عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-20-2018, 07:30 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي ( العشي والإبكار ) ( العشي والإشراق )

من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

( العشي والإبكار ) ( العشي والإشراق )

ورد تعبير ( بالعشي والإبكار ) مرتين في القرآن الكريم ، وفي المرتين
نجده مرتبطاً بالتسبيح ، أما تعبير ( بالعشي والإشراق ) فقد ورد مرة
واحدة فقط ومرتبطاً أيضاً بالتسبيح ، وحين ندرك الفرق في المعنى
بين التعبيرين نقف على دقة القرآن الكريم في إصابة المعنى الذي
لا يمكن لبشر أن يصيبه على هذه الدرجة العظيمة من الدقة .

ففي الآيتين اللتين ذكرتا ( العشي والإبكار ) نقرأ :


{ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ
وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }

آل عمران : 41 .


{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }

غافر : 55 .

وفي الآية التي ذكرت ( العشي والإشراق ) نقرأ :

{ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ }
ص : 18 .

وبعد أن قرأنا الآيات نتساءل ، لماذا ذكر تعالى العشي والإبكار
في الآيتين ثم ذكر العشي والإشراق في الثالثة ،
وما الفرق في المعنى بين هذه وتلك ؟

بالرجوع الى معنى كلمة ( الإبكار ) نجدها مشتقة من مادة ب ك ر ،
والتي اشتق منها معنى ( أول كل شيء ) فالبكر هو أول مولود وأول كل
شيء ، والابتكار هو اختراع الجديد لأول مرة ، وباكورة الفاكهة هي أول
ما ينضج منها .. وهكذا . أما الإبكار التي نحن بصددها فتعني أول ما يبدأ
الإنسان بفعله حين يستيقظ من نومه صباحاً بعد قضائه ليله نائماً .
فالإبكار لا يمكن أن يعني وحده الصباح الباكر مجرداً عن حركة الإنسان ،
لأن لفظة ( الإبكار ) هي مصدر للفعل ( أبكر ) ومعناه أتى في الصباح
الباكر ، فحين نقول ( أبكر فلاناً ) فمعناها أتاه مبكّراً في الصباح . ولما
كانت الآيتان اللتان ذكرتا ( العشي والإبكار ) تأمر أولاهما
زكريا عليه السلام أن يسبح بالعشي والإبكار ، وتأمر الثانية محمداً
عليه السلام أن يسبح بالعشي والإبكار ، أي أن يسبحا في الليل وحين
يستيقظان من النوم صباحاً ليبدآ عملهما ، يتضح لنا أن لفظة ( الإبكار )
مرتبطة بعمل الإنسان . ولكن الآية الثالثة الخاصة بتسبيح الجبال استخدم
فيها تعبير ( بالعشي والإشراق ) ، لأن الجبال لا تنام ولا تستيقظ
بل يتعاقب عليها الليل والنهار وهي ثابتة مكانها ، وقد سخرها الله تعالى
لتسبح مع داود عليه السلام بالعشي والإشراق .

من هنا يتضح لنا الفرق بين معنى ( العشي والإبكار ) ومعنى
( العشي والإشراق ) ، فالأول للإنسان والثاني للجماد ،
وتتضح لنا الدقة القرآنية العظيمة في إصابة المعاني التي
يغفل عنها البشر

رد مع اقتباس