عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-15-2011, 06:06 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي 80 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :



80 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( التوبة فى شهر التوبة )
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================

80 - خطبتى الجمعة بعنوان


( التوبة فى شهر التوبة )





إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه ، و نؤمن به و نتوكل عليه ،


يجبر الكسر ، و يغفر الذنب و يعفو عن السيئات ، و يقيل العاثر من العثرات ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


إله الأولين و الآخرين ، و رب الأرض و السموات ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبد الله و رسوله ،


عبد ربه حق عبادته ، و دعا إلى دينه ، فكان أتباعه بالحق هم الظاهرين ،


صلى الله و سلم عليه و على آله و صحبه ، نجومٌ في الدجى زاهرة ،


و كواكبٌ على الهدى سائرين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أمــا بــعــد :



فأوصيكم - أيّها الناس – و نفسي بتقوَى الله عزّ و جلّ , فاتَّقوا الله رحمكم الله ،


و اعملوا و استعدّوا ؛ فالموت مورِد , و الساعة موعِد , و القيامة مشهَد ,


فاستقيموا و أحسنوا , فمن أحسن الظنَّ بالله أحسنَ العمل , الإيمانُ ليس بالتحلّي و لا بالتمنّي ,


و لكن ما وقَر في القَلب و صدَّقه العمَل ,


و من سار على طريق رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلَّم و منهاجه


و إن اقتصَد سابِقٌ لمن سار على غَير طريقهِ و إن اجتهد , يمشي الهُوينى و يجيء في الأوّل ,


{ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى


أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }


[الملك: 22].



عبادَ الله ، و أنتم في تعيشون ساعات الشهر القادم الكريم , ترجون فضلَ ربكم ,


و تتعرَّضون لنفحات مولاكم , تأملون في خيره و بِرِّه , و تحاذرون تقصيركم ,


و تخشَون ذنوبَكم , تقبَّل الله منا و منكم , و رزقنا فيه الإحسان في العمَل ,


و رزقنا الله فيه القيامَ و الصيام .


إعلموا حفظكم الله ، أنه يحيط بابن آدم أعداء كثير ، من شياطين الإنس و الجن ،


يحسنون القبيح ، و يقبحون الحسن ، ينضم إليهم النفس الأمارة بالسوء ،


و الشيطان ، و الهوى ، يدعونه إلى الشهوات ، و يقودونه إلى مهاوي الردى.


ينحدر في موبقات الذنوب صغائرها و كبائرها ، ينساق في مغريات الحياة،


و داعيات الهوى ، يصاحب ذلك ضيق و حرج و شعور بالذنب و الخطيئة


فيوشك أن تنغلق أمامه أبواب الأمل ،


و يدخل في دائرة اليأس من روح الله و القنوط من رحمة الله .


و لكن الله العليم الحكيم ، الرؤوف الرحيم ، الذي يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ؛


فتح لعباده أبواب التوبة ، و دلهم على الاستغفار و جعل لهم من أعمالهم الصالحة كفارات ،


و في ابتلاءاتهم مكفرات .


بل إنه سبحانه بفضله و كرمه يبدل سيئاتهم حسنات :


{ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً *


يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }


[النساء:27، 28].


أيها الصائمون القائمون ، لقد جعل الله في التوبة ملاذاً مكيناً و ملجأ حصيناً ،


يلجه المذنب معترفا بذنبه ، مؤملاً في ربه ، نادماً على فعله ، غير مصرٍ على خطيئته ،


يحتمي بحمى الإستغفار ، يتبع السيئة الحسنة ؛ فيكفر الله عنه سيئاته ، و يرفع من درجاته.


التوبة الصادقة - حفظكم الله - تمحو الخطيئات مهما عظمت حتى الكفر و الشرك


{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ }


[الأنفال:38].


و قتلة الأنبياء ممن قالوا إن الله ثالث ثلاثة


و قالوا إن الله هو المسيح بن مريم - تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا –


لقد ناداهم المولى بقوله :


{ أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }


[المائدة:74].


فتح ربكم أبوابه لكل التائبين ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،


و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ،


و خاطبكم في الحديث القدسي :


(( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار


و أنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ))


و في التنزيل :


{ قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ


إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }


[الزمر:53]،


{ وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }


[النساء:110]،


و من ظن أن ذنباً لا يتسع لعفو الله فقد ظن بربه ظن السوء .


كم من عبد كان من إخوان الشياطين فمن الله عليه بتوبة محت عنه ما سلف


فصار صواماً قواماً قانتاً لله ساجداً و قائماً يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه .


معاشر الصائمين القائمين المتصدقين المنفقين ،


من تدنس بشيء من قذر المعاصي فليبادر بغسله بماء التوبة و الاستغفار ؛


فإن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين .


جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه


عن النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال:


( إذا أذنب عبد فقال : رب إني عملت ذنباً فاغفر لي


فقال الله : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب و يأخذ بالذنب ،


قد غفرت لعبدي،


ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتين أخريين حتى


قال في الرابعة : فليعمل ما شاء ) ،


يعني ما دام على هذه الحال كلما أذنب ذنباً استغفر منه غير مُصر .


و جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يقول : و اذنوباه مرتين أو ثلاثاً


فقال له النبي صلى الله عليه و سلم :


( قل اللهم مغفرتك أوسع لي من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي،


ثم قال له: أعد فأعاد، ثم قال له: أعد فأعاد فقال: قم فقد غفر الله لك ) .


أخرجه الحاكم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه ،


و أخرج أيضاً من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه


أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :


يا رسول الله : أحدنا يذنب ،


قال:


( يكتب عليه ).


قال : ثم يستغفر منه


قال:


( يغفر له ويتاب عليه ) .


قال: فيعود فيذنب.


قال :


( يكتب عليه ).


قال: ثم يستغفر منه ويتوب.


قال:


( يغفر له و يثاب عليه. و لا يمل الله حتى تملوا ) .


و سئل علي رضي الله عنه عن العبد يذنب ؟


قال : يستغفر الله و يتوب .


قيل : فإن عاد ؟


قال : يستغفر الله و يتوب .


قيل : فإن عاد ؟


قال : يستغفر الله و يتوب .


قيل حتى متى ؟


قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور .


و قيل للحسن رحمه الله : ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه


ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار.


إلى جانب التوبة و الاستغفار ـ أيها الإخوة ـ تأتي الأعمال الصالحة من الفرائض


و التطوعات تكفر بها السيئات ، و ترفع بها الدرجات .


طهارة و صيام و صدقات و حج و جهاد و غيرها .


من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله يقضي فريضة من فرائض


الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة و الأخرى ترفع درجة ،


و الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن


ما لم تغش الكبائر.


و من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع و انصت


غفر له ما بينه و بين الجمعة و زيادة ثلاثة أيام ؛


أخرج كل ذلك مسلم في صحيحه من أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه .


و هذا باب واسع لا يكاد يقع تحت حصر من طلب الرزق ، و إطعام الطعام ، و حسن الخلق ،


و السماحة في التعامل ، و طلب العلم ، و قضاء الحوائج ، و حضور مجالس الذكر ،


و الرحمة بالبهائم ، و إماطة الأذى . فأبشروا و أملوا و أحسنوا الظن بربكم .

رد مع اقتباس