الأخت الزميلة / جِنان الورد
لا يكن هَمّ أحدكم في كثرة العمل
قال وهيب بن الورد رحمه الله :
" لا يكن هَمّ أحدكم في كثرة العمل ..
ولكن ليَكن همّه في إحكامه وتحسينه .. فإن العبد قد يصلّي وهو يعصي
الله في صلاته ، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه ".
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك
العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ،وآمن
روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي وعن يميني ، وعن
شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن
أغتال من تحتي "
قوله العافية :
من عافاه الله ، والاسم : العافية ؛ وهي دفع الله عن العبد الأسقام والبلايا
أما سؤال العافية في الدين؛ فهي : دفع الله كل ما يشين الدين ويضره ،
وأما في الدنيا فهي : دفع الله كل ما يضر دنياه ، وأما في الأهل : فهي دفع
الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام .... وغير ذلك ،
وأما في المال : فهي دفع الله كل مايضر ماله من الغرق والحرق والسرقة
.... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية .
قوله عوراتي : وهي كل ما يستحي منه إذا ظهر ؛ والعورة من الرجل ما
بين سرته إلى ركبته ، ومن المرأة جميع بدنها ،
قال ابن عباس رضي الله عنه : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من
بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ..." .
والمراد هاهنا : كل عيب وخلل في شيء ، فهو عورة .
قوله "وآمن" : من قولك : أمن يؤمن من'الأمن' قوله "روعاتي" :
جمع روعة ؛ وهي المرة الواحدة من الروع ، وهو الفزع والخوف .
قوله :"اللهم احفظني من بين يدي ..." إلى آخره ، طلب من الله أن
يحفظه من المهالك ، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة ، ومن
الجهات الست بقوله : "من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي
ومن فوقي" ولا سيما من الشيطان ، وهو المزعج لعباد الله بدعواه
في قوله : "ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم
وعن شمائلهم" . وأما من جهة الفوق ، فإن منها ينزل البلاء
والصواعق والعذاب .
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله : "وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"
إشارة إلى أنه لا يوجد مهلكة من المهالك أشد وأفظع من التي تعرض
لابن آدم من جهة التحت ، وذلك مثل الخسف .
وأما قوله "أغتال" والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر
وأن يدهى بمكروه لم يتوقعه .
قال تعالى :
{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ
أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }