و قد اتفقت دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم في أصل الدين
و هو توحيد الله عز و جلبإلهيته و ربوبيته و أسمائه و صفاته
و نفي ما يضاد ذلك أو ينافي كماله .
و أما فروع الشرائع من الفرائض و الحلال و الحرام فقد تختلف ،
فيفرض على هؤلاء ما لا يفرض على هؤلاء و يُخفف على هؤلاء ما شدد على أولئك
و يحرم على أمة ما يحل للأخرى و بالعكس لحكمة بالغة
و غاية محمودة قضاها ربنا عز و جل
ليبلوكم فيما آتاكم ، و ليبلوكم أيكم أحسن عملا .
وقد ذكر الله تعالى منهم :
آدم و نوحاً و إدريس و هوداً و صالحاً و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب
و يوسف و لوطاً و شعيباً و يونس و موسى و هارون و إلياس و زكريا و يحيى
و اليسع و ذا الكفل و داود و سليمان و أيوب ، و ذكر الأسباط جملة ،
و عيسى و محمداً صلى الله عليه و سلم،
و قص علينا من أنبائهم و نبأنا من أخبارهم ما فيه كفاية
وعبرة و موعظة إجمالاً و تفصيلاً .
} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ
وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ {
فنؤمن بجميعهم تفصيلاً فيما فصل و إجمالاً فيما أجمل(1)
قال عبد الله بن عبد الحميد الأثري في الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه
عند أهل السنة صفحة رقم ( 141 ):
و الإيمان بالرسل إيمان مجمل .
و الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم و على آله و سلم إيمان مفصل
يقتضي ذلك منهم إتباعه فيما جاء به على وجه التفصيل .
(1) معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول
لـ حافظ بن أحمد الحكمي ص ( 830 )
المصدر: [ موقع الدرر السنية ].