عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-17-2013, 09:01 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

فيا عباد الله، يا حُجَّاج بيت الله الحرام:


حقِّقوا الخيريَّةَ بين الأنام بالأمر بالمعروف والنهيِ عن المُنكَر وفقَ الضوابِط الشرعيَّة،

والآدابِ المرعيَّة، كلٌّ حسبَ طوقِه واستِطاعتِه،


{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }

[ آل عمران: 104 ].


وإن الناظرَ في أحوال العالَم الإسلاميِّ ليُدرِك بجلاءٍ - ولله الحمدُ والمنَّة –

ما تنعَمُ به بلادُ الحرمين - حرسَها الله - في ظِلال تعزيزِها ورعايتِها

لهذه الشَّعيرة التي يقومُ عليها رجالٌ أكفاء، ودعاةٌ كرام، بُورِكَت جهودُهم،

وضاعفَ اللهُ مثوبتَهم، وسدَّد خُطاهم.


معاشر المؤمنين، أيها الحَجَجُ الميامين:


تنعَمون في هذا اليوم السَّعيد المُبارَك في نفَحَات الابتِهاج والسُّرور، والأُلفَة والحُبُور،

والتزاوُر والاغتِباط، والأُنس والنَّشاط، وذلك فضلُ الله عليكم ورحمتُه.


ولكن لا يحمِلُنا ذلك على تناسِي قضيَّتنا الكُبرى: قضيَّة القُدس والمسجِد الأقصى،

ومآسِي إخواننا المُضطهَدين وأحبَّتنا المكلُومين في فلسطين في الأرض المُبارَكة؛

حيث يُعانُون الحِصارَ والدَّمار، والتشريدَ والتَّقتيلَ، والطُّغيانَ والتَّنكيل،

وكذا إخواننا في سُوريا بلاد الشام الصَّامِدة التي سامَها الطُّغاةُ الظَّلَمة التَّبارَ والدَّمار؛

بل وبالأسلحة الكيماويَّة المُحرَّمة دوليًّا وقانونيًّا. وايْمُ الله ثم وايْمُ الله؛

ما مآلُ الظَّلَمة الطُّغاة إلا التَّبارُ والخسارُ؟!


وإنه لعُرَّةٌ وعارٌ على العالَم الإنسانيِّ والحضاريِّ الذي رادَ الفضاءَ والكواكِب،

وأرسَى فيه دقيقَ المراكِب أن يُدكَّ شعبٌ بريءٌ على مسمَعِه ومرآه،

ويتثاءَبَ حِيالَ من أبادَه وردَّاه، في مجازِرَ رهيبَة،

وكارِثةٍ إنسانيَّةٍ لم يشهَد لها التاريخُ المُعاصِر مثيلاً. الله المُستعان.


معاشِر الأحبَّة :


ولكَم تقتَضِينا أُخوَّتُنا القَعساء، وعقيدتُنا الشمَّاء مُؤازرَةُ أهالِينا في فلسطين الشمَّاء،

وسُوريا الفَيْحاء، وأراكَان الإباء؛ ليُحقِّقُوا الأمنَ والانتِصار، وحقنَ الدماء والاستِقرار.


ولو تجرَّعنا لأجل ذلك كُؤوسَ الصَّبِر المِرار، وأن نصطبِرَ على ما أصابَنا،

ولا نشكُو إلا لله أوصابَنا؛ فسُودُ النوائِب لطالَما أسفرَت عن نَيْل الأماني والرَّغائِب،


{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }

[ الشرح: 5، 6 ].


والخَطبُ الجليلُ بريدٌ لأزكَى الأمل،


{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

[ آل عمران: 139 ]


{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ

مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ

مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }

[ البقرة: 214 ].


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحِكمة،

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولكافَّة المسلمين من مل خطيئةٍ وإثمٍ،

فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان توابًا.

رد مع اقتباس