عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2011, 09:00 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 64 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حرية الكلمة )



64 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حرية الكلمة )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================









نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

64 - خطبتى الجمعة بعنوان ( حرية الكلمة )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، و قدر فهدى ،

أحصى على العباد أقوالهم و أفعالهم في كتابٍ لا يضل ربي و لا ينسى .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلَّت عظمته ، و عمت قدرته ،


و تمت كلمته صدقًا و عدلاً :


{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى }


[ طه : 7 ] .


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه بالحق و الهدى ،


فما ضل و ما غوى ، و ما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله دوحة البيت الطاهرة ،


و على صحابته عصبة الحق الظاهرة ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان العالمين في الأولى و الآخرة و سلم تسليمًا كثيرًا .


أمـــا بعـــد :


فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،


و اسلكوا طريق العارفين ، و امتطوا مراكب المتّقين ، كونوا على وجل من هجوم الأجل ،


و لا تُطغِكم الدنيا ، و لا يلكم الأمل . استعدّوا ـ وفقكم الله ـ بتقوى الله و صالح العمل ،


ما أثقلَ رقادَ الغافلين ، و ما أغلظ قلوبَ المستكبرين ، الأيام تمرّ مرّ السحاب ،


و الأعمار آخذة في الذهاب ، و الأعمال محفوظة في كتاب ، و الموعد يوم الحساب ،


فاحذروا ـ رحمني الله و إياكم ـ حسرة النادمين و صفقةَ الخاسرين ،


{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ


وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ }


[ الزمر : 56 ] .


أيّها المسلمون ،


أخصّ خصائصِ الإنسان أنّه وحدَه المخلوق الناطق ، الإنسان ينفرِد بالنطق ،


و يتميّز بصوتِ الكلمة ، و الكلمة هي لَبوس المعنى و قالَبُه ،


و الإنسان هو المخلوق الفريد القادِر على التعبير عمّا بداخله من عواطفَ


و انفعالاتٍ و أشجان و مقاصدَ و رغبات و إرادات ، يعبِّر عنها بالقولِ و بالكتابة ،


باللّسان و بالقلم و بالمشاعر ،


{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }


[ البلد : 8-10 ] ،


بل الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يطلِق الحرّيّاتِ و يكبِتها بعدلٍ و بظلم ،


( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! ) .


و الرابط بين الإنسان و الإنسانِ هو الحوار و تبادلُ الكلام ،


و من تكلَّم وحدَه أو خاطب نفسَه عُدّ من الحمقى و ناقصِي العقول ،


إن لم يكن من المجانين و فاقدِي الأهليّة .


و المرء حين يتكلَّم لا يكلِّم نفسه، و لا يتكلَّم من أجلِ نفسه،


و لكنه يتكلَّم ليسمِعَ الآخرين و يسمَع منه الآخرون ، يتكلّم ثم ينصِت ،


أو يتكلّم بعد أن ينصت . إنَّ الناس تتبادَل الكلام فيما بينها للبناءِ و التفاهم ،


و ليس للمواجهة و التصادُم .


من أجلِ هذا كلِّه ـ أيها المسلمون ـ فإنَّ الكلمة هي


عنوان العقلِ و ترجمَان النفس و برهان الفؤادِ ، فالكلمةُ لها مكانتُها ،


بل لها أثرُها و خطرُها . و من أجلِ هذا فيجب أن تكونَ لها حرّيّتُها ،


كما يجِب أن تضبط حرّيّتها ؛ فالحرية مسؤوليةٌ .


عبادَ الله ، ليس من المبالغة إذا قيل : إنَّ الحياة البشرية بناؤها على الكلمةِ ،


{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا }


[ البقرة : 31 ] ،


بسم الله الرحمن الرحيم ،


{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }


[ الرحمن : 1- 4 ] ،


و آدمُ تلقى من ربِّه كلمات فتاب عليه ، و ابتَلى إبراهيمَ ربّه بكلمات فأتمهنّ ،


{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }


[ النساء : 164 ] ،


و عيسى عليه السلام رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روحٌ منه ،


ومحمّد صلى الله و سلم و بارك عليه أوتي جوامعَ الكَلِم و اختُصِر له الكلام اختصارًا ،


و ما نطَق عن الهوى ،


{ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }


[ النجم : 4 ] .


بل إنَّ دين الإسلام الذي جاء به محمّدٌ صلى الله عليه و سلم قام على الكلمةِ و أسِّس عليها ،


بسم الله الرحمن الرحيم ،


{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *


اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }


[ العلق :1 -5 ] ،


بسم الله الرحمن الرحيم ،


{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }


[ القلم : 1 ] .


الإسلام استَقبَلَ الكلِمةَ من السماء بأمانة ،


و أرسَلها إلى الناس بالحقّ . الرسالة و الدعوةُ و التبليغ كلُّ ذلك بالكلِمة ،


{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }


[ النجم : 2-4 ] .


و السِّفر العظيم الذي تنزَّل على قلبِ محمد صلى الله عليه و سلم


هو كلام الله عز وجل و كتابُه ، و هو القرآن الكريم ، كتابٌ عزيز ،


{ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }


[ فصلت : 42 ] .


رد مع اقتباس