عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-12-2011, 01:07 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

الخطبه الثانيه
الحمد لله المطلِّعِ على مكنونِ الضّمائر ، يعلم النّجوى و ما تخفِي السّرائر ،


الخفيُّ عندَه ظاهِر ،


{ سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ


وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }


[ الرعد : 10 ] ،


و أشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له القويّ القاهر ،


و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمّدًا عبده و رسوله ،


صلى الله عليه و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ،


و سلّم تسليمًا متّصلا إلى اليوم الآخر .


و بــعــد :


أيّها المسلمون ، العقيدةُ الإسلامية عقيدةُ الوضوح و الاستقامة ،


فلا يقوم فيها شيءٌ على الظنّ و الوهم و الشّبهةِ ،


و في محاسن توجيهاتِ القرآن العظيم :


{ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ


إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً }


[ الإسراء : 36 ] ،


قال القرطبيّ يرحمه الله :


" أي : لا تتبَع ما لا تعلم و ما لا يعنيك " ،


و نُقل قولُ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما :


( أي : لا تذُمَّ أحدًا بما ليس لك به عِلم ) .


أيّها المسلمون ، هذه الكلمات القليلةُ التامّة تقيم منهجًا كاملاً للقَلب و العقل ،


إنها ميزة الإسلام على المناهج العقليّة الجافة ، فالتثبُّت من كلّ خبر


و من كلّ ظاهرة قبل الحكم عليها هو دعوةُ القرآن الكريم و منهج الإسلامِ الدقيق ،


و متى استَقَام القلب و العقلُ على هذا المنهج لم يبقَ مجالٌ للوهم


و الخرافةِ في عالم العقيدَةِ ، و لم يبقَ مجال للظّنّ و الشبهةِ في عالم الحكمِ


و القضاء ، بل لم يبقَ مجال للأحكام السطحيّة و الفروض الوهميّة


في عالم البحوث و التجارب و العلوم . و الأمانة العلميّةُ التي يشيد بها الناس


اليوم ليست إلا طرفًا من الأمانة العقليّة القلبية التي يعلن القرآن تبِعَتها الكبرى


و يجعلُ الإنسانَ مسؤولاً عن سمعه و بصره و فؤاده أمام واهِبِها سبحانه و تعالى .


إنها أمانةُ الجوارح التي سيُسأَل عنها العبد يوم القيامة ،


أمانةٌ يهتزّ الوجدان الحيّ لجسامتها و دِقّتها ، كلما نطق الإنسان بكلمة أو روى رواية ،


و كلما أصدر حكمًا على شخصٍ أو أمرٍ أو حادثة ،


و صدق الله العظيم إذ يقول :


{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }


[ الإسراء : 9 ] .


هذا ، و صلّوا و سلِّموا على الرحمةِ المهداة و النّعمة المسداة محمد بن عبد الله ،


رسول الله و خاتم أنبيائِه . كما أمركم بذلك ربكم فى عُلاه


فقال عزَّ من قائلا عليمًا سبحانه :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[ الأحزاب : 56 ] .


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارك على عبدِك و رسولك محمّد الأمين ،


و آله الطيِّبين الطاهِرين ، و أزواجِه أمُهاتنا أمَّهات المؤمنين ،


و أرضَ اللَّهمَّ عن الخلفاء الأربعةِ الراشدين ؛ أبي بكر و عمَرَ و عثمان و عليّ ،


و عن الصحابةِ أجمعين ، و التابعين و مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جودِك و كرمك و إحسانك يا أكرمَ الأكرمين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أنصر عبادَك المؤمنين...

أنتهت

رد مع اقتباس