عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-01-2010, 12:46 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 22 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الثبات على الطاعة

22 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان / الثبات على الطاعة
و التى القاها فى الجمعة الأولى من شوال
لفضيلة العضو الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ===================================
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إن الحمد لله ، نحمده تعالى و نستعينه و نستغفره و نستهديه ،


و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،


من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ،


و أشهد ان لا إلهَ الا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد ان سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،


أمام المتقين و قائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم ،


صلى الله و سلم و بارك عليه وعلى آله و أصحابه و التابعين


و من تبعهم باحسان إلى يوم الدين.



أما بعـــــــــد :


فاتقوا الله معاشر المسلمين ، وراقبوه في السر و العلن ،


و أعبدوه كأنكم ترونه ، فإن لم تكونوا ترونه فإنه يراكم ،


(( وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِى يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ *


وَتَقَلُّبَكَ فِى ٱلسَّـٰجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ))


[ الشعراء:217-220 ] .



عباد الله ، إن في كرِّ الأيام و الليالي لعبرةً ، و الأيام تمر مرَّ السحاب ،


عشيةٌ تمضي ، و تأتي بكرة ، و حساب يأتي على مثقال الذرة ،


و الناس برُمَّتهم منذ خُلقوا لم يزالوا مسافرين ،


و ليس لهم حطٌّ عن رحالهم إلا في الجنة أو في السعير ،


ألا و إن سرعة حركة الليل و النهار لتؤكِّد تقارب الزمان الذي هو من أشراط الساعة


كما صحَّ بذلكم الخبر عن الصادق المصدوق صلوات الله و سلامه عليه .


و هذا كله – عباد الله – يُعدُّ فرصةً عظمى لإيقاظ ذوي الفطن و أصحاب الحجى ، لفعل الخير ،


و التوبة النصوح ، و إسداء المعروف ، و ترك ما يشين ،


(( وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ


أَوْ أَرَادَ شُكُوراً ))


[ الفرقان:62 ] .


لقد ظل المسلمون جميعاً شهراً كاملاً ينالون من نفحات ربهم ،


و يورون الله من أنفسهم متقلِّبين في ذلك بين دعاء و صلاة و ذكر و صدقة و تلاوةٍ للقرآن ،


ولكن سرعان ما انقضت الأيام ، و تلاشت الذكريات ،


و كأنها أوراق الخريف عصفت بها الريح على أمر قد قدر ، و إلى الله المصير .


أيها المسلمون ،


إن من يقارن أحوال الناس في رمضان و بعد رمضان ليأخذ العجبُ من لبِّه كلَّ مأخذ ،


حينما يرى مظاهر الكسل و الفتور و التراجع عن الطاعة في صورة واضحة للعيان ،


و كأنَّ لسان حالهم يحكي أن العبادة و التوبة و سائر الطاعات لا تكون إلا في رمضان ،


و ما علموا أن الله سبحانه هو رب الشهور كلها ، و ما شهر رمضان بالنسبة لغيره


من الشهور إلا محط تزود و ترويض على الطاعة و المثابرة عليها ،


إلى حين بلوغ رمضان الآخر ، و لا غرْو في ذلك عباد الله ،


فالله جل وعلا أتبع فرض الصيام على عباده بقوله :


(( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))


[ البقرة:21 ] .


و من هنا – عباد الله – كان لزاماً علينا أن ننظر إلى حقائق العبادات و آثارها ،


لا إلى صورها و رسومها ، إذ كم من مجهد نفسه كان حظه من صيامه الجوعَ و العطش ،


و كم من مواصل للعبادة فيه فكان حظه فيه التعب و السهر ،


و آكد ما يدل على ذلك حينما يُسائل الناس أنفسَهم : كم مرة قرؤوا القرآن في رمضان ؟


و كم سمعوا فيه من حِكَم و مواعظ وعبر ؟


ألم يسمعوا كيف فعل ربهم بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ؟ !


ألم يقرؤوا صيحة عاد ، و صاعقة ثمود ، و خسف قوم لوط ؟


ألم يقرؤوا الحاقة و الزلزلة و القارعة و إذا الشمس كورت ؟ !


فسبحان الله ، ما هذا الذي ران على القلوب ؟ !


(( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ


وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً ))


[ النساء:82 ] .


أفقُدَّت قلوبنا بعد ذلك من حَجَر ؟ ! أمْ خُلقت من صخر صلب ؟ !


أين القلب الذي يخشع و العين التي تدمع ؟ فلله كم صار بعضها للغفلة مرتعاً .


أيها المؤمنون : إن لرمضان ميزة و خصوصية في العبادة ليست في غيره من الشهور ،


بيْد أنه ليس هو محل الطاعة فحسب ، ولذلك كان النبي صلِّ الله عليه و سلم


جواداً في كل حياته غير أنه يزداد جوده إذا حلَّ رمضان ،


ناهيكم عن أن الرجوع و النكوص عن العمل الصالح هو مما استعاذ منه


النبي صلِّ الله عليه و سلم بقوله فيما صح عنه :


(( وأعوذ بك من الحور بعد الكور ))


و الله جل و علا يقول :


(( وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـٰثًا ))


[ النحل:92 ] .


و يؤكد ذلك ما قاله صلِّ الله عليه و سلم في دعائه المشهور :


(( واجعل الحياة زيادة لي في كل خير )) ،


إذ لم يُقصر الخير على شهر رمضان فحسب ،


بل إن هذا كله إنما هو استجابة لأمر ربه جل و علا بقوله :


(( وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ ))


[ الحجر:99 ] ،


فلا منتهى للعبادة و التقرب إلى الله إلا بالموت .


إن مما لا شك فيه أن هناك ضعفاً في البشر لا يملكون أن يتخلصوا منه ،


و ليس مطلوبٌ منهم أن يتجاوزوا حدود بشريتهم ،


غير أن المطلوب أن يستمسكوا بالعروة الوثقى التي تشدهم إلى الله في كل حين ،


و تجعل من التدين في جميع جوانب الحياة عندهم ثقافةً و أسرة


و إعلاماً من الثوابت التي لا تتغير، و لا تخدَع بها النفس في موسمٍ ما دون غيره ،


كما أنها تمنعهم في الوقت نفسه – بإذن الله – من التساقط و التهالك،


و تحرسهم من الفترة بعد الشرَّة ، فرسول الله صلِّ الله عليه و سلم يقول:


(( يا أيها الناس ، خذوا من الأعمال ما تطيقون ،


فإن الله لا يمل حتى تملوا ، و إن أحب الأعمال إلى الله ما دام و إن قل ))


[رواه البخاري و مسلم] .


و لأجل هذا أيها المسلمون ،


فإن هناك عبادات هي من الثوابت التي لا تتغير بعد رمضان ، كالصلاة و الزكاة و الصدقة ،


و كذا الدعاء لنفسك و لمن أوصاك به و لإخوانك في الملة و الدين


من المستضعفين والمجاهدين،


ناهيكم عن التوبة المطلوبة في كل حين و آن ، و التي أمرنا الله بها في قوله :


(( وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))


[ النور:31 ] ،


و كان يتأولها النبي صلِّ الله عليه و سلم بقوله :


(( إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم مائة مرة ))



إذا عرفت – أيها المرء – هذه الأمور كلها ، فما عليك إلا أن تلتزم ،


و لقد أحسن من انتهى إلى ما سمع أو علم ،


و لقد ذقت طعم العبادة في رمضان و لذة القرب من الله ،


فلا تعكرن هذا الصفو بالكدر، و الهناء بالشقاء ، و القرب بالبعد .


إن البقاء على الطاعة في كل حين أو التهاون عنها كرات و مرات


ليعودان في المرء – بإذن الله – إلى القلب ، و هو أكثر الجوارح تقلباً في الأحوال ،


حتى قال فيه المصطفى صلِّ الله عليه و سلم :


(( إنما سُمِّي القلب من تقلبه ،


إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً على بطن ))


[رواه أحمد] ،


و لأجل هذا كان من دعائه صلِّ الله عليه و سلم :


(( يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك ))


[رواه الإمام أحمد]


و بعدُ يرعاكم الله ، فإن من حق نفسك عليك – أيها المسلم – أن تفرح بعيدها ،


فالله جل و علا جعل الفرح و الروح في الرضا و اليقين ،


و جعل الغم و الحزن في السخط و الشك، و ساخط العيش


– عباد الله – هو في الحقيقة كثير الطيش ، و كأن الدنيا في عينه سمُّ الخياط ،


حتى يكون حرضاً أو يكون من الهالكين . و العيد – عباد الله – مسرح للاستئناس البريء ،


البعيد عن الصخب و العطب ، و متى تجاوز الناس حدود الله في أعيادهم من لهوٍ محرم ،


و إيذاء للآخرين بالضجيج و الأهازيج فما قدروا الله حق قدره ، و ما شكروه على آلائه،


و لقد رأى علي رضي الله تعالى عنه قوماً يعبثون في يوم العيدٍ بما لا يُرضي الله فقال :


( إن كان هؤلاء تُقُبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين ،


و إن كانوا لم يُتقبل منهم صيامُهم فما هذا فعل الخائفين ) ،


فعلى المسلم إذاً أن لا يكون فرحاً إلى درجة الإسراف ،


لأن الله لا يحب الفرحين من أمثال هؤلاء ، إذ بمثل هذا الفرح يتولد الأشر و البطر ،


و يدل لذلك قوله تعالى :


(( مِن شَرّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ ))


[ الناس:4 ] .


فقد قال بعض المفسرين :


إن الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح ،


فإذا ذكر الله خنس.


ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين ،


و اللهَ اللهَ في الانضباط حال الفرح و السرور و الابتهاج ،


فالمؤمن الصادق لا يفرح إلا فرح الأقوياء الأتقياء ، و هو في الوقت نفسه لا يبغي و لا يزيغ ،


و لا ينحرف عن الصواب ، و لا يفعل فعل أصحاب النار الذين قال الله فيهم :


(( ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى ٱلأرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ ))


[ غافر : 75 ] ،




بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،

قد قلت ما قلت ، إن صواباً فمن الله ، و إن خطأً فمن نفسي و الشيطان ،
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائِر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الحمد لله وحده ، و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً


عبده و رسوله صلى الله وسلم و بارك عليه وعلى آله وأصحابه


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أما بعـــــــــد :


فاتقوا الله أيها المسلمون ، و أعلموا أن الشارع الحكيم قد سنّ لكم صيام الست من شوال ،


و جعل ذلك من متابعة الإحسان بالإحسان ، فقد قال النبي صلِّ الله عليه و سلم :


(( من صام رمضان و أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر كله ))


[ رواه مسلم ] .


و الأفضل في صيام هذه الست أن تكون على الفور بعد يوم العيد ،


و أن تكون متتالية، و من فرق بينها فلا بأس ، و من أخرها إلى وسط الشهر أو آخره فلا بأس ،


و هي ليست واجبة ، ولا صحَّة لما يظنه بعض العوام من أن من صامها سنة


وجبت عليه في السنين الأخرى، بل هي سُنة ، من فعلها أثيب عليها ،


و من تركها فلا شيء عليه ، و من كان مواظباً عليها في كل عام ثم مرض أو سافر


في عام آخر فإنها تكتب له ، و إن لم يصمها ،


لقول النبي صلِّ الله عليه و سلم في الحديث الصحيح :


(( إذا مرض الإنسان أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ))


كما أنه لا يجوز تقديم صيام الست على أيام القضاء من رمضان ؛


لأن من شروط حصول أجر الست من شوال أن يكون المرء قد صام رمضان بأكمله ،


و بذلك يكون المرء كأنما صام عاماً بأكمله .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذا و صلوا و سلموا على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا عبد الله و رسوله
محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم
صاحبِ الحوض و الشّفاعة ،
و صاحب الوجه الأنور و الجبين الأزهر ، و الخلق الأكمل ،
كما أمركم بذلك ربنا و مولانا بأمراً بدأ فيه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم أمرنا بـه
فقد قال الله تعالى و هو الصادق فى قيله و جل من قائل سبحانه
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }


[ الأحزاب : 56 ]



و قال صلى الله عليه و سلم :



(( من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا )) .

اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك سيدنا محمد

و على آله الطيبين الطاهرين
و أرض اللهم عن أصحابه الكرام الغر المحجلين
أبو بكر و عمر و عثمان و على
و على العشرة المبشرين
و على سائر الصحابة و التابعين و من سار على نهجهم إلى يوم الدين
اللهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين...

ثم باقى الدعاء
اللهم أستجب لنا إنك أنت السميع العليم و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم
اللهم أميـــــن
أنتهت
كما و نرفقها لكم فى ملف أعلاه لمن أراد الإحتفاظ بها

اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



و أوصيكم بزيارته بأستمرار فبه الكثير من خير الله


و به تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة


تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين



رد مع اقتباس