عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-27-2011, 12:12 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

و قول الرّسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة :


(( إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون الآخر


حتى تختلطوا بالنّاس من أجل أن يحزِنَه))


رواه مسلم ،


و كقول النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في أنواع الرؤيا المناميّة :


(( و رؤيا تحزين من الشيطان ))


رواه البخاري و مسلم .


أيّها المسلمون ، إنَّ الفهمَ الإسلاميَّ الصحيح في التعاملِ مع الأحزان فهمٌ فريد من نوعِه ،


و إنما اختصَّت به أمّةُ الإسلام دونَ غيرها لأنّ مفهوم غيرِ المسلمين في التعامل


معها يُعَدّ ضيِّقَ النطاق تافِهَ الغاية ضعيفَ العِلاج ؛ إذ ينحصر التعاملُ مع الأحزان


عندهم في العويلِ و اللّطم و الإنتحار و المصحَّات و العقاقير المهدِّئَة


و تعاطي المسكِراتِ و المخدِّرات و الغناء و المعازِف ليس إلاَّ ،


و أمّا الفهمُ الإسلاميّ فقد تجاوز مثلَ ذلكم التعامل بمراحل ،


فصار الفهمُ الشرعيّ للحزن خمسة أضرُب :


أوّلها :


الحزنُ المكروه كراهةَ تنزيه ، و هو الذي يكون على فواتِ أمرٍ من أمور الدنيا ،


و مثلُ هذا الضرب ينبغي للمرء أن يتغلَّب عليه لقوله تعالى :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ الحديد : 22، 23 ] .


و الضّرب الثاني :


الحزن الواجبُ ، و هو الذي يعدُّ شرطًا من شروط التوبةِ النصوح ،


و المتمثِّل في الندم على فعل المعصية ، و النّدم حُزنٌ في القلب يكون بسبَبِ


ما اقترفته اليدان من المعاصي و الذنوب .


و الضرب الثالث :


الحزن المستحبّ ، و هو الذي يكون بسبَب فوات الطاعة و ضياعِها على المرء ،


كما في قوله تعالى عن موقفِ الفقراء الذين لم يحمِلهم النبيّ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في غزوة تبوك :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ التوبة : 92 ، 93 ] .


فهم هنا مدِحوا على ما دلَّ عليه الحزن من قوّةِ إيمانهم ، حيث تخلّفوا عن


رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لعجزِهم عن النفقةِ ، بخلاف المنافقين الذين لم يحزَنوا على تخلّفهم ،


بل غَبطوا نفوسَهم به .


و الضرب الرابع عباد الله :


هو الحزن المباح ، و هو الذي يكون بسبَب نازِلة و مصيبةٍ أحلَّت بالمحزون


كفقدِ ولدٍ أو صديق أو زوجةٍ أو غيرها ، كما قال تعالى عن يعقوب عليه السلام


في فَقدِ ابنه يوسف عليه السلام :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ يوسف : 84 ] ،


و كما فعل النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة حينما مات ولده إبراهيم فقال :


(( إن العينَ لتدمع ، و إنّ القلب ليحزن ، و لا نقول إلا ما يرضِي الربَّ ، و إنّا على فراقك ـ يا إبراهيم ـ لمحزونون ))


رواه البخاري و مسلم .


و الضرب الخامس من ضروب الحزن :


هو الحزنُ المذموم المحرَّم ، و هو الذي يكون على تخاذلِ المتخاذلين


و المعرضين عن الحقّ و عن شِرعة الله تعالى لقوله تعالى :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ المائدة : 41 ] ،


و قوله :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ الكهف : 6 ] ،


و قوله :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ النمل : 70 ] ،


و قوله :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ فاطر : 90 ] .



ويستثنى من ذلكم ـ عباد الله ـ إذا كان الحزنُ لما أصابَ أمثالَ هؤلاء سببُه الإعتبارُ


و الإدّكار و إستحضار عظمَة الله سبحانه و قدرَته على الإنتقام من المعاندِين الضّالين ،


كما في قصّة أبي الدرداء رضي الله عنه حينما بكى و حزن


و قد رأى دولةَ الأكاسرة تهوي تحتَ أقدام المسلمين ، و قد قال له رجل :


يا أبا الدرداء ، تبكي في يومٍ أعزّ الله الإسلامَ و أهله ؟!


فقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه :


( ويحك يا هذا ، ما أهونَ الخلق على الله إذا أضاعوا أمرَه ،


بينما هي أمة قاهرة ظاهرةٌ ترَكوا أمرَ الله فصاروا إلى ما ترى ) .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ يونس : 62 ، 64 ] .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم ،


نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ، و بهدي محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، و أقول قولي هذا ،


و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب و خطيئة ،


فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

رد مع اقتباس