عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-17-2013, 09:01 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،

لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد.


الحمد لله خصَّ موسِمَ الحجِّ بمزيدٍ من الطاعات والقُرُبات،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماءُ الحُسنى وأجلُّ الصِّفات،

وأشهدُ أن نبيَّنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه المبعوثُ بالهُدى والبيِّنات،

وأحكام الحجِّ النيِّرات، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الهُداة التُّقاة،

والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ يرجُو الفوزَ بأعلى الجنَّات،

وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فيا عباد الله:


يا حُجَّاج بيت الله! اتَّقوا الله - سبحانه -، واغتنِموا هذه الأوقاتِ الشَّريفَة الفاضِلة،

واعمُروها بالأعمال المُباركة الصالِحة؛ تُفلِحوا وتفوزوا، وللخيرات والرَّحَمات تحُوزوا.


أمة الفضيلَة والعفَاف :


ومن القضايا المُهمَّة الأكيدة ولاسيَّما في هذه الآوِنَة الشديدة:

قضايا المرأة والأُسرة؛ فقد جاء الشرعُ الحنيفُ بتربية المُجتمع الأَنوفِ الأبيِّ،

العَفيف الحيِيِّ على الفضيلة والعَفاف،

ولكنَّ فِئامًا من الناسِ وبعضَ القنوات الفضائية المُتهتِّكة،

والشبَكات العنكبوتيَّة السَّافِرة عدُّوا حفظَ المكارِم،

وصونَ المحارِم من لدُن الأُباة تنكُّرًا لطبيعَة الرُّقِيِّ والتقدُّم في الحياة، ووأدٍ للطُّموحات،

والتأكيدُ على حِجاب المرأة وسِترِها رأوه هضمًا لحقِّها، وحُكمًا برِقِّها،

يُعزِّزُ أهواءَهم أقلامٌ مسمومة، تُروِّجُ لإبراز الوَضِيعات، ووصفِ الوَضاعات،

وتَأجيجِ الشَّهَوات والنَّزَوات التي تدُكُّ معاقِلَ النَّخوة والرُّجولَة والكرامات.


فيا أيتُها الأخوات الشريفَات، الحرائِر المصُونات :


تمسَّكن بالحِجابِ والعَفافِ والاحتِشام، اللهَ اللهَ في الحياءِ وعدمِ التبرُّج والسُّفُور.

احذَرن القنوات المشبُوهَة الخَليعَة، والمواقِع التواصُليَّة الوَضيعة،

التي تُدمدِمُ من الأُسرة أركانَها، ومن الفضيلَة شُمَّ بُنيانِها.


واعلَمنَ أن صحوةَ المرأة الحَصَان الرَّزَان المُنبثِقَة عن مِشكاة الشَّرع الحَنيفِ

ومقاصِده الكليَّة، وقوعِده المرعيَّة هي التي تقودُ من مسيرَة الفضيلَة مراكِبَها،

وتتصدَّرُ من الدعوة للطُّهر مواكِبَها، يقولُ - عزَّ من قائلٍ -:


{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }

[ الأحزاب: 33 ].


أمة الوحدة والاعتصام :


إن من دلائِل حضارة الأوطان وازدِهارِها، ونمائِها وإعمارِها:

الاعتِصامَ بالوَحدة الدينيَّة والوطنيَّة، يقول - سبحانه -:


{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }

[ آل عمران: 103 ]


{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }

[ الأنبياء: 92 ].


يقول الإمامُ البغويُّ - رحمه الله -:


[ بعثَ اللهُ الأنبياءَ كلَّهم بإقامَة الدين، والأُلفة والجَماعة، وتركِ الفُرقة والمُخالَفة ]


وإذا الـقـلـوبُ تـآلَـفَـت مـع بـعـضِـهـا لا بُــــدَّ أن يُــدرِكـــنَ كـــــلَّ مُـــــرادِي

ويـدُ الإلــهِ مــع الـجـمـاعــةِ رحـمــةٌ عـمِـلَــت بـهــا الآبـــا عـــن الأجـــدادِ


ولن يصُدَّ تيارَ التشتُّتِ وأتِيَّه، ولن يُقوِّمَ مُعوَجَّهُ وعصِيَّه إلا الوَحدةُ والاتِّحاد والتلاحُم،

والترابُط والتراحُم، وتقديمُ مصلَحة البلاد على هوَى النفوس؛

فمحبَّةُ الأوطان فِطرةُ الديَّان، مُؤسِّسين مُجتمعًا باسِقًا مُتعاضِدًا،

مُؤسَّسًا على أصلَب دعائِم الصِّدقِ والوفاء، وأمتَن أركان الجماعة، والسَّمع والطاعة.


ديدَنُنا وهِجِّيرانا: إن تدابَر الناسُ تعانَقنا، وإن تناثَرُوا ترافَقنا، وإن تخالَفُوا تناصَرنا،

وإن تقاطَعوا تواصَلنا، وإن ضنُّوا تآثَرنا.


فاحرِصُوا - رحمكم الله - على جمعِ الكلمة ووَحدة الصفِّ، واحذَروا الفتنَ والبلايا،

واجتنِبُوا مُضِلاَّت المِحَن والرَّزايا.


تـلـكُـم - لـعَـمـرِيَ - أنـمـاطٌ لـوحـدتـنـا فـهـل تُـرانـا لـصـوتِ الـعـقـل نـمـتـثِـلُ

فـنـكـتُـبُ الـيـوم لـلـتـأريــخِ مـلـحـمــةً تَـفــيــضُ حُــبًّــلا وتِـيــهًــا إنـــه أمـــلُ


فيا إخوة الإيمان في كل الأوطان:


إن المُسلمَ الصالحَ يقتَضِيه صلاحُه الوفاءَ لبلاده، وصونَها عن الفتن والمِحَن،

والصِّدق في السرِّ والعلَن، وأن يتحلَّى بثَقَافَة الحِوار والائتِلاف،

والترابُط والبُعد عن الانقِسام والاختِلاف، وتجنُّبِ مَقيتِ الحِزبيَّات، والتعصُّبِ للمذهبيَّات،

وبَغيضِ الطائِفيَّات، وآسِن العصبيَّات، وسائرِ النَّعَرات.


وإن من حقِّ أوطانِنا علينا: أن نكونَ بتحقيقِ مصالِحا سُعاة، ولدرءِ المفاسِد عنها دُعاة،

ولأمنِها ورخائِها واستِقرارِها حُماة، ولوَحدة شرائِحِها وأطيافِها رُعاة.


وهنا يأتي دورُ وسائل الإعلام ومواقع التواصُل الاجتماعيِّ

في تَعزيز هذه اللُحمة المُتماسِكة، وتحصين الأمة - لاسيَّما الأجيال والشباب –

من اختِراقِها ثم احتِراقِها، خاصَّةً بآفَة الإرهابِ والمُخدِّرات،

والتكفِير والغُلوِّ والانهِزاميَّة.


أيتُها الجُموع العَتيدَة:


التحدُّثُ بالنِّعَم من أداء واجِب شُكرِها، وفي آي التَّنزيل الجَليل الأمرُ بذِكرِها ونشرِها،

فهذه الدِّيارُ الآمنة المُطمئنَّة ذاتُ الوحدة الدينية والوطنيَّة والالتِفاف،

والرَّخاء المَديد الأطراف، بوَّأها الله - جلَّ جلالُه - في العالمين الفرادَة والخصوصيَّة،

والامتِيازَ والاستثنائيَّة بما سنَّمَها من المكانَة القُدسيَّة العليَّة،

وشرَّفَها بوُجودِ الحرمين الشريفين الأبِيَّة، وكرَّمَها بالوُلاة الميامِين، والعُلماء الربَّانيين.


حتى سمَت عن أدواءِ الخُلف والشِّقاق، ورسَت فيها ركائِزُ الولاء والوِفاق،

ومن بالسُّوءِ رامَها اجتثَّ البارِي أصلَه، وفلَّ نصلَه.

أليس لها في كل قلبٍ محبَّةٌ مُتجذِّرةٌ مسطورةٌ،

وفي كل صفحةٍ من التأريخ بُطولةٌ منشورة، وفي سائرِ أمجادِها أفنانٌ مُضوَّعةٌ منظورة.


ألا دامَت بلادُ الحرمين الشريفين رافِلَةً في سُبُوغ المِنَّة،

ولا تزالُ - بفضل الله - آمنةً مُطمئنَّة وسائر بلاد المُسلمين. فيها تأتلِفُ الدُّرُوب،

وتتوادَدُ القلوب، وتُدحَرُ الأراجِيف ولشائِعات، والأباطيلُ السَّافِرات،

والمُزايَدات والمُهاتَرات.


ولا تزالُ قيادتُها ورُعاتُها وعُلماؤُها ورعيَّتُها ورجالُ أمنِها بعنايَة الله

محفُوظِين مكلوئِين وسائر بلاد المُسلمين، اللهم آمين.


رد مع اقتباس