عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-04-2012, 09:34 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله على احسانه ، والشكر له على توفيقه و عظيم امتنانه،
واشهد ان لا اله الا الله وحده لاشريك له تعظيماً لشأنه ،
واشهد ان سيدنا ونبينا محمداً عبده و رسوله الداعي الى جنته و رضوانه ،
صلى الله وسلم وبارك عليه و على اله وصحابته و اخوانه ،
والتابعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.
أمّـــا بـــعـــد :
فيا أيّها الناس، إنّ من سلِم قلبُه واتَّسع صدرُه للنّاس ونصَح لهم وأشفقَ عليهم
وكان مظهَره سببًا إلى مخبَره فإنّه سيُلقَى له القبولُ عند النّاس، عدوُّهم قبلَ صديقهم؛
لأنه لا يعرِف لحظّ النفس سبيلاً، ولا للانتِقام وحبِّ الانتصار دليلاً، ثم إنَّ للقلبِ السّليم
مذاقًا وحلاوةً لا يعرِفها إلا من طعِمها، وشتّان ـ أيها المسلمون ـ
بين قلبٍ سليم وبين قلب مليءٍ بالغلِّ والوساوِس وإعمالِ الفِكر في إدراك الانتصار للذّات.
ولقد ضَرَب لنا الرعيلُ الأوّل أروعَ الأمثِلة في ذلك،
فهَذا الفاروقُ رضي الله عنه يتحدَّث بعباراتٍ أبدى من خِلالها الإنصافَ من نفسه،
فقال رضى الله تعالى عنه :
( اعلَموا أنَّ تلكَ القسوةَ قد أُضعِفت ، و لكنها إنما تكونُ على أهلِ الظّلم و التعدّي على المسلمين ، فأما أهلُ السلامة و الدِّين والقصدِ فأنا أليَنُ لهم من بعضِهم البعض ، و لستُ أدعُ أحدًا يظلِم أحدًا أو يعتدِي عليه حتى أضعَ خدَّه و أضَع قدَمي على الخدِّ الآخر حتى يذعِنَ للحقّ ، و إني بعدَ قَسوتي تلك أضَع خدِّي على الأرض لأهلِ العَفافِ و أهل الكفاف ) .
و قد جاء في مسند أحمد من حديث أنس في قصّةِ الرجل الذي
قال عنه النبيّ صلى الله عليه و سلم في مجلِسه :
( يطلع عليكم رجلٌ من أهلِ الجنة ) ،
فطلع هذا الرجلُ وهو من الأنصار، و تكرّر قولُ النبيّ صلى الله عليه و سلم
عن هذا الرجل ثلاثَ مرات في ثلاثة أيّام،
فبات عبد الله بن عمرو بن العاصِ عند ذلك الرجلِ ليرى ما يفعَل من الطاعة،
فلم يَر كبيرَ عمَلٍ فسأله: ما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
فقال الرجل: ما هو إلاّ ما رأيتَ، فقال عبد الله: فلمّا ولّيتُ دعاني فقال: ما هو إلاّ ما رأيتَ،
غيرَ أني لا أجِد في نفسي لأحدٍ منَ المسلمين عِشًّا ولا أحسدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه الله إياه،
فقال عبد الله: هذه التي بلَغَت بك .
فالله أكبر ما أعظمَ تلكُم القلوبَ، واللهُ أكبر ما أعظمَ تلك الأجساد التي تحمِلها،
{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *
لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }
[يونس:62-64].
ألا فاتقوا الله معاشِر المسلمين ،
هذا و صلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في محكَم التنزيل
فقال جلّ مِن قائل سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] .
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك محمد
و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات المؤمنين
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و علي ،
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم .
أنتهت

رد مع اقتباس