عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-13-2011, 12:50 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله الذي أسبغ علينا نِعمًا عِدادًا ، و بعث فينا سراجًا وقَّادًا ،

و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توعَّد الأفّاكين لظى مِهادًا ،

و أشهد أنَّ نبيَّنا و سيّدنا محمّدًا عبد الله و رسوله

أعظم البريّة قدرًا و شرفًا ، و أرأفهم فؤادًا ،

صلى الله و سلّم و بارك عليه ،

وعلى آله وصحبه الذين عزّروه و وقّروه

و أمضوا في محبّته أرواحًا و أجسادًا ،

و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أمـــا بعـــد :

فيا أيها الإخوة : فمن الآيات الباهرات ما رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال :

كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه و أنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ،

و أن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقالوا :

إنه كان لنا جمل نسقي عليه ، و أنه استصعب علينا و منعنا ظهره ،

و قد عطش الزرع و النخل ،

فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم لأصحابه :

(( قوموا ))

فقاموا فدخل الحائط و الجمل في ناحيته ،

فمشى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم نحوه فقالت الأنصار :

يارسول الله إنه قد صار مثل الكَلب الكَلِب ( إي الكلب المفترس )

و إنا نخاف عليك صولته ،

فقال :

(( ليس عليّ منه بأس )) ،

فلمّا نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه ،

فأخذ رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بناصيته أذلّ ما كانت قط ،

حتى أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ،

و نحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك فقال :

(( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ،

و لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

من عظم حقه عليها ،

و الذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة

تتفجر بالقيح و الصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه ))

[ حديث صحيح : أخرجه أحمد ( 3/159 ) ،

و قال ابن كثير ( 6/149 ) : إسناده جيد ] .

و استمعوا يرعاكم الله إلى هذه القصة التي رواها الإمام أحمد في مسنده ،

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

بينما راع يرعى بالحرّة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه ،

فجاء الراعي يسعى فانتزعها منه ،

فقال الذئب للراعي : ألا تتقي الله تحول بيني و بين رزق ساقه الله إلي ؟!

قال الراعي : العجب لذئب يتكلم ، و الذئب مقعٍ على ذنبِه يكلّمني بكلام الإنس ،

فقال الذئب للراعي : ألا أحدثك بأعجب من هذا ؟!

هذا رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم بين الحرتين

يحدّث الناس بأنباء ما قد سبق ، فساق الراعي شياهه إلى المدينة ،

فزواها في زاوية من زواياها ، ثم دخل على

رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال له ما قـاله الذئب ،

فخرج رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال للراعي :

(( فأخبر الناس ما قاله الذئب )) ،

فقال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :

(( صدق الراعي ، ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع الإنس ،

و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ،

يكلّم الرجلَ نعلُه و عذبةُ سوطه و يخبره فخذه بحدث أهله بعده )) .

أيها الإخوة المؤمنون ، هذا هو نبيكم عليه الصلاة و السلام

الذي خصه الله عن بقية إخوانه من الأنبياء و المرسلين و الناس أجمعين

بخصائص في الدنيا و الآخرة لم تكن لغيره ؛

كرامة و تشريفًا لهذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم .

أظهر الله على يديه من المعجزات ما يبهر العقول ، ففلق له القمر فلقتين ،

و تكلمت الحيوانات بحضرته ، و سبح الطعام بين يديه ، و سلم عليه الحجر و الشجر ،

و تكاثر له الطعام و الشراب كرامة من عند الله ، و أخبر بالمغيبات ،

فما زالت تتحقق في حياته و بعد وفاته .

خصه الله يوم القيامة فأعطاه الله الوسيلة و الفضيلة و المقام المحمود ،

و هو مقام الشفاعة العظمى للخلائق عند ربهم حتى يفصل فيهم ،

و يشفع لأمته حتى يبلغوا ثلثي أهل الجنة .

أكرم الله أمته كرامة له ، فكانت خير أمة أخرجت للناس ، و أحل الله لها الغنائم ،

و وضع عنها الآصار و الأغلال التي كانت على من قبلهم ،

و تجاوز عنهم الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ،

و حفظ هذه الأمة من الهلاك و الاستئصال ، و جعلها أمة لا تجتمع على ضلالة ،

و أعطاهم الله الأجر العظيم على العمل القليل ،

و يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء ، و يسبقون الأمم إلى الجنة .


معاشر المسلمين : حري بنا و نحن نستعرض

سيرته صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و معجزاته ،

أن نوفيه شيئاً من حقه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم علينا ،

بأن نكثر من الصلاة و السلام عليه و على آله و ذريته ،

و أن يخالط حبه شغاف قلوبنا حتى يكون أحب إلينا

من مالنا و ولدنا و والدنا و الناس أجمعين ،

و أن نسأل الله له الوسيلة و الفضيلة كما أمر بذلك

بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ،

و جماع ذلك كله في طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر .

اللهم إنا نشهدك على محبته ، و محبة صحابته ، و آل بيته و ذريته ،

اللهم فاحشرنا مع من أحببنا ، و اجمعنا بمن احببنا ،

اللهم ارزقنا شفاعة نبيك و حبيبك محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ،

اللهم اكرمنا بالسلام عليه ، و الجلوس بين يديه ، و تقبيل يديه ،

و اسقنا من حوضه الشريف و من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم

بالمؤمنين رؤوف رحيم *

فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت

وهو رب العرش العظيم }


هذا ، و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة و أزكى البشرية محمّد بن عبد الله ،

فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه ، و ثنّى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسه ،

و أيّه بكم أيّها المؤمنون ،

فقال عز و جل خير و أصدق قائل سبحانه :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

[ الأحزاب : 56 ] .

اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،

و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،

و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،

و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،

و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...

ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت

رد مع اقتباس