{ الموضوع الثامن الفقرة13 }
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين وحكمة
أو فى أيام نذر لله أن يصومهالعذر من الأعذار التى سبق ذكرها
ثم مات قبل زوال هذا العذرسقط عنه القضاء
و لا يلزمه أن يوصى ورثته بأخراج فدية
و لو أوصاهم بأخراج فدية فهو من قبيل التصدق
لأن الطاعة على قدر الطاقة
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
فى الحديث الذى أخرجه مسلم و غيره
ذرونى ماتركتكم فأنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم
فاذا نهيتكم عن شئ فأجتنبوه
و إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما أستطعتم
2 - من افطر لعذر وزال عذره قبل موته
بمقدار يسع قضاء مافاتهلزمه القضاء
لأنه عاش بعد زوال العذر وقتا يسع أن يقضى فيه ما أفطر فيه
{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
أى فصيام عدد من الأيام مثل العدة التى أفطرها من أيام
تبدأ من زوال العذر و بعد يوم عيد الفطر
فأذا كان قد أفطر خمسة أيام مثلا
و عاش بعد يوم العيد خمسة أيام ثم مات لزمه القضاء
لأنه عاش الأيام الأُخر التى أمره الله أن يقضى ما فاته فيها
من هنا كان من المستحب للمسلم تعجيل ما فاته من فرائض
حتى لا يفاجاءه الموت فلا يستطيع القضاء فيكون تفريطه فيه حسرة عليه
- 3 و من عاش بعد زوال العذر أياما أقل من الأيام التى أفطر فيها
لزمه القضاء بعدد الأيام التى عاشها بعد زوال العذر
و سقط عنه الأيام المتبقية بالموت
فأن كان قد قضى هذه الأيام فبها
و أن لم يكن قد قضى فيها بعض ما فاته
فعليه أن يوصى الورثة بأخراج فدية عن كل يوم فرط فيه
فأذا كان عليه عشرة أيام مثلا فى رمضان
فزال عذره بعد يوم العيد و عاش خمسة أيام بعده و مات
فأن كان قد صام هذه الأيام الخمسة سقط عنه قضاء الأيام الباقيه
فان لم يكن قد صام الأيام الخمسة التى عاشها
فعليه أن يوصى بأخراج الفدية عن كل يوم
صاع من تمرأو نصف صاع من قمح
أو مد بمُده صلى الله عليه و سلم
و قد عرفنا أن الصاع قدحان بالكيل المصرى
و أن القدح يساوى مُدين بمده صلى الله عليه و سلم
و المُد ما يملأ كفى الرجل المتوسط
4 - و من أفطر لعذر و تمكن من القضاء و لم يقض
أو أفطر لغير عذر و مات و لم يقض
أطعم عنه من له التصرف فى ماله عن كل يوم مسكينا
عن أبن عمر رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
فليطعم عنه مكان كل يوم مسكينا
لا يصام عن الميت مطلقا و يطعم عنه وليه أن أوصى به له
و يؤيد ما ذهبوا إليه أيضا
ما رواه البخارى عن أبن عباس رضى الله عنهما قال
لا يصلى أحد عن أحد و لا يصوم أحد عن أحد
و لكن يطعم عنه مكان كل يوم مدا من حنطة أى قمح
و روى عبد الرازق و البيهقى
عن أمنا عائشة رضى الله عنها أنها قالت
لا تصوموا عن موتاكم و أطعموا عنهم
يلزم أن يكون الأطعام من ثلث ما تركه من عليه الفدية أن كان له وارث
و أن لم يكن له وارث أخرجت من ماله كله لا من ثلثه فقط
ذهب كثير من الشافعية إلى جواز الصيام عن الميت
و يصوم عنه وليه أو شخص أجنبى إذا أذن له الولى فى ذلك
و أحتجوا بما رواه البخارى و مسلم
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
من مات و عليه صيام صام عنه وليه
و روى البخارى و مسلم و اللفظ عن أبن عباس رضى الله عنهما
جاءت أمرأة الى النبى صلى الله عليه و سلم
أن أمى ماتت و عليها صوم نذر أفأصوم عنها
( أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها )
بفضل الله و بحمده أنتهى حديثنا اليوم عن
أنتظرونا فى الحلقة القادمةمع موضوع جديد من
و لا تنسونا من صالح الدعوات
و لكل من ساهم فى نشر تلك المقالات
من أكثر من مجالسة أهل هذا الزمان
فقد تعرض لمعصية الله تعالى
كمن جعل الحطب اليابس فى النار
و يريد أن لا تتقد فقد أراد محالا
فربما جالست غير متق و أنت كنت متقيا
فجرك إلى الغيبة و قهرك فى نفسك
ما خرب القلوب إلا قلة الخوف
القلب الحسن هو الذى لا يشغله عن الله حسن
و حول حالك من الغيبة إلى الحضور
و ألبس ثياب الذلة و المسكنة
و لكنك تحشر بطنك و تتفاخر بالسمن
مثالك كالخروف الذى يسمن للذبح
ألا فقد ذبحت نفسك و أنت لا تشعر
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته