عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-13-2011, 12:26 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله وليِّ مَن كان تقيًّا ،

و أصلّي و أسلِّم على سيدنا و نبينا محمّدٍ من قرَّبه ربّه نجيًّا و كان به حفيًّا ،


صلّى الله و سلَّم و بارك عليه ، و على آلِه و صحبِه الذين كان كلٌّ منهم راضيًا مرضيًّا .


أمّـــا بعـــد :


فاتقوا الله عباد الله ، فمن لزم التقوى أمِن غِيَر الفِتَن ،


و نجا بإذن الله في صروفِ المحن .


أيها المؤمنون ، و عاشرُ الأشراط و ختامُها المؤذِنَة بوشيكِ ساعة القيامِ


ظهورُ نارٍ مِن قَعر عَدَن ، تسوقُ الناسَ إلى أرضِ المحشَر في الشّام ،


تَقيل معهم حيث قالوا ، و تبيت معهم حيث باتوا ،


كما صحّ بذلك الخبر عن سيِّد البشر عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام .


يعقُب تلك الآياتِ القاهرات ـ و لله الأمر من قبلُ و من بعد ـ


أمرُ اللهِ للدّنيا بالزوال و الأفُولِ ، و للكَون بالنهاية و القُفول ، فينفَخ في الصور ،


و تبعَث الخلائق من القبور لأهوالِ يومِ النشور .


إلى عمل محسوبٍ و ميزانٍ منصوب و مُجَازٍ عظيمٍ ، في يوم يكثر فيه الراجون ،


و يقل فيه الناجون ، فيا له من يومٍ هائل عصيب ، يشتدّ فيه الهلعُ و الوجل ،


فاللّهمّ سلّم سلّم .


أيّها الإخوة الأحبّةُ في الله ، و ممّا يجمُل التنبيهُ إليه كونُ ميعاد الساعة غيبًا


لا أحدَ يعلم تأريخه و لا تحديده إلا الله ،


( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا )


[النازعات: 42-44] .


و كونُ ظهورِ بعضِ الحوادثِ العالميّة أو الكوارِثِ الكونيّة و تطبيقُها


على أنها المقصودَة في الأشراط فباطلٌ لا يصحّ ، فالحذر الحذَر من الجزمِ


في تنزيل نصوصِ الوحي و أشراطِ الساعة على حوادثِ العصر و قضايا الواقِع


و وقائعِ هذا الزمان ، و التلبيس على الناس في ذلك ، و القطع بتحديدها ،


كما يحصل من بعض المفتونِين على نوازِلَ بأعيانها و أشخاص بذواتهم ،


و مرَدّ بيان ذلك إلى أهلِ العلم الربّانيِّين ،


و تلك الإشاعاتُ ـ على ما سبقَ ـ من صُغرى العلامات .


كما يُستَلطَف بالإشارةِ إلى أنّه ينبغي الاتعاظ و الاعتبار بقوارع الدهر و حوادث الكون ،


فما حصل بالأمس و يحصل اليوم ما هو إلا من آيات الله و نذره


( وما نرسل بالأيات إلا تخويفاً )


فالله الله في الرجوع إلى الله ، و محاسبة النفس قبل فوات الأوان ،


فالمؤمن كيس فطن ، و العاقل الحصيف من اتعظ بغيره و لم يتعظ به الآخرون .


أيها الإخوة في الله ، و مِنَ المبشِّراتِ في زمن التحدّيات


و في سياق الحديث عن أشراط الساعة قولُه صلى الله عليه و سلم


فيما أخرجه الشيخان من حديثِ أبي هريرةَ رضى الله تعالى عنه :


(( لا تقوم الساعةُ حتى تقاتِلُوا اليهودَ ، حتى يقولَ الحجر :


يا مسلم ، هذا يهوديّ ورائي فاقتله )) .


اللّهمّ يا مولاَنا و خالِقَنا و رازِقَنا ، انصرنا على أعدائنا ،


و ارحمنا و اغفِر لنا و اعفُ عنّا فضلاً وجودًا و منًّا لا باكتِسابٍ مِنَّا ،


و اختِم لنا أعمارنا بخير ، و اجعل عواقب أمورنا إلى خَير ،


و مُنَّ علينا بالتوبة و الإنابة ، و اجعَل بلادنا آمنة مطمئنة و سائر بلاد المسلمين ،


يا خيرَ مسؤول ، و يا أكرمَ مأمول .


هذا وصلّوا و سلّموا ـ رحمكم الله ـ على إمامِ الأنبياء و سيِّد البريّات ،


المبعوثِ رحمةً بختامِ الرّسالات ، و المُخبِر عن المغيَّبات بأصدَقِ البيِّنات ،


و على آلِه الطاهرين و زوجاته الطاهرات ، و صحبه البرَرَة بدورِ الدُّجُنّاتِ ،


كما أمركم ربكم بذلك في محكمِ الآيات ،


فقال تعالى و هو الصادق فى قيلِه و فى أحسن تنزيله قولاً كريمًا :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب: 56] .


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على نبيِّنا محمَّد بن عبد الله ،


النّبيّ المصطفَى و الرسول المجتَبى و الحبيب المرتَضَى ،


و على آله و أصحابه و من سارَ على نهجِهم و اقتفى ،


يا خير من تجاوز و عفا .


اللَّهمّ أعزَّ الإسلام و المسلمين ، و أَذِلّ الشركَ و المشركين ، و دمّر أعداءَ الدين...


و الدعاء بما تحبون و من خالقكم ترجون


فأنه بنا لطيف خبير سبحانه و تعالى


أنتهت

رد مع اقتباس