عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-13-2013, 12:09 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

أنت تجلس مع أهلك وزملائك وأقرانك وتتحدث معهم وتضحك وتأنس بهم
وهو يراكم تتحدثون وتضحكون ولكن لا يسمع شيئاً،،
أنت تسمع قارئ القرآن وتتلذذ بهذا السماع،، وهو لا يستطيع لأن الله خلقه
هكذا غير قادر على السماع،، أنت تسمع كل شيء
وهو لا يستطيع لأن الله خلقه هكذا،، ،ماذا لو كنت مكانه،،
كيف ستكون حياتك،، ؟!
وكذا حال المريض والمعاق ومن به عاهة فهو وإن كان متحدثاً سميعاً بصيراً
إلا أنه يتمنى أن يكون في مثل صحتك وعافيتك،، فإن كنت تراه وتحمد الله
أنك لم تكن مثله، فإنه يراك ويتمنى أن يكون مثلك، وإن كنت تدعو الله
ألا يبتليك مما ابتلاه فإنه يدعو الله أن يعافيه مما ابتلاه.
وثق تماماً أن كل أعمى أو أبكماً أو أصماً أو مريضاً أو معاقاً أو غيرهم
مما فيه عاهة يراك ويغبطك على هذه النعم التي أعطاك الله إياها هبة وفضلاً
وكرماً ويتمنى أن يكون مثلك في الصحة والعافية وأن أعضاءه سليمة،،
( أسأل الله أن يشفي كل مريض ومبتلى
وأن يقر أعينهم بالشفاء والصحة والعافية ).
أحبتي الفضلاء:
بعد هذا العرض البسيط أتساءل:
كيف يتجرأ العبد المسكين الفقير أن يعصي الله بنعمته،، !!
كيف يتجرأ الإنسان الضعيف أن يعصي من وهبه النعم بنعمه وهو يعلم
أن الله يراه ومطلع عليه،، !!
ما هذه الجرأة؟!!
ألا يستحي العبد بعد أن أكرمه الله بنعم عظيمة جليلة لا تقدر بثمن
وأزاح عنه هم فقد النعم، وأزاح عنه عواقب فقد النعم أن يعصي الله بنعمه.
ألا يخشى العبد العاصي أن يسلب الله منه هذه النعم بعد أن أكرمه بها،
فالله بكرمه أزاح عنك هذا الهم بهذه النعم واصطفاك وفضلك على كثير
ممن خلق تفضيلاً، فالذي وهبك ومنّ عليك بهذه النعم العظيمة قادر بقدرته
وحكمته وعدله على سلبها منك.
فإن كنت مسلماً سميعاً بصيراً وقادر على الكلام وفي صحة جيدة فقد فضلك
الله وميزك على كثير من خلقه، ويتمنى الكثير لو كانوا مثلك، وإن كنت زيادة
على ذلك لديك المسكن والمأكل والمشرب والمركب وتعيش في أمن وأمان
فأنت والله ملك من ملوك هذه الدنيا بل قد حيزت لك الدنيا بحذافيرها،
فقد قال المصطفى -عليه السلام :
( من أصبح آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه،
فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ).
ولذا يا محب إذا رأيت رجلاً غنياً أو صاحب جاه أو منصب أو رجلاً فيه
من الصفات ما ليس فيك فاعمل بوصية رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
حين قال :
( انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم
فإنه أحرى ألا تزدروا نعمة ربكم...).
ووالله لو تأملت في حالك وفي صحتك وعافيتك وتأملت نعم الله عليك لهانت
عليك مصائب الدنيا ومشاكلها سواء كانت مشكلة مالية أو نفسية أو أسرية
أو غيرها، فبمجرد النظر والتأمل إلى هذه النعم التي أسبغها الله عليك
ورؤية من ابتلاه الله بفقدها تهون عليك والله كل المصائب.
فاحمد الله واشكره شكراً كثيراً على نعمه وفضله وإحسانه،
وأعظم نعمة تستحق الحمد والشكر والتي حرمها كثير من الناس هي نعمة
الإسلام والعقيدة الصافية السليمة فقد قال الله في الحديث القدسي
( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم )
فالله اصطفاك على العالمين وجعلك مسلماً موحداً، فاحمد الله واشكره
على نعمه وآلائه ليزيدك من واسع كرمه وفضله، ثم اشكره شكراً كثيراً قولاً
وفعلاً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ليزيدك سبحانه من فضله ونعمائه،
فالشكور سبحانه يحب الشاكرين ووعد من يحمده ويشكره بالزيادة،
فقد قال الله سبحانه :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }
و ندعو الله ونسأله أن يجعلنا من عباده الأقلين الشاكرين.
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى،،
اللهم ارزقنا شكر نعمتك، ونعوذ بك اللهم من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك
ومن فجاءة نقمتك ومن جميع سخطك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس