عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-28-2013, 01:56 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

أيّها المسلمون
من أرادَ الصلاةَ تطهَّر لها، وكذا من أراد الصّيام والقيامَ وقَبول الدعاء
فعَليه أن يتطهَّر من أدرانِ الذنوب وأن يغسِلَ قلبَه من أوحالِ المعاصي،
والتي لها آثارٌ سيّئة على العبادَة خاصَّة،
فالتّوبةُ والاستِغفار من أولى ما تُستَقبَل به مواسمُ الخير،
فكيف نلقَى الله تعالى وندعوه ونَرجو خيرَه وبِرَّه وإِحسانَه ونحن مثقَلون بالأوزارِ،
فالمعَاصي تحرِم العبدَ من إجابةِ الدعاءِ
كما في صحيح مسلم يرحمه الله
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم :
( ذكَر الرّجلَ يطيل السّفَر أَشعثَ أغبر يمدُّ يدَيه إلى السّماء :
يا رَبِّ، يا ربِّ ،
و مَطعمُه حرام، و مَشرَبه حَرام، و مَلبَسه حَرام ، و غُذِّي بالحرام :
( فأنَّى يستَجَاب لذلك ؟! ) .
كما أنَّ المصِرَّ على المعصية مخذول لا يوفَّق للطّاعات،
فهو يشعُر بالوَحشَة والانقِباض من صُحبَةِ الأخيار والصُّلَحاء،
وينفِر من مجالسهم، ولا يُشارِكُهم عبادَتَهم، ولا يصطَفُّ معهم في قيامِهم لله،
ويستثقِل العباداتِ، ولا ينشَط للطاعات،
ولا تتَحمَّل نفسُه الصبرَ على الصّيام وطولِ التضرُّعِ والقِيام،
كما أنَّ المعاصيَ توجب القطيعةَ بين العبد وربّه،
فإذا وقَعَت القطيعة انقطَعَت عنه أسبابُ الخير واتّصلت به أسباب الشرّ،
فأيّ عيشٍ لمن قطِعَ عنه الخير والتوفِيقُ من مولاه الذي لا غِنَى له عنه طَرفَةَ عين؟!
ومِن آثارِ الذّنوب أيضًا الحِرمانُ مِن استغفارِ الملائكةِ
كما قالَ تعالى :
{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم } ... الآية
[غافر:7، 8].
فاتَّقوا الله تعالى أيَّها المسلمون
واستقبِلوا شَهرَكم بالتّوبَةِ والاستغفار وهجرِ الذنوب وردِّ المظالِمِ
وإخلاصِ العِبادَة لله وحدَه واتِّباع السّنّة والعَزيمةِ المقرونةِ بالهمَّةِ الصادِقة
للظَفَر بخير هذا الشّهر الكريم وإظهارِ الفرَح
والاستبشار به والحذَرِ من التذمُّر والتسخُّط،
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }
[يونس:58].
أيها الإخوة الأحبة
ومن علامات الاستِعدادُ لهذا الشهر الكريم، أن يتفقُّه المسلم في دّينه،
وأن يعرف كيف يعبد ربَّه كما أمرَه على بصيرة،
فإن من الناس من يمارِس عبادَاتِه من صلاة وصيامٍ وزكاة وحجٍّ وغيرها
على جهلٍ أو تقليدِ عوام،
حتى إذا طافَت السّنين وتكاثَرت المخالفاتُ جاء بعدَ الفواتِ يسأل: كيف يرقِّع ما فاتَ؟
ولو كانَ الأمرُ لدنيا لرَأيتَه لا يتوقَّف عن السؤالِ والبَحثِ في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة،
أوَلَيس الدين أولى بالبحثِ والسؤال والاستعداد والاهتمام؟!
خصوصًا وقد كثُرَت بحمد الله وسائل التعلُّم بما لا نظيرَ له في السابق،
ولكن أين الحريصُ على دينِه وصِحَّة عبادته ؟!
و قد قال الله عزّ و جلّ :
{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ }
[النحل:43].
و بعد : أيّها المسلمون
هذه إشارةٌ لبعض فضائلِ رمَضَان وحثٌّ على الاستعدادِ له واجتِناب ما يحرِم فضلَه،
فاللّهمّ بلِّغنا رمضان، ووفِّقنا فيه لصالحِ الأعمال، وتقبَّل منّا يا ربَّ العالمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
[البقرة:185].
بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم و نَفَعني الله وإيَّاكم بالقرآنِ العظيم
وبهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ،
وأقول قولي هَذا، وأستَغفر الله لي ولَكم و لجميع المسلمين
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم

رد مع اقتباس