عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2013, 11:20 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي غزوة بدر العظمى يوم الفرقان ( 02 - 02 )

الأخ / مصطفى آل حمد

غزوة بدر العظمى

يوم الفرقان يوم التقى الجمعان (2)

لابن كثير رحمه الله



قال الله تعالى‏:‏

{ ‏وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ‏.‏‏.‏‏.‏ ‏{

وقد قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( فصلَّى بنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وحرَّضَ علَى القتالِ ، ثمَّ قالَ :
إنَّ جَمعَ قُرَيْشٍ تَحتَ هذِهِ الضِّلعِ الحمراءِ منَ الجبلِ
فلمَّا دَنا القومُ منَّا وصافَفناهُم إذا رجلٌ منهم على جَملٍ لَهُ أحمرَ
يَسيرُ في القومِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :
يا عليُّ نادِ لي حمزةَ - وَكانَ أقربَهُم منَ المشرِكينَ - :
من صاحبُ الجملِ الأحمرِ ، وماذا يَقولُ لَهُم ؟
ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إن يَكُن في القومِ أحَدٌ يأمرُ بخيرٍ ،
فعَسى أن يَكونَ صاحبَ الجمَلِ الأحمر فجاءَ حَمزةُ فقالَ :
هوَ عتبةُ بنُ ربيعةَ ، وَهوَ ينهى عنِ القِتالِ ،
ويقولُ لَهُم : يا قَومِ ، إنِّي أرى قومًا مُستَميتينَ لا تصلونَ إليهِم وفيكُم خيرٌ ،
يا قومُ اعصِبوها اليومَ برَأسي ، وقولوا : جَبُنَ عُتبةُ بنُ ربيعةَ ،
وقد عَلِمْتُم أنِّي لستُ بأجبنِكُم ، فسمعَ ذلِكَ أبو جَهْلٍ ، فقالَ : أنتَ تقولُ هذا ؟
واللَّهِ لو غيرُكَ يقولُ هذا لأعضَضتُهُ ، قد مَلأت رئتُكَ جوفَكَ رُعبًا ،
فقالَ عتبةُ : إيَّايَ تعيِّرُ يا مصفِّرَ استِهِ ؟ ستَعلمُ اليومَ أيُّنا الجبانُ ،
قالَ : فبرزَ عتبةُ وأخوهُ شيبةُ وابنُهُ الوليدُ حميَّةً ،
فَقالَ : مَن يبارزُ ؟ فخرَجَ فِتيةٌ منَ الأنصارِ ستَّةٌ ،
فقالَ عُتبةُ : لا نريدُ هؤلاءِ ، ولَكِن يُبارزُنا مِن بَني عمِّنا ،
مِن بَني عبدِ المطَّلبِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :
قُم يا عليُّ ، وقم يا حمزةُ ، وقم يا عُبَيْدةُ بنَ الحَرِثِ بنِ عبد المطَّلب
فقتلَ اللَّهُ تعالى عُتبةَ ، وشَيبةَ ، ابنَي ربيعةَ ، والوليدَ بنَ عتبةَ ،
وجُرِحَ عُبَيْدةُ ، فقتَلنا منهم سَبعينَ ، وأسَرنا سَبعينَ ،
فجاءَ رجلٌ منَ الأنصارِ قَصيرٌ بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ أَسيرًا ،
فقالَ العبَّاسُ : يا رسولَ اللَّهِ ، إنَّ هذا واللَّهِ ما أسرَني ،
لقد أسرَني رجلٌ أجلَحُ ، مِن أحسنِ النَّاسِ وجهًا ، على فرسٍ أبلقَ ،
ما أَراهُ في القومِ ، فقالَ الأنصاريُّ : أَنا أسرتُهُ يا رسولَ اللَّهِ ،
فقالَ : اسكُت ، فقَدْ أيَّدَكَ اللَّهُ تعالى بملَكٍ كريمٍ
فقالَ عليٌّ رضيَ اللَّهُ عنهُ فأسَرنا وأسَرنا من بَني عبدِ المطَّلبِ :
العبَّاسَ ، وعقيلًا ، ونوفلَ ابن الحرِثِ )
قلت‏:‏

وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ ثلاثمائة

وثلاثة عشر رجلاً كما سيأتي بيان ذلك في فصل نعقده بعد الوقعة

، ونذكر أسماءهم على حروف المعجم إن شاء الله‏.‏

ففي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ عن البراء‏.‏قال‏:

‏ كنا نتحدث أن أصحاب بدر ثلثمائة وبضع عشرة على عدة أصحاب

طالوت الذين جاوزوا معه النهر، وما جاوزه معه إلا مؤمن‏.‏

وللبخاري أيضاً عنه‏.‏

قال‏:‏ استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر وكان المهاجرون يوم بدر نيفاً

على ستين، والأنصار نيفاً وأربعون ومائتان‏.‏

وروى الإمام أحمد عن نصر بن رئاب، عن حجاج، عن الحكم، عن مقسم،

عن ابن عباس أنه قال‏:‏

كان أهل بدر ثلثمائة وثلاثة عشر، وكان المهاجرون ستة وسبعين

، وكان هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين من شهر رمضان يوم الجمعة‏.‏

وقال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً

وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ‏ }‏ ‏

[‏الأنفال‏:‏ 43‏]‏ الآية‏.‏

وكان ذلك في منامه تلك الليلة وقيل‏:‏ إنه نام في العريش وأمر الناس

أن لا يقاتلوا حتى يأذن لهم، فدنا القوم منهم فجعل الصديق يوقظه

ويقول‏:‏ يا رسول الله دنوا منا فاستيقظ، وقد أراه الله إياهم في منامه قليلاً‏.‏

ذكره الأموي وهو غريب جداً‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/329‏)‏

وقال تعالى‏:‏

‏{‏ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً

وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ‏}‏

‏[‏الأنفال‏:‏ 44‏]‏‏.‏

فعند ما تقابل الفريقان قلل الله كلا منهما في أعين الآخرين ليجترئ

هؤلاء على هؤلاء، وهؤلاء على هؤلاء لما له في ذلك من الحكمة البالغة،

وليس هذا معارض

لقوله تعالى في سورة آل عمران‏:‏

{‏ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا

فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ

وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ‏ }‏

[‏آل عمران‏:‏ 13‏]‏‏.‏

فإن المعنى في ذلك على أصح القولين‏:‏

أن الفرقة الكافرة ترى الفرقة المؤمنة مثلي عدد الكافرة على الصحيح

أيضاً، وذلك عند التحام الحرب والمسابقة أوقع الله الوهن والرعب

في قلوب الذين كفروا فاستدرجهم أولاً بأن أراهم إياهم عند المواجهة

قليلاً، ثم أيد المؤمنين بنصره فجعلهم في أعين الكافرين

على الضعف منهم، حتى وهنوا وضعفوا وغلبوا‏.‏

ولهذا قال‏:

‏ ‏{ ‏وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُإِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ‏}‏‏‏

قال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيد وعبد الله قال‏:‏ لقد قللوا

في أعيننا يوم بدر حتى أني لأقول لرجل إلى جنبي أتراهم سبعين‏؟‏

فقال‏:‏ أراهم مائة‏.‏

رد مع اقتباس