:9، 10]،
أحمده سبحانه و أشكره على نِعمٍ لا تُحصَى و آلاء لا تتناهَى ،
و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له رضينا به ربًّا و إلهًا ،
و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله
أعلى الخلقِ منزلة و أعظمُهم عند الله جاهًا ،
صلى الله و سلّم و بارك عليه و على آله و أصحابه ما طلعت شمس بضحاها ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين ، و سلّم تسليمًا كثيرًا .
أمّــــا بعـــد :
أيّها المسلمون ، و الحديثُ عن الشهادةِ الرمضانية و فُرصِ التغيير و الإصلاح ،
فإنّ شهرَ رمضان موسِم عظيمٌ من مواسم الخير و زمَنٌ شريف من أزمِنَة النفحات ،
يغتَنِمه الأتقياء الصالحون للاستزَادَة من صالح العمل ،
و يُلقي بظلِّه الظليل على العصاةِ الغافلين و المقصّرين فيتذكّرون و يندَمون و يتوبون ،
فالسعيدُ السعيد من كان شهرُه مجدِّدًا للعزم و الطاعةِ
و حافزًا للتمسّك بحبل الله و فرصةً للتزوّد بزاد التقوى ،
حاديه في ذلك و سائقُه همّةٌ عالية و نفسٌ أبيّة لا ترضى بالدّون من العزمِ و العمَل ،
يقول ابن القيم يرحمه الله :
" إذا طلع غَيمُ الهمّة في ليل البَطالة و أردَفه نور العزيمةِ
أشرقت أرضُ القلب بنور ربها " .
على أنّه ينبغي ـ أيّها المسلمون ـ لذوي الهِمَم العالية و طلاّب الكمالاتِ
أن يعرفوا الطبيعةَ البشرية و الضَعفَ الإنساني ،
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا *
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[النساء:27، 28]،
و في مثل هذا يقول بعض أهلِ العلم و الحكمة :
إنّ مِنَ الخطأ والخَطَل أن ينزعَ الرجل إلى خصلَةٍ شريفةٍ من الخير ،
حتى إذا شعَر بالعجز عن بلوغِ غايتِها انصرَف عنها و التحَق بالطائفة الكسولةِ
التي ليس لها همّة في هذه الخَصلة و لا نصيبٌ ، و لكن الطريقَ الصحيح
و نهجَ الحكمة و منهجَ السعادة أن يذهبَ في همته إلى الغاياتِ البعيدة
ثم يسعَى لها سعيَها و لا يقِف دونَ النهاية إلا حيث ينفَد جهده و يستفرِغ وسعَه .
ألا فاتقوا الله يرحِمكم الله ،
و اعلموا أنّ إدراكَ هذا الشهر و الإحسان فيه نعمةٌ عظيمة و فضلٌ من الله كبير ،
لا يحظى به و لا يوفَّق إلا مَن منَّ الله عليه بجودِه و إحسانه
و فتَحَ عليه أبوابَ الخيرات ،
فتنافسوا ـ رحمكم الله ـ في الطاعاتِ ، و ازدادوا من الصالحات ،
و جِدّوا و تحرَّوا ليلةَ القدر ، و تعرَّضوا لنفحاتِ ربِّكم .
تقبّل الله منا و منكم الصيامَ و القيام و سائرَ الطاعات ، إنه سميع مجيب .
هذا و صلّوا و سلّموا على رسول الله الرّحمةِ المهداة و النّعمة المسداة
محمّدِ بن عبد الله صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر .
كما أمركم بذلك العلى الأعلى بأمر بدأ فيه بنفسه جل و علا
و ثنى بملائكته عليهم السلام ثم أمركم به فيقول سبحانه و تعالى
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
[ الأحزاب : 56 ]

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


و قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
(( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً )) .

اللّهمّ صلّ و سلِّم و زِد و بارك على عبدك و رسولك محمّد
و على آله و أزواجِه و ذرّيته و صحابتِه و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .

و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين
أبو بكر و عمر و عثمان و على و على العشرة المبشرين
و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ،
و أخذل الطغاةَ و الملاحِدة و المفسدين ...
ثم باقى الدعاء الذى ترغبون به
و الله سميع مجيب الدعوات
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت بعون الله و توفيقه

رد مع اقتباس