عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-22-2018, 05:01 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,869
افتراضي تعب قلبي من كثرة التفكير7

من الإبنة / إسراء المنياوى

تعب قلبي من كثرة التفكير

أ. لولوة السجا

السؤال

♦ الملخص:
فتاة كانتْ تُحبُّ شابًّا، وعرَف أهلُها أن هناك علاقةً بينهما، ومنَعوها
مِن الدراسة والخروج من البيت، فأُصيبَتْ بالاكتئابِ وتريد الانتحار.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة تعرَّفتُ إلى أخي زميلتي في الدراسة، تعلَّقتُ به من خلال مواقع
التواصل الاجتماعي، لكن للأسف عرَف الأهل علاقتنا، واتصلوا به فأنكر
العلاقة، فقاموا بضربي، وأوقفوني عن الدراسة، ودخلتُ في اكتئاب
شديدٍ سَيْطَرَ عليَّ بعد افتراقي عمَّن أُحبُّ!

زاد الاكتئابُ وأصبحتُ أشعُر بتعَبٍ شديدٍ، وعصبية ودوخة وانطوائيةٍ،
وساءتْ حالتي الصِّحيَّة بصورة سيئةٍ، ذهبتُ للطبيبة وبعد التحاليل
والفحص عرَفتُ أني مُصابة بالشقيقة والصرَع والاكتئاب الحاد،
وأحتاج إلى علاج نفسيٍّ؛ لأن الطبَّ لا يَصْلُح معي!

رفضتْ أمي العلاج النفسي، وتعتبر الذهابَ للطبيب النفسيِّ في حد ذاته
عارًا، فبحثتُ عن أسهل الطرُق للتخلُّص مما أعاني منه فلم أجدْ إلا الانتحار!

أصبح الانتحارُ الطريق الأسهل لعلاجي، لكن المشكلة فيما بعدَ ذلك وهو
عذابُ الله والنار، لكن لا أستطيع السيطرة على نفسي حينما أجد مشكلةً.

الحمدُ لله أنا أُصلِّي وأصوم، لكن الاكتئاب طغى عليَّ بشكل غير طبيعيٍّ،
خصوصًا في الفترة التي فقدتُ فيها الشاب وابتعد عني.
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
بنيتي الغالية، لو كان كلُّ مؤمنٍ تُحيط به الهمومُ، أو مجرد أن تحدثَ
له مشكلة فَكَّر بعدها في الانتحار، لما بَقِيَ أحدٌ على وجهِ الأرض.

بالله عليكِ أخبريني، مَن الذي يَعيش في هذه الدنيا ويَسلَم مِن الهمِّ والغمِّ والألم والفقد والحِرمان؟!
هذه الدنيا أُعِدَّتْ للبلاء، فهي مجرد ممر، والراحةُ إنما تكون في الجنة،
ولكن لا يعني ذلك أنَّ المؤمنَ سيظلُّ مُعذبًا حتى يَلقى الله!

لا يا بُنية، وإنما مِن رحمة الله أن ينزلَ علينا لُطفه حين تتكرَّب أمورنا،
فالرحيمُ لا يَتْرُك عباده المؤمنين يُواجهون ابتلاءاتهم بدون أن يُمِدَّهُم
بقوة منه وينزل عليهم رحماته، والعبدُ الصالحُ حين تَضيقُ به الدنيا
يُسارع، ويُقبل على الله إقبال الجائع إلى الطعام؛ لأنه يعلم أنه لا ملجأ مِن الله
إلا إليه، ولا راحة إلا في الإقبال على الله خالقنا ورازقنا جلَّ جلاله.

أنت بدأتِ بداية خاطئةً، وأحسن بك الظن أنك الآن نادمة على ما كان،
فكيف لمؤمنةٍ تعرف أحكامَ وضوابطَ دينها ثم تَتساهَل في إقامة علاقة مُحرَّمة؟!

ثم ما الذي ترجينه مِن ذلك؟! ترجين سعادة؟! ما هكذا تُؤتى الأمور
يا غالية، والزواجُ لا يكون بهذه الطريقة!
على كل حالٍ، حتى تخرجي من تلك الحالة النفسية السلبية لا حل
ولا طريق لك إلا بالاستعانة بالله ورجائه بأن يلطف بك،
ويَغفِرَ ذنبك، ويَشرَح صدرك ويُبَدِّلك حالًا خيرًا مِن حالك.

أكْثِري مِن تلاوة القرآن مع لُزوم الطاعات، ومُجانَبة السيئات،
وكثرة الاستغفار والذِّكْر بعُمومِه، فذلك هو المَخرَجُ.
هنا ستَجدينَ الراحة والسعادة الحقيقية، وبعدها سيُغيِّر اللهُ حالك،
وسيُخلفك الرزقَ الحلالَ الذي لا إثمَ فيه ولا تعدِّيَ، ولكن اصبري
ولا تتعجَّلي الأمور، واحذَري مِن خطوات الشيطان، فالانتحارُ ليس
حلًّا ولا راحةً، وإنما هو زيادة في العذاب الدنيوي والأُخرَوي،
سلمنا الله وإياك من الضلالة والزلَل واتباع سبيل الشيطان.

سارِعي في فِعلِ ما أُوصيتك به، مع كثرةِ التضرُّع إلى الله ليلًا ونهارًا،
حتى يكشفَ اللهُ ضرَّك.
رُبَّ ضارةٍ نافعة، ولعل ما حَصَل لك يكون سببًا في صلاح أحوالك،
وتبدُّلها للأفضل.
وفِّقتِ، وكُفِيتِ، وهُدِيتِ

رد مع اقتباس