الموضوع: درس اليوم 4156
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-17-2018, 10:56 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,597
افتراضي درس اليوم 4156

من:إدارة بيت عطاء الخير


درس اليوم

النميمة والغيبة في رمضان وغير رمضان

ما أجمل صلة الرحم طوال العام خاصة في رمضان، الاجتماعات
والمجالس العائلية لها رونقها ومذاقها الخاص في هذا الشهر الفضيل.
كذا التقاء الأصحاب والخلان ومجالس الود والتعارف من أسباب الترويح
عن النفس وإضفاء الجو الاجتماعي الرائع في شهر رمضان.

إلا أن ما يؤرق كل هذا الجمال وكل هذه الروعة هو ما ندخله نحن
في مجالسنا من معكرات لصفو هذا الجو بإدخال الغيبة والنميمة والوقوع
في الأعراض وفضول الكلام عن الناس. مما يجعلها تتحول من مجالس
محبة وصلة وتقارب إلى مجالس غمز ولمز واغتياب.

والسؤال: أما يخاف المسلم على صومه؟!
فالصوم في أساسه، هو التّعبدُ للهِ بالإمساكِ عنِ المفطراتِ مِنْ طلوعِ الفجرِ
الصّادقِ إلى غروبِ الشّمسِ؛ إمساكاً حسّيّاً، ويُتْبَعُ ذلك بالإمساكِ المعنويِّ
عنِ الكلامِ المحرَّمِ والمكروهِ مِنَ اللّغوِ والرّفَثِ والصّخَبِ وقولِ الزّورِ،
ويدخل فيه كلُّ كلامٍ محرَّمٍ مِنَ الكذبِ والغِيبةِ والنّميمةِ وشهادةِ الزّورِ
والسّبِّ والشّتم. ورغم الحرص على البعد عن الغيبة والنميمة؛
وهو ذكر مساوئ الشخص في غيابه و الغيبة و النميمة و إن كانت
ليست من المفطرات غيرَ أنّها تنْقِصُ أجْرَ الصّائمِ وتقلّل ثوابَه .

و الغيبة و النميمة من الكبائر و المحرمات سواء في رمضان أو غيره ؟؟؟
فالغيبة: عرفها العلماء بأنها اسم من اغتاب اغتياباً، إذا ذكر أخاه بما يكره
من العيوب وهي فيه، فإن لم تكن فيه فهو البهتان، كما في الحديث:

( قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره،
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول
فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته )

رواه مسلم.

والغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدَّها كثير من العلماء
من الكبائر، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً فقال:

{أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه}
[الحجرات: 12].

والأحاديث في ذم الغيبة والتنفير منها كثيرة. أما النميمة: فهي السعي
للإيقاع في الفتنة والوحشة، كمن ينقل كلاماً بين صديقين، أو زوجين
للإفساد بينهما، سواء كان ما نقله حقاً وصدقاً، أم باطلاً وكذباً، وسواء
قصد الإفساد أم لا، فالعبرة بما يؤول إليه الأمر، فإن أدى نقل كلامه إلى
فساد ذات البين فهي النميمة، وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع،
فأما الكتاب فقد قال تعالى:

{هماز مشاءٍ بنميم}
[القلم: 11].

أما السنة فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:

( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير،
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول )

متفق عليه،

وروى أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال:
إصلاح ذات البين، فإن إفساد ذات البين هي الحالقة )

وأما الإجماع فقد قال ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر:
قال الحافظ المنذري أجمعت الأمة على تحريم النميمة،
وأنها من أعظم الذنوب عند الله ـ عز وجل.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس