عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-28-2020, 01:18 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,842
افتراضي حتى تستري على زوجك ويستر عليكِ

من : الأخ / عادل يوسف




حتى تستري على زوجك ويستر عليكِ



السعادة الزوجية.. حتى تستري على زوجك ويستر عليكِ

تضغط عليها أمها لتحدثها بالتفصيل عن حياتها الزوجية ، وتأمرها أن

تحكي لها كل ما تسمعه من زوجها من توجيه أو نقد أو غيرهما ، فتستجيب

المسكينة لأمر أمها فتنقل لها كل ما يكون بينها وبين زوجها ؛ فيكون ما يلي:



- تسمع الأم من ابنتها ما يثير فيها مشاعر النقمة من زوجها ، فتحمل عليه ،

وربما تكرهه ، ولعلها تواجهه بما عرفته ، فينقم هو بدوره من والدة زوجته

، فتسوء العلاقة بينهما ، وينعكس هذا كله على الزوجين معاً .



- يغضب الرجل من زوجته التي نقلت لأمها ما جعلها تحمل عليه وتكرهه ،

فيلومها ويوبخها ، وينتج عن هذا نزاع بين الزوجين وشجار . وربما ينال

الرجل من أم زوجته التي لامته وزجرته فيتكلم عليها كلاماً تنقله الزوجة من

جديد إلى أمها فتتعقد الأمور أكثر وتصبح الحياة بين الزوجين غير

مستقرة وغير هانئة .



- قد تنقل أم الزوجة ما سمعته عن زوج ابنتها إلى أولادها وزوجها فيحملون

على صهرهم بدورهم ، ويضمرون له البغض ، فتسوء علاقتهم به ،

فتزداد الحياة بين الزوجين الشابين توتراً وتأزماً وسوءاً .



- قد يندفع أحد إخوة الزوجة فيواجه زوجها بما عرفه فيرد عليه الزوج

رافضاً تدخل أحد في حياته الزوجية ، فتزداد العلاقة بين الزوج

وأهل زوجته سوءاً .



- بسبب كل ما سبق يصبح الطريق أمام الشيطان ممهداً ليوقع بين الزوجين

، ويُفسد عليهما حياتهما ، ويقربهما من الطلاق الذي يفرق به بينهما ،

وهذا أعز غاياته وأعظم أمانيه

( إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة

أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت

شيئاً . قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرَّقتُ بينه

وبين امرأته فيدنيه منه ويقول : نِعْمَ أنت ) .

صحيح مسلم .



لعل الدرس الذي نخرج به من هذا كله أن حفظ تفاصيل الحياة الزوجية بين

طرفيها ( الزوج والزوجة ) وعدم البوح بها لأهل الزوج أو أهل الزوجة

أو غيرهما .. أمر مهم لحماية أسرتهما الناشئة من الزعزعة ثم الانهيار .



وقد تقول الزوجة : ولكن إخفائي ما أعانيه في حياتي الزوجية وصبري على

زوجي سيغريه بالتمادي في ما هو عليه من انحراف ، أو بالاستمرار في

إيذائي وإهانتي لأنه لا يجد من يردعه ويمنعه .



أقول لهذه الزوجة ما يلي :

- كلامك صحيح ، وهذا التمادي في الانحراف ، أو الاستمرار في إيذائك ،

قد يقوم بهما كثير من الأزواج ، ولكن بعضهم قد يقدر لزوجته صبرها عليه

وسترها له فيقلع عن انحرافه ويتوقف عن إيذائه .



في حال لم يقدّر الزوج صبر الزوجة وسكوتها وكتمانها ما يفعله من

انحراف أو إيذاء فإني أنصحها بأن تفعل الآتي :



* الدعاء المتواصل الذي لا يأس معه ، دعاء المضطر الذي وعد سبحانه

بإجابته ( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) الدعاء بأن يصلح

الله لها زوجها ، ويصلحها له ، ويصلح ما بينهما . الدعاء بان يكفيه سبحانه

بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواء . الدعاء بأن يجعله الله رحيماً بها ،

عطوفاً عليها ، عاذراً لها ، مقدراً حالها ، متجاوزاً عنها .



* قولي له :إنك لا تريدين إخبار أحد من أهلك أو غيرهم بما يفعله ، ثم

تضيفين أنك قد تفقدين صبرك واحتمالك يوماً فتضطرين إلى إخبارهم بعد أن

صبرت طويلاً في انتظار إقلاعه عما يفعله من ظلم أو إيذاء لك . واحرصي

على أن تقولي له هذا في أسلوب الشفقة عليه والحرص على حياتكما

الزوجية من أن تنهار إذا تدخل الآخرون فيها . كأن تقولي : أرجوك

لا تجبرني على أن أشكو حالي إلى أحد من أهلك أو أهلي .



* ابحثي عن أسباب ما يقوم به وعالجيها ، فقد تجدين من الأسباب ما يعود

إليك ؛ كأن تنتقدي زوجك كثيراً وتصرخي عليه ، وتتهميه بالتقصير

والإهمال وغيرهما ، ودون أن تثني عليه في شيء ، فيضيق بك ،

ويثور عليك ، ولعله يضربك .



أو أنك تمتنعين عنه في الفراش ، فتكتشفين بعد ذلك أنه على علاقة بامرأة

أخرى ، وصحيح أن امتناعك ليس مبرراً لما يفعله ؛ لكنه يبقى سبباً عليك أن

تنصرفي عنه فتحرصي على إعفاف زوجك حتى لا يندفع في ما يرتكبه

من حرام .



* اجلسي أمام زوجك وأنت صامتة حزينة ؛ فإذا سألك زوجك عن سر صمتك

وحزنك فأخبريه أنك حزينة عليه وعلى ما يقوم به ، وإذا استطعت أن تبكي

وأنت تظهرين شفقتك عليه ، وحبك له فافعلي واجعلي دموعك تسيل على

خديك ... فهذا يؤثر في زوجك ويثير فيه مشاعر الحب والرحمة نحوك .



أخيراً أعود فأعيد توصيتي لك بأن تستري على زوجك فلا تشتكيه

لغير الله تعالى وأنت تحاولين إصلاحه دون سأم أو يأس .



وكوني واثقة بأنك تؤجرين أجراً عظيماً على صبرك وما تبذلينه

من جهد وعمل من أجل ذلك .



وفقك الله وأعانك وأصلح لك زوجك .

رد مع اقتباس