الموضوع: درس اليوم 6102
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-14-2024, 12:57 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,072
افتراضي درس اليوم 6102


من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم

إدارة الدقيقة الواحدة في رمضان



كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل العَشرُ،

شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.



وكان صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، كما روى ذلك

مسلم في (صحيحه) عن أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها - قالت:

((لم يكن أحد من أهله يطيق الصيام إلا أقامه)).



هذه (العشر) لها ميزة تحفز العاقل على الوصول إلى مزيد من الأهداف

العليا، والغايات السامية، منحها عليه الصلاة والسلام حقها الخاص باستنفار

بقية قواه وطاقته.



ولو لم يكن في هذه العشر إلا ليلة القدر، لكانت كافيةً أن تكون رجاء

القانتين، وأمنية العباد الصالحين..



وأن يتحروها كل ليلة من ليالي العشر، وكأنها هي بعينها، فمن يدري؟ فلعلهم

يدركونها فيفوزوا بسعادة عظيمة، وأجور مضاعفة، وعبادة وقُربى من

الرحمن الرحيم، لا يُدرَك مثلُها إلا في ألف شهر؛ قال تعالى في سورة القدر:



﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *

لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا

بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾

[القدر: 1 - 5].



واللافت في الأمر أنه عليه الصلاة والسلام لم يعش هذه الحالة

وحده، بل أشرك معه كل من يطيقها في بيته..



وهو ما يشير إلى الدروس التي يجب أن نتلقنها من مدرسة النبوة،

ونحن نعيش في فصول مدرسة رمضان.. وهي:

أولاً: حب الخير للآخرين.. فبقدر حبه صلى الله عليه وسلم الخير

لنفسه، كان يحبه لغيره.



ثانيًا: استشعار المسؤولية تجاه البيت أولاً قبل الناس أجمعين.



ثالثًا: عدم احتقار الهمم، أو استصغار الآخرين.. فالطفل القادر على الصيام،

قادر على القيام، وذلك حتى نشعره بعلو قدره عندنا،

وحتى يتربى على معالي الأمور.



وكل تلك الصور، فيها درس من دروس إدارة الوقت، التي تُعنَى بها اليوم

دوائر علمية عالمية، فيما يسمى بـ: (إدارة الدقيقة الواحدة)..



وهو درس: تقديم الأهم على المهم، أو ما يسمى بـ: (مراعاة الأولويات)،

فإذا كان الإنسان يكسب في ليلة واحدة ما يكسبه في أكثر من ثلاث وثمانين

سنة، أفلا يفرغ نفسه من كل شيء، كل شيء.. من أجل اكتساب هذا الأجر،

الذي لا يحيط به وصفٌ في زمن قصير؟!



إن التفريط في استغلال هذه العشر، يعني التفريط في فرصة أغلى من نفائس

الدنيا كلها، فلا تذهب علينا في تسوق غير مجدٍ، ولا في نوم مُلهٍ، ولا في

مجالس لغو لا نفع لها، بل ينبغي لنا أن نتصرف كلنا،

لاغتنام أثمن أيام حياتنا..



إنها ليالٍ شريفةٌ، وفرصٌ عظيمةٌ، فهل سنكون من أصحابها؟!



بلى، سنكون من أصحابها بإذن الله، فنحن قادرون، ولدينا همم عالية.



تدبر

قال تعالى في سورة القدر:

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].



طالبهم الله سبحانه في سورة العلق بالقراءة والتعلم، ثم جاءت سورة القدر

بعدها لتبين عظمة ما في كتاب الله المقروء، والمتعبد بتلاوته، الذي أنزله

في ليلة مباركة.. وأنه مصدر مهم في التعلم، ومعرفة الله تعالى، فقال:

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].



رسالة

لا تنسوا إخوانًا لكم وأخواتٍ لكم في عداد الأموات..



وقفة

الوقت أثمن موجود، وأبسط مفقود.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس