عن أبى هريرة رضى الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن شهر رمضان:
( شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار )
فالمسلم الذي تمر عليه مواسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار
في هذا الشهر وقد بذل مجهوده وحفظ وقته والتمس رضا ربه،
إن هذا المسلم حري أن يحوز كل خيرات هذا الشهر وبركاته ويفوز بنفحاته،
فينال الدرجات العالية بما أسلفه في الأيام الخالية، هذا ويجب التنبيه على
أن بعض أئمة المساجد هداهم الله يخالفون السنة وهدي السلف حيث
إن السنة هي زيادة الاجتهاد في هذه العشر بجعل صلاة التراويح قسمين،
فيصلي عشر ركعات في أول الليل وعشر ركعات تهجدا في آخر الليل،
وتختم بالوتر، لكن بعض الأئمة في هذا الزمان يلغي صلاة أول الليل
ويقتصر على صلاة التهجد عشر ركعات أو ثمان ركعات
أو يلغي صلاة التهجد ويقتصر على صلاة التراويح في أول الليل
ومعنى هذا أنهم لا يزيد اجتهادهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يزيد اجتهاده في هذه العشر ويحيي لياليها بزيادة الصلاة
وتطويلها وما ذكرناه هو في حق من يصلي عشرين ركعة في كل الشهر
عشر ركعات فإنه يضيف إليها عشرا أخرى في العشر الأواخر
وللشيخ العلامة أبي بطين رسالة في الرد
على مثل هؤلاء تجدها في الدرر السنية ( 3/ 181 ـ 185 ) .
نسأل الله التوفيق والقبول والعفو عن التقصير والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ،
فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ،ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ،وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ،
ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ ،تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ،
وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ،وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي ، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )
رواه البخاري ( 7405 ) ومسلم ( 2675 ) .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
[ لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة كذب من أدعى محبتي
فإذا جنه الليل نام عني حلفت أجفانهم على جفاء النوم ]
عن معمر مؤذن سليمان التميمي قال :
صلى الى جنبي سليمان التميمي العشاء الأخرة وسمعته يقرأ
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
قال فلما أتى على هذه الاية
{ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }
جعل يرددها حتى خف اهل المسجد وانصرفوا
قال : وعدت لأذان الفجر فأذا هو مقامه
قال فتسمعت فأذا هو لم يجزها وهو يقول :
{ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }
وقيل له أنت أنت ( أي يثنون عليه )
قال : لا تقولوا هكذا لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل :
{ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }
سبحان من وفق للتوبة أقوامًا، ثبت لهم على الصراط أقدامًا،
كفوا الأكف عن المحارم احترامًا، ففّر عنهم ذنوبًا وآثامًا،
ونشر لهم بالثناء على ما عملوا أعلامًا،
فهم على رياض المدائح بترك القبائح يتقلبون التائبون العابدون،
هذا -عباد الله- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وفي بقيته
للعابدين مستمتع وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويُسمع،
وهو القرآن الذي لو أنزل على جبلٍ لرأيته خاشعًا يتصدّع،
ومع هذا فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع،
ولا قيام استقام فيرجى في صاحبه أن يشفع،
وتراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع،
كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة،
وكم يتولى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة،
لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح
فيلتحق بالصفوة،أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة
وإذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، وإذا صاموا صامت منهم
الألسنة والأسماع والأبصار، أفما لنا فيهم أسوة ؟