عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-04-2013, 03:26 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وبما أن دمشق كانت مضيفة القمة فقد اعتمد مقترحها قراراً .
تابعت فكرة تخصيص يوم للغة العربية من خلال محاضرة
في اتحاد الكتاب العرب يوم 26/3/2008.
ثم في ندوة عقدتها دار الفكر – وهي دار النشر العريقة في دمشق –
أيام 20-24 /4/2008 فكان صدى . نشرت الدارُ المحاضرةَ
كراساً أخضر أنيقاً سهل التوزيع صدر في تموز /2008/ .
أَقْنَعَتْ خمسون نسخة منه أهديتها إلى لجنة التمكين للغة العربية،
أقنعت الصديق رئيس اللجنة باعتماد الفكرة .
إلا أن حماسة اللجنة لم تبلغ بها مستوى مخاطبة القمة .
خاطبت الألكسو التي بدأ انشغالها بالموضوع أواخر عام /2008/ .
هكذا انعقدت الكلمة جنيناً صارع حتى ولد في تشرين أول عام /2009/ .
لم يكن المولود جملاً ولكنه لم يكن فأراً .
كان نعجة في أمة نعاج – حسب تعبير اشتهر عام /2012/ .
ارتؤي أن يكون الألكسو،ولمن يحترم قراراتها من حكومات الدول الأعضاء،
يوم اللغة العربية : هو الأول من آذار من كل عام .
سررت بالنتيجة وتفاعلت معها، رغم أنها لم تكن كما طالبت .
استباقاً ليوم لغتنا الأول , في1/3/2010, أطلقت في شباط,
شعاراً لليوم عنوانه : كل عربي مدقق لغوي .
ذوى دون أن يضع بصمة على يوم اللغة المحتفى به .
ويطيب لي الآن أن أعدل صياغته
لكي لا يمس مشاعر أحد من مكونات عروبتنا التعددية .
أكتبه مجدداً شعاراً ليوم لغتنا العربية القادم إلينا قريباً :
كل محب للعربية مدقق لغوي .
ثم في أوائل عام /2012/
أحببت إطلاع القارئ على مسار فكرة أصبحت يوم اللغة العربية .
نشرت كراساً احمر متواضع الحجم طويل العنوان :
يوم اللغة العربية في أول آذار من كل عام-
مذكرات شخصية عن معالم من الجذور والولادة .
( دمشق، دار حوران، 2012 ) .
جعلت إهداء الكراسإلى القادة العرب المجتمعين في قمتهم الدورية في العراق .
ناشدتهم اعتماد يوم بدء التنزيل .
حظي الكراس باستقبال ممتاز في الصحافة السورية،
لكنني لست واثقاً من وصوله إلى القمة .
ثم في مؤتمر المجلس الدولي للغة العربية ( ببيروت )
تابعت الدعوة عبر محاضرة أثارت حماسة عارمة .
إلا أنها افتقدت إنشاء آلية متابعة .
واستمرت الجهود طيلة عام /2012/ منسجمة مع الظروف المتاحة.
حتى إذا كان يوم الأمم المتحدة للغة العربية في 18/12/2012
ألقيت كلمة نشرتها جريدة البعث ( 19/12/2012 ) .
كانت لي إثرها مع الصديق رئيس لجنة التمكين وبمبادرة منه،
مناقشة بشأن ما يمكن القيام به ضمن واقع أليم هو تغييب سوريا
عن جامعة الدول العربية وعن منظمة التعاون الإسلامي.
خامساً : خريطة المؤيدين والمعارضين :
توقعت في 15/3/2006 أن تشق الفكرة التي أطلقتها علناً
طريقها إلى مؤتمر القمة العربية أواخر آذار /2006/ . لم يحصل .
لم تعالج أية قمة عربية هذا الموضوع .
أما المؤيدون من غير أهل القمة , فكثر :
كان الموقف من الفكرة إيجابياً في كل مرة عُرِضَتْ فيها .
وقد قام موقع الكتروني لدار المعرفة الدمشقية العريقة
بصياغة سؤال استفتاء عليها فكانت النتيجة تأييداً ساحقاً .
ثم إن الفكرة أصبحت قراراً عربيا شاملا في زمن الفرقة
هذا بفضل لجنة التمكين للغة العربية ولم أعثر، بعد، على معارضين للفكرة .
إلا أن بالإمكان تخيل وجود معارضين كما يلي :
قد يكون ثمة معارضون من المؤمنين
بالعقل المبتعد عن الديانات على اختلافها .
قد يرى هؤلاء أن ربط اللغة العربية بالدين الإسلامي،
أو ربط أية لغة بأية ديانة، أمر يقوض من المذهب العقلي،
وأهم مشتقاته العلمانية .
وقد يوغل بعضهم فيرى أن تبني فكرة اعتبار بدء التنزيل يوماً للعربية
إنما يغذي ما يدعى بالأصوليات المؤدية إلى التطرف .
ومن المعارضين المحتملين عرب من المسلمين وغير المسلمين
يرون أن القومية العربية – وأساسها اللغة - لا ينبغي أن تبدو
وكأنها نتاج إسلامي، أو كأن الصبغة الإسلامية طاغية عليها .
ومن المعارضين المحتملين فئات من المسلمين غير العرب
الذين قد يرون في الفكرة إلحاحاً يمارسه عليهم العرب لكي يتعربوا،
واستقواء للغة العربية بالإسلام
استقواء ينال من قدرة لغاتهم على المنافسة
أو التعايش الجاد المتساوي مع المتساوين معهم في المواطنية .
هذه قائمة اعتراضات جادة. وقد تساهم فكرة الأيام الرديفة –
كما سيلي – في تقديم بعض الحلول المقبولة أو الصالحة للمناقشة .
سادساً : أيام للعربية رديفة ليومها الأكبر ؟
ولم لا ؟ تبنت الأمم المتحدة يوم18/12 من كل عام يوماً للغة العربية .
هل نلغيه ؟ كلا . بل نعتبره رديفاً .
ويمكن أن نثبت له صفة إنه يوم اللغة العربية العالمي .
كذلك تبنت الألكسو الأول من آذار يوماً للغة العربية يتناسب –
كما في حيثياته - مع المتطلبات التربوية .
ويمكن أن نتبناه ونطلق عليه اسم يوم للغة العربية التربوي .
ومن الممكن اعتماد أيام أخرى للغة العربية،
أيام رديفة كاليومين السابقين .
ما جرى في الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذكس في دمشق ,
يوم29 حزيران 1897,
حين هتف المؤمنون : نريد بطريركاً يتكلم لغتنا، ما جرى آنذاك –
وقد اعتبره الأستاذ / ساطع الحصري أول إنجاز فعلي للقومية العربية-
حدث تاريخي
من المناسب أن يكون له نصيب لدى إقرار فكرة الأيام الرديفة .
بل ولتأكيد الدور الريادي الذي قامت به فئات تتكلم العربية
في قيامة للغة العربية أيام التضييق الطوراني عليها –
والإشارة هنا : إلى موارنة لبنان خاصة –
يمكن تبني يوم رديف ذي أهمية تاريخية
مثل : يوم اعتمدت الكنيسةُ المارونيةُ العربيةَ لغةً للشعائر الدينية،
منتقلة بذلك من السريانية والكرشونية .
وتنسحب الفكرة السابقة على فئات أخرى من مواطني الدول العربية
تتكلم لغات كالأمازيغية والكردية والسريانية .
نستطيع أن نعثر في تاريخ التطور اللغوي على أيام لهذه اللغات
بدا فيها واضحاً تلاقحها مع العربية،
مثل : يوم ترجمة معاني القرآن الكريم إليها في حال الأمازيغية والكردية,
أو مثل : يوم يعتبر بمثابة معلم من معالم إغناء للغة العربية,
كإسهام التراجمة السريان في إغناء العربية بتراجمهم .
قد يقال : تضعف كثرة الأيام الرديفة
قدرة الحفاوة بيوم للغة العربية الأكبر.
في هذا القول : شيء من الصحة . إلا أن الرد ممكن .
أتزداد قدرة الحفاوة بالعربية إذا تعددت مداخل الحفاوة بها ؟
والحديث في هذا الشأن يطول، ولكنه حديث غني مفيد في وجهين .
وجه دعم مبدأ المواطنة وما تنطوي عليه من تعددية،
ووجه دعم للغة العربية
بالإصرار على صداقتها مع مكونات مواطني الدول العربية .
سابعاً : ختام :
بين يوم الكتابة هذا، قبيل منتصف شباط 2013،
وبين يوم انعقاد المؤتمر نحو من عشرة أسابيع من المفيد استثمارها .
تتمثل فرصة الاستثمار الأولى :
في المخاطبة المتكررة للقمة العربية الدورية .
هدف القمم العربية : الجمع .
اعتبار بدء التنزيل الشريف يوماً للغة العربية آلية
تجمع العرب والمسلمين معاً .
وما أحوجنا إلى ما يجمعنا في وقت يكاد كل حي في بلداتنا يصبح أمة،
وكل قرية قارة .
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
[ آل عمران : 103 ]

الأستاذ الدكتور / جورج جبور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس