( تـوضـيـح )
التوكل يجمع شـيـئـيـن :
أحـدهـمـا :
الاعتماد على الله ، و الإيمان بأنه مسبب الأسباب ،
و أن قَـدَره نافذ ، و أنه قَـدَّرَ الأمور و أحصاها و كتبها سبحانه و تعالى .
الـشـيء الـثـانـي :
تـعـاطـي الأسـبـاب .
فليس من التوكل تعطيل الأسباب ، بل من التوكل الأخذ بالأسباب ،
و العمل بالأسباب ، و من عـطَّـلها فقد خالف شرع الله و قَـدَرَه ،
فالله أمر بالأسباب و حث عليها سبحانه و تعالى ،
و أمر رسوله صلى الله عليه و سلم بذلك .
فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب ،
بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب ،
و لهذا شُرِعَ النكاح لحصول الولد ، و أمر بالجماع ،
فلو قال أحد من الناس : أنا لا أتزوج و أنتظر ولداً من دون زواج ،
لَـعُـدَّ من المجانين ، فليس هذا أمر العقلاء ،
و كذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد
يتحرى الصدقات و يتحرى الأرزاق تأتيه ،
بل يجب عليه أن يسعى و يعمل و يجتهد في طلب الرزق الحلال .