عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-10-2011, 12:40 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم :

(( من أكل طيباً و عمل في سنَّة ، و أمن الناس بوائقه دخل الجنة )) .

و أخرج أحمد و غيره بأسانيد حسنة

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما

عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :

(( أربعٌ إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا :

حفظ أمانة ، و صدق حديث ، و حسن خليقة ، و عفةٌ في طعمة )) .

إن طلب الحلال و تحريه أمرٌ واجبٌ و حتمٌ لازمٌ ،

فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه .

إن حقاً على كل مسلم و مسلمة أن يتحرى الطيب من الكسب ، و النزيه من العمل ؛

ليأكل حلالاً و ينفق في حلال .

انظروا ـ رحمكم الله ـ إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه

يجيئه غلامه بشيء فيأكله فيقول الغلام : أتدري ما هو ؟

تكهنت في الجاهلية لإنسان و ما أُحسن الكهانة : و لكني خدعته ،

فلقيني فأعطاني بذلك ، فهذا الذي أكلت .

فأدخل أبو بكر يده في فمه فقاء كل شيء في بطنه ،

و في رواية أنه قال :

(( لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها .

اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق و خالطه الأمعاء )) .

و شرب عمر لبناً فأعجبه ، فقال للذي سقاه : من أين لك هذا ؟

قال : مررت بإبل الصدقة و هم على ماء ، فأخذت من ألبانها ،

فأدخل عمر يده فاستقاء .

و توصي بعض الصالحات زوجها و تقول :

يا هذا اتق الله في رزقنا فإننا نصبر على الجوع ، و لا نصبر على النار .

أولئك هم الصالحون يُخرجون الحرام و المشتبه من أجوافهم ،

و قد دخل عليهم من غير علمهم .

و خَلَفَت من بعدهم خلوف يعمدون إلى الحرام ليملأوا به بطونهم و بطون أهليهم .

أيها المسلمون ، أرأيتم الرجل الذي ذكره النبي صلى الله عليه و سلم :

(( يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ؛ يا رب يا رب ،

و مطعمه حرامٌ ، و ملبسه حرامٌ ، و غُذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك )) .

لقد استجمع هذا الرجل من صفات الذل و المسكنة و الحاجة و الفاقة

ما يدعو إلى رثاء حاله ، و يؤكد شدة افتقاره ، تقطعت به السبل ،

و طال عليه المسير ، و تغربت به الديار ، و تربت يداه ، و اشْعَثَّ رأسه ،

و اغبرَّت قدماه ، و لكنه قد قطع صلته بربه ، و حرم نفسه من مدد مولاه ،

فحيل بين دعائه و القبول . أكل من حرام ، و اكتسى من حرام ،

و نبت لحمه من حرام ، فردَّت يداه خائبتين .

بربكم ماذا يبقى للعبد إذا انقطعت صلته بربه ، و حُجب دعاؤه ،

و حيل بينه و بين الرحمة ؟!

لمثل هذا قال بعض السلف :

لو قُمت في العبادة قيام السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل بطنك .

و إن العجب كل العجب ـ أيها الأخوة ـ ممن يحتمي من الحلال مخافة المرض

و لا يحتمي من الحرام مخافة النار .

عباد الله ، إن أكل الحرام يُعمي البصيرة، ويوهن الدين، ويقسي القلب،

ويُظلم الفكر، ويُقعد الجوارح عن الطاعات، ويوقع في حبائل الدنيا وغوائلها،

ويحجب الدعاء، ولا يتقبل الله إلا من المتقين.

إن للمكاسب المحرمة آثاراً سيئة على الفرد و الجماعة ؛

تُنزع البركات ، و تفشو العاهات ، و تحل الكوارث .

أزمات مالية مستحكمة ، و بطالة متفشية ، و تظالم و شحناء .

أيها المسلمون ، ويل للذين يتغذون بالحرام ،

و يُربون أولادهم و أهليهم على الحرام ،

إنهم كشارب ماء البحر كلَّما ازدادوا شرباً ازدادوا عطشاً ،

شاربون شرب الهيم ، لا يقنعون بقليل ، و لا يغنيهم كثير .

يستمرئون الحرام ، و يسلكون المسالك المعوجة ؛ رباً و قمارٌ ،

و غصبٌ و سرقةٌ ، تطفيفٌ في الكيل و الوزن و الذرع ، كتمٌ للعيوب ،

سحرٌ و تنجيمٌ و شعوذة ، أكلٌ لأموال اليتامى و القاصرين ، أيمان فاجرة ،

لهو و ملاه ، مكرٌ و خديعة ، زور و خيانة ، مسالك معوجة ، و طرق مظلمة ،

في الحديث الصحيح عند البخاري و النسائي :

(( يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه ،

أمن الحلال أم من الحرام )) .

زاد رزين :

(( فإن ذلك لا تجاب لهم دعوة )) .

أيها العمال و الموظفون ، أيها التجار و الصناع ،

أيها السماسرة و المقاولون أيها المسلمون و المسلمات ،

حقٌ عليكم تحري الحلال و البعد عن المشتبه ، احفظوا حقوق الناس ،

أنجزوا أعمالكم ، أوفوا بالعقود و العهود ، اجتنبوا الغش و التدليس ،

و المماطلة و التأخير ، اتقوا الله جميعاً ، فالحلال هنيء مريء ، ينير القلوب ،

و تنشط به الجوارح ، و تصلح به الأحوال ، و تصحُّ به الأجسام ،

و يستجاب معه الدعاء .

مات رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في إحدى الغزوات

فقال نفر من الصحابة :

( هنيئاً له الشهادة )

فقال عليه أفضل الصلاة و السلام :

( كلا و الله إن الشملة التي غلها من الغنائم

لتشتعل عليه في قبره إلى يوم القيامة )

أو كما قال صلى الله عليه و سلم

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك ، و بطاعتك عن معصيتك ، و بفضلك عمن سواك ،

اللهم و لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، و لا مبلغ علمنا ، و لا إلى النار مصيرنا ،

و نسألك اللهم الغنيمة من كل بر ، و السلامة من كل إثم ، و بارك لنا فيما رزقتنا ،

وقنا عذاب النار ، استجب اللهم يا ربنا دعاءنا .

نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ،

و بهدي سيد المرسلين محمد صلى الله و سلم و بارك عليه

و على آله و صحبه أجمعين ،

و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم

و لسائر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

رد مع اقتباس