عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-04-2013, 02:53 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري
وهو يصرخ ببطن الوادي واقفاً على بعيره قد جدع بعيره،
وحول رحله وشق قميصه
وهو يقول‏:‏
يا معشر قريش، اللطيمة اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض
لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث‏.‏
قال‏:‏
فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر فتجهز الناس سراعاً
وقالوا‏:‏ أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي‏؟‏
كلا والله ليعلمن غير ذلك‏.‏
وذكر موسى بن عقبة رؤيا عاتكة كنحو من سياق ابن إسحاق‏.‏
قال‏:‏
فلما جاء ضمضم بن عمرو على تلك الصفة خافوا من رؤيا
عاتكة فخرجوا على الصعب والذلول‏.‏
قال ابن إسحاق‏:
‏ فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلاً، وأوعبت قريش
فلم يتخلف من أشرافها أحد إلا أن أبا لهب ابن عبد المطلب بعث مكانه
العاصي بن هشام بن المغيرة استأجره بأربعة آلاف درهم
كانت له عليه قد أفلس بها‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
وحدثني ابن أبي نجيح‏:‏ أن أمية بن خلف كان قد أجمع القعود وكان شيخاً
جليلاً جسيماً ثقيلاً، فأتاه عقبة بن أبي معيط وهو جالس في المسجد
بين ظهراني قومه بمجمرة يحملها، فيها نار ومجمر، حتى وضعها
بين يديه ثم قال‏:‏ يا أبا علي، استجمر فإنما أنت من النساء‏.‏
قال‏:‏ قبحك الله وقبح ما جئت به‏.‏
قال‏:‏ ثم تجهز وخرج مع الناس هكذا قال ابن إسحاق في هذه القصة‏.‏
وقد رواها البخاري على نحو آخر فقال‏:‏ حدثني أحمد بن عثمان،
حدثنا شريح بن مسلمة، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه،
عن أبي إسحاق، حدثني عمرو بن ميمون‏:‏ أنه سمع عبد الله بن مسعود
حدث عن سعد بن معاذ‏:‏ أنه كان صديقاً لأمية بن خلف وكان أمية إذا مرَّ
بالمدينة نزل على سعد بن معاذ، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية،
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انطلق سعد بن معاذ
معتمراً فنزل على أمية بمكة‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /316‏)‏
( أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
حدث عن سعد بن مُعاذٍ أنه قال : كان صديقا لأمية بن خلف،
وكان أمية إذا مر بالمدينة انطلق سعد معتمرا، فنزل على أمية بمكة،
فقال لأمية : انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت،
فخرج به قريبا من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال :
يا أبا صفوان، من هذا معك ؟
فقال : هذا سعد،
فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة،
وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان
ما رجعت إلى أهلك سالما .
فقال له سعد، ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك
ما هو أشد عليك منه، طريقك على المدينة،
فقال له أمية : لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم، سيد أهل الوادي،
فقال سعد : دعنا عنك يا أمية،
فوالله لقد سمعت الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : إنهم قاتلوك
قال : بمكة ؟
قال : لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعا شديدا، فلما رجع أمية إلى أهله
قال يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد ؟
قالتْ : وما قال لك ؟
قال : زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي،
فقُلْت له : بمكة، قال لا أدري، ف
قال أمية : والله لا أخرج من مكة، فلما كان يومَ بدر استنفر أبو جهل
الناس قال : أدركوا عيركم ؟ فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل
فقال : يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت،
وأنت سيد أهل الوادي، تخلفوا معك، فلم يزل أبو جهل حتى قال :
أما إذ غلبتني، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة، ثم قال أمية :
يا أم صفوان جهزيني،
فقالتْ له : يا أبا صفوان، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي ؟
قال : لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا
إلا عقُلْ بعيره، فلم يزل بذلك، حتى قتله الله عز وجل ببدر ).
قال ابن إسحاق‏:
ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا المسير، ذكروا ما كانوا بينهم
وبين بني بكر بن عبد مناة من الحرب‏.‏
فقالوا‏:‏ إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا، وكانت الحرب التي كانت بين قريش
وبين بني بكر في ابن لحفص بن الأخيف من بني عامر بن لؤي قتله رجل
من بني بكر بإشارة عامر بن يزيد بن عامر بن الملوح‏.
‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3 /317‏)‏
ثم أخذ بثأره أخوه مكرز بن حفص فقتل عامراً وخاض بسيفه في بطنه،
ثم جاء الليل فعلقه بأستار الكعبة فخافوهم بسبب ذلك الذي وقع بينهم‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
فحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير
قال‏:‏ لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر فكاد ذلك
أن يثنيهم، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي
وكان من أشراف بني كنانة‏.‏
فقال‏:‏ أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه،
فخرجوا سراعاً‏.‏
قلت‏:‏
وهذا معنى قوله تعالى‏:
‏ ‏{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ
وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ
وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ‏}‏
‏[‏الأنفال‏:‏47-48‏]‏‏.‏
غرَّهم - لعنه الله - حتى ساروا وسار معهم منزلة منزلة ومعه جنوده
وراياته كما قاله غير واحد منهم، فأسلمهم لمصارعهم‏.‏
فلما رأى الجد والملائكة تنزل للنصر وعاين جبريل نكص على عقبيه
وقال‏:‏ إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله‏.‏
وهذا كقوله تعالى‏:‏ ‏
{ ‏كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ
قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ‏}‏
‏[‏الحشر‏:‏16‏]‏‏.‏

رد مع اقتباس