عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-22-2011, 12:05 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،


وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله،


وخيرته من خلقه، صلى الله وسلم وبارك عليه،


وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


أمــا بعــد:


فيا أيها الناس، المال في الإسلام وسيلة لا غاية، وطلبه من طريق حلِّه وطيبه


أمر مشروع لكل مكتسب،


والنبي صلى الله عليه و سلم حِينما قال:



(( من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه ))



أراد بقوت اليوم الحال الوسط بين الضدين، إما حال الأثرياء المترفين


الذين ضعف عند بعضهم الخلُق والدين،


وإما حال المفلسين القعدة الذين استمرؤوا الكسل والبطالة والتشرد.


إن الذين يكسلون ولا يربحون، ثم يتسولون، أو يحتالون باسم التكسب،


أو العيش ليسوا على سواء الطريق،


والذين يحبون المال حباً جماً حتى يُعميهم عن دينهم وأخلاقهم،


وخلواتهم القلبية وجلواتهم الروحية ليسوا على سواء الطريق أيضاً،


فكلا طرفي قصد الأمور ذميم.


فعن الأول يقول النبي صلى الله عليه و سلم:



(( تعوّذوا بالله من الفقر والقلة والذلة )) ،


ويقول:


(( اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ))


رواهما الإمام أحمد .



وعن الآخر يقول الله تبارك وتعالى:


{ كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّءاهُ ٱسْتَغْنَىٰ }


[العلق:6، 7].



وخير الأمور ـ عباد الله ـ هو الوسط، فإن الفقر كاد يكون كفراً،


بل هو مظنة الاتكال على الغير، وربط الأمور مع الناس بما يملكون من مال،


لا ما يملكون من خلُق، فتختل عند الفقير المعايير، كما أن الغنى مظنة الطغيان،


والوقوع في طرق الكسب المحرمة بحثاً عن المال بنهَم،


وهو أيضاً مظنة الفرار من الحقوق كالصدقة والزكاة وأوجه البر،


ولهذا فإن من ملك قوت يومه فإنه يكون في منأًى عن بطر الغنى وهوان الفقر،


فيكون كافاً عافاً، ومن هنا جاءت حيازة الدنيا.


فالفقر دونٌ برمّته، والغنى يُحمد في الخير، ويُذم في الشرئ



{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ *


وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ }


[الليل:5-10]،



وصدق رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ يقول:



(( نِعم المال الصالح للرجل الصالح ))


رواه أحمد .



نقول مثل هذا ـ عباد الله ـ لأجل أن نذكر كلَّ ذي نعمة بنعمته،


ولنعلم جميعاً أن هناك من المسلمين ـ عن اليمين وعن الشمال عزين ـ


من يصبح لا يدري مصير أمنه، ولا قوت يومه، ولا معافاة بدنه،


يعيشون أجواء مقلقة وحياة متقلبة، ما عند أحدهم ثقة له بغده، شيوخ ونساء وأطفال،


برآء ما جنوا ذنباً، أطهار ما كسبت أيديهم إثماً، سقوفهم واكفة، وجدرانهم نازّة،


وجبالهم تسيل حُمما وشظايا، حتى غدت أوديتهم بمآسيهم أباطح،


فلم تعد الدور دوراً، ولا المنازل منازلاً،



{ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }


[ق:37].



هذا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية، وأزكى البشرية


محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة،


فقد أمركم الله بذلك فقال في كتابه الكريم:



{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ


يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً }


[الأحزاب:56].



اللّهمّ صلِّ و سلِّم و زِد و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد


الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،


و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :


أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،


و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .



اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا،


و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو أى بلد من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين ...


ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت

رد مع اقتباس