عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-20-2011, 12:16 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 77 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حديث عن المصطفى )


77 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حديث عن المصطفى )
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================

77 - خطبتى الجمعة بعنوان ( حديث عن المصطفى )
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله مستحق الحمد بلا انقطاع ، و مستوجب الشكر بأقصى ما يستطاع ،
الوهاب المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ،
أحمده سبحانه و تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، فلا خير إلا و هو مصدره ،
و لا فضل إلا منه أوله و آخره .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
جميل العوائد ، و جزيل الفوائد ، هو أكرم مسؤول و أعظم مأمول ،
سبحانه علام الغيوب و مفرّج الكروب ، و مجيب دعوة المضطر المكروب ،
و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ،
و حبيبه و خليله ، الوافي في عهده ، و الصادق في وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ،
المؤيّد بالمعجزات الظاهرة ، و البراهين الباهرة .
صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه و تابعيه ،
صلاة تشرق إشراق البدور ، و تتردد مع أنفاس الصدور ،
و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
أمّـــا بـــعـــد :
فإنَّ خيرَ ما تُفتَتح به الوصايا و تُختَتَم ، و يُستجلَب به الخير و يُستَتَمّ ،
الحثُّ على تقوى الإلهِ و خشيته في السرِّ و العلن ؛ فمن جعل التقوَى مرمَى بصرِه أفلح و نجَا ،
و فازَ بما أمَّل و رجا ، و صدَر عن بهجةٍ و انشراح روح ،
و نفسٍ راضية مرضية في رياضِ السّعادة تغدو و تَروح .
أيّها المؤمنون ، لسنا في نجوًى عن القول : إنّ أمّتَنا الإسلاميّة العتيدة
إنما شدَّت ركابها شطرَ المجد و العلياء و تسنَّمت قِمَم السؤدَدِ و الإباء
و ساقت الإنسانيّةَ إلى مرابِع الحضارة و المدنيّة ، و أفياءِ الأمن و الرّخاء و العدل ،
ساعةَ استعصَمَت بالوحيَين الشريفين ، و استمسَكت بالهديَين النيِّرين ،
و كانت مِلءَ سمعها و بصرها ، و مُفعَم روحِها و مُستَولَى مشاعرها ،
سنّةُ نبيّها الغرّاء و سيرتُه و شمائِله صلى الله عليه و سلم .
و يومَ أن انحرف بها المسار عن ذلك الهديِ المتلألئ ،
دخلت الأمّةُ في َبابِ التبعيّة و الذيليّة و الوهَن ، و صارت مع التنافُر و التناثر في قَرَنٍ ،
و الْتأمَتْ مع الأسَى و الهوان ، و أصبح الاستمساك بالكتاب و السنة عندها قائم
على دعاوًى منَ الحبِّ زائفة ، يكاد عند التمحيص و التدقيق ، لا يبارِح الألسنة و الشِّفاه ،
و ذلك من مكامنِ دائها ، فَدَاءُ الأمّة فيها ، و لو أنها اعتصَمَت بالكتاب و السنّة
ما استفحَل داؤها و لتحقَّق دواؤها .
إخوةَ الإيمان ، و لئن ازدَانَت الدنيا و ضَّاءةً خضراء منذ ما يربُو على
أربعةَ عشر قرنًا من الزّمان ببعثة سيِّد الأنبياء صلى الله عليه و سلم ،
و عطَّرت سيرته العبقةُ الأقطارَ بما تضمَّنته من حقائق المهابةِ و الجمال و الخشية ،
و مسدَّدِ الحِكمةِ في الأقوالِ و الفِعال ، فإنَّ تلكم السيرةَ المشرقة الجبين ، المتلألِئة المُحَيَّا ،
لا تزال تقف منادية و مناشدة : إليَّ إليَّ ، نهلاً و فهمًا ، و اقتِباسًا و إعتصاماً .
معاشر المحبين ، إنَّ الحديثَ عن الحبيب المصطَفى ، و الرسول المجتبى ،
و الخاتم المقتَفَى صلواتُ الله عليه و آلِه و سلّم لهو حديثٌ عَذبُ المذاق ،
مُجرٍ لدموع المآق ، بَلسَم لجفوة القلوب و لقَسوَتها تِرياق ، كيف لا و هو رسول الملِك العلام ،
و حامِل ألوية العدلِ و السّلام ، و مُخرج البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الانحطاطِ
و الوثنية و الظلام إلى أنوار التوحيدِ و الإيمان و الوئام ؟!
صلوات الله و سلامه عليه ما لاحت الأنوار ، و حنَّت إليه قلوب الأبرار ، نبيُّ المعجِزات ،
و آخذُنا عن النار بالحُجُزات ، أمَنّ النّاس على كلِّ مسلم و مسلمة ،
و أحقُّهم نَقلاً و عقلاً بالمحَبّة الصادقة و الطاعة التامة ، صاحِبُ المقامِ المحمود
و اللِّواء المعقود و الحَوض المورود .
صلوات ربي و سلامه عليه ، لا يتمّ دينُ المرءِ إلاّ بإجلاله و الانقيادِ له و حبِّه ،
و من استكبر و استنكف هدم دينَه و اتُّهِم في لُبِّه ،
يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه الشيخان :
( لا يؤمِن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه
و ولده و والدِه و الناس أجمعين ) .
تِلكم هي المحبّةُ الصادقة التي أفضَت إلى أصلِ الطّاعة و التسليم الذي دلَّ عليه
قول الحقّ تبارك و تعالى :
{ فَلاَوَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَوَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ النساء:65 ] .
أحبَّه مولاه و اجتبَاه ، و ميَّزه على سائر الخليقة و اصطفاه .
فكم حَبَاه ربُّه و فضّله و خصّه سبحانه و خوَّله ،
بأبي هو و أمي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام .
أظهرُ الخليقَة بِشرًا و أُنسًا ، و أطيبُهم نَفَسًا و نفْسًا ، و أجملُهم وصفًا ، و أظهرهم لُطفًا ،
لا يطوي عَن بَشَرٍ بِشْرَهُ ، و حاشاه أن يشافِهَ أحدًا بما يكره ، و البِشْرُ عنوان البشير ،
صلّى الله عليه ما همَى رُكام و ما هَتن غَمام ، كان ذا رأفةٍ عامّة و شفَقَة سابغة ،
أجملُ الناسِ ودًّا ، و أحسنُهم وفاءً و عهدًا ، تواضَعَ للناس و همُ الأتباع ،
و خفض جناحه لهم و هو المتبوع المطَاع ، كان شديدَ الخوف و العبادة ،
وافرَ الطاعة و القنوت ، يبذُل الرّغائب ، و يعين على الصروفِ و النوائب ،
ما سئِل عن شيء فقال : لا ، و ما أعرض عن مسلم و لا جفا .
فيا للهِ ، من ذا يستطيع أن يأتي بحديث منه ، يطفيء لوعة المحبين ، و يشفي غليل السامعين ،
بل من ذا يستطيع أن يتفرَّد بوصفِ نبيٍّ نُزِّه عن النقائص و المثالب
و كُرِّم ببديع الشمائل و الخصائص ؟! نبيٌّ تقيّ ، و رسول نقيٌّ ،
زكَّى الباري لسانه فقال سبحانه :
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى }
[النجم:3] ،
و زكَّى بصره فقال سبحانه :
{ مَا زَاغَ البَصَرُوَمَا طَغَى }
[النجم:17] ،
وزكَّى الكريم صدره فقال سبحانه :
{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }
[الشرح:1] ،
وزكَّى العليم فؤادَه فقال سبحانه :
{ مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى }
[النجم:11] ، [النجم:5] ،
و زكّاه كلَّه فجاءت الشهادة الكبرى التي شرُف بها الوجود و انزَوَت لها كلُّ الحدود ،
إذ يقول البَرّ الودود العلى الموجود سبحانه :
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[القلم:4] .
خُلُق عظيمٌ اشتُقَّ من عظمة هذه الرسالةِ العالمية الإنسانية ،
خُلُق ملؤه الرحمة و العدل ، و الفضيلة و القوّة ، و العزة و الرفق و الحكمة ،
و كان شعاره و دثاره صلى عليه و ربى و سلم و على صحبه و آله :
( إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق )

رد مع اقتباس